الأخبار
Image Description

هشام طرموم

هل سيكون "هنية" ثمناً لنووي إيران؟

‫كتابنا‬| 10 أغسطس, 2024 - 3:00 م

 

تواجه إيران حرجا كبيرا بعد إقدام الكيان الصهيوني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بأراضيها، وعدم قدرتها على حمايته كضيف سياسي جاءها لحضور فعاليات ترسيم رئيسها الجديد، وما يضاعف من حرجها كذلك هي الطريقة التي نفذ بها الكيان الإسرائيلي عملية الاغتيال والاختراق الذي حدث وهو ما يكشف عن خلل وهشاشة كبيرة في النظام الإيراني وخاصة الأمني والاستخباراتي.

ما تزال طهران حتى اللحظة حبيسة عجزها تجاه الصفعة القوية التي تلقتها باغتيال هنية في أراضيها، ولم تتمكن من التعامل مع الحدث بطريقة تتسق مع عنترياتها واستعراضاتها التي دائما ما كانت تلوح بها من خلال خطابات قادتها السياسيين والعسكريين.

لجأت إيران إلى إطلاق تهديدات ووعدت بأنها ستنزل أشد العقوبات بإسرائيل، ولكن السؤال هنا ما بوسع إيران أن تفعله لترد الاعتبار لنفسها بعد أن مسحت إسرائيل بكرامتها وقتلت ضيفها؟!.

في الواقع حتى وإن حاولت طهران أن ترد على إسرائيل بتوجيه ضربات فهل ستكون الأهداف بحجم إسماعيل هنية، فإيران التي عجزت من قبل أن ترد على مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في بدابة 2020م بغارة أمريكية، ما الذي ستفعله هذه المرة وهي التي ما تزال تشعر بالحرج من عجزها إزاء تلك القضية؟!

وقد حاولت أن تسرق المجد العظيم الذي أحرزه الفلسطينيون بعملية طوفان الأقصى وادعت بأن عملية طوفان الأقصى جاءت ردا على مقتل سليماني وهذا ما صرّح به المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف في ديسمبر/ كانون الأول 2023، عندما قال إن الهجوم الذي شنته كتائب عز الدين القسام في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على مستوطنات ومقرات عسكرية إسرائيلية كانت إحدى عمليات الثأر لسليماني، وهو ما نفته حركته المقاومة الإسلامية حماس وأوضحت في بيان لها، أن عملية طوفان الأقصى جاءت ردا على الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني وليس كما زعم ناطق الحرس الثوري.

يبدو أن الأمور تمضي من خلال التحركات السرية بين الجانبين (الأمريكي والإيراني) إلى تفاهمات غير معلنة تسمح للإيرانيين مع أذرعهم وأدواتهم في المنطقة بتنفيذ أنشطة معادية ضد الكيان الإسرائيلي وفق قواعد اشتباك متفق عليها.

إيران المحكومة مع أدواتها وأذرعها بقواعد الاشتباك فيما يتعلق بصراعها مع إسرائيل ستتجه إلى استثمار عملية اغتيال هنية بطرق تحقق من خلالها مكاسب وتحرز تقدما في ملفات مهمة تتعلق بمستقبلها السياسي والعسكري، وستحاول عبر قنوات التواصل النشطة مع أمريكا أن توسع من قواعد الاشتباك وترد بعملية عسكرية قد تحظى باهتمام إعلامي واسع لكن لن يكون موجعا لإسرائيل..

وما كشفته صحيفة الجريدة الكويتية السبت الماضي عن زيارة سرية لوفد أمريكي إلى طهران بوساطة عمانية بعد اغتيال هنية وتأكيد الوفد على رغبة واشنطن في احتواء الموقف وتقديم عرضا للإيرانيين يمنحهم فرصة رد يحفظ لطهران ماء الوجه، وحديثهم أن عملية اغتيال هنية كانت قرارا إسرائيليا منفردا اتخذه نتنياهو ولم تكن واشنطن على دراية به، كل ذلك سيحرك الذهنية الإيرانية لتوظيف الحادثة بما يخدم سياستها ومصالحها.

ستجد إيران في قضية اغتيال إسماعيل هنية بأراضيها فرصة ثمينة لكسب بعض الملفات مع الأمريكيين وأبرزها العودة إلى الاتفاق النووي ورفع حزمة من العقوبات الاقتصادية عنها بينما ستستغل أمريكا التصريحات والتهديدات الإيرانية بتعزيز تواجدها في المنطقة، وقد أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) الخميس الماضي عن وصول طائرات من طراز "إف ـ 22 رابتور" إلى المنطقة كجزء من تعزيزاتها لمواجهة ما وصفتها تهديدات إيران والجماعات المدعومة من قبلها، وسبق وأن عززت الولايات المتحدة الأمريكية تواجدها العسكري في المنطقة وخاصة في البحر الأحمر بحجة حماية الملاحة البحرية والتصدي لضربات الحوثيين.
 
يبدو أن الأمور تمضي من خلال التحركات السرية بين الجانبين (الأمريكي والإيراني) إلى تفاهمات غير معلنة تسمح للإيرانيين مع أذرعهم وأدواتهم في المنطقة بتنفيذ أنشطة معادية ضد الكيان الإسرائيلي وفق قواعد اشتباك متفق عليها، فيما ستستمر إيران في ادعاء البطولات بنصرة غزة وتواصل استثمار القضية الفلسطينية وتقدم نفسها حاملا إقليميا وحيدا للقضية بمباركة أمريكية وتخاذل عربي أتاح لها هذا الحضور الطاغي على المشهد.

| كلمات مفتاحية: إيران|هنية
[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024