ماهي حظوظ المنتخبات العربية المشاركة في كأس أمم أفريقيا؟

تواجه المنتخبات العربية تحديا جديدا عندما تنطلق منافسات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم بالكاميرون غدا الأحد، في ظل المنافسة الشرسة المتوقعة من باقي منتخبات القارة.
 
وبعدما توّجت بـ12 لقبا من إجمالي 32 نسخة للبطولة التي انطلقت نسختها الأولى بالسودان عام 1957، تطمح الكرة العربية للاحتفاظ باللقب للمرة الثانية على التوالي، حيث فازت الجزائر بالنسخة الأخيرة التي أقيمت في مصر عام 2019، غير أن المهمة لن تكون سهلة في ظل منافسة منتخبات قوية بالبطولة، بحجم الكاميرون والسنغال وساحل العاج وغانا ونيجيريا.
 
وتشهد هذه النسخة ظهورا قياسيا للكرة العربية في أمم أفريقيا، بمشاركة 7 من أصل 9 منتخبات عربية شاركت في التصفيات المؤهلة للمسابقة، التي تقام نهائياتها في الفترة من 9 يناير/كانون الثاني الجاري حتى 6 فبراير/شباط المقبل. وهذا هو أكبر عدد من المنتخبات العربية يشارك في نسخة واحدة بالبطولة.
 
ويلاحظ أن جميع المنتخبات العربية الخمسة التي سبق لها الفوز بكأس أمم أفريقيا، تشارك في النسخة المقبلة، مما يعزز الآمال في ارتقائها منصة التتويج من جديد.
 

حامل اللقب

ويأتي منتخب الجزائر -حامل اللقب- في طليعة المنتخبات العربية المرشحة للفوز بالبطولة، عطفا على النتائج المذهلة التي حققها في الفترة الأخيرة بقياده مدربه الوطني جمال بلماضي، الذي قاد "محاربي الصحراء" للفوز بالنسخة الماضية من المسابقة.
 
ويضم منتخب الجزائر كوكبة من النجوم المحترفين في الملاعب الأوروبية، وفي مقدمتهم رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، وإسماعيل بناصر لاعب ميلان الإيطالي، وآدم وناس لاعب نابولي الإيطالي، والمخضرم سفيان فيغولي لاعب غلطة سراي التركي.
 
ويتطلع منتخب الجزائر إلى تحطيم الرقم القياسي العالمي كأكثر المنتخبات تجنبا للخسارة في مباريات متتالية، والذي يحمله المنتخب الإيطالي حاليا، حيث حافظ رفاق الهداف إسلام سليماني على سجلهم خاليا من الهزائم في 34 لقاء على التوالي، ليبتعدوا بفارق 3 مباريات فقط عن معادلة رقم منتخب إيطاليا المتوّج بكأس أمم أوروبا (يورو 2020) الصيف الماضي.
 
وبدأت سلسلة "اللاهزيمة" للمنتخب الجزائري -الذي يشارك للمرة الـ19 في أمم أفريقيا- من نوفمبر/تشرين الثاني 2018، حينما تغلب 4-1 على منتخب توغو، لتتواصل نتائجه الإيجابية في مختلف المسابقات، والتي كان آخرها فوزه 3-صفر على نظيره الغاني وديا يوم الأربعاء الماضي، استعدادا لأمم أفريقيا.
 
 
ويأمل منتخب الجزائر -المصنف في المركز 29 عالميا والثالث أفريقيا، وفقا للتصنيف العالمي الأخير للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)- في التتويج بالبطولة للمرة الثالثة في تاريخه، حيث سبق له الفوز أيضا باللقب عندما استضاف المسابقة على ملاعبه عام 1990.
 
ويلعب منتخب الجزائر في المجموعة الخامسة في مرحلة المجموعات، رفقة منتخبات: ساحل العاج المتوج باللقب عامي 1992 و2015، وغينيا الاستوائية، وسيراليون.
 

صلاح والفراعنة

ويعتبر المنتخب المصري من المرشحين للفوز بالبطولة التي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها برصيد 7 ألقاب، حيث يلعب في المجموعة الرابعة رفقة: نيجيريا والسودان وغينيا بيساو.
 
ويعوّل "أحفاد الفراعنة" كثيرا على النجم محمد صلاح هداف نادي ليفربول الإنجليزي، الذي توجد ضمن القائمة النهائية للمرشحين للحصول على جائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2021 المقدمة من فيفا،
رفقة الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، والهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
 
ويطمح صلاح -الذي يقدم أداء استثنائيا مع ليفربول هذا الموسم، قاده لتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي حاليا برصيد 16 هدفا، وبفارق 6 أهداف أمام أقرب ملاحقيه- إلى مواصلة تألقه مع منتخب مصر، بعدما سبق أن قاده إلى الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، بعد غياب 28 عاما، وللمباراة النهائية في أمم أفريقيا 2017 بالغابون.
 
ويرغب منتخب مصر الذي يقوده المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، في إعادة البسمة مجددا إلى وجوه جماهيره، بعد خيبة الأمل التي لحقت بها بعد خروجه المبكر من النسخة الماضية للمسابقة التي احتضنتها ملاعبه، بالخسارة 1-صفر أمام جنوب أفريقيا في ثمن النهائي.
 
 
وحصل المنتخب المصري، الذي يحمل الرقم القياسي أيضا كأكثر المنتخبات ظهورا في تاريخ أمم أفريقيا برصيد 25 مشاركة، على قوة دفع لا بأس بها، بعدما تأهل للمرحلة النهائية للتصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022.
 

تونس واللقب الغائب

أما المنتخب التونسي بقيادة مدربه الوطني منذر الكبير، فيسعى لاستعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ 18 عاما، بعدما توج به مرة واحدة عندما استضاف البطولة عام 2004، حيث يلعب في المجموعة السادسة رفقة: مالي وموريتانيا وغامبيا.
 
وطمأن منتخب "نسور قرطاج" عشاقه قبل مشاركته في المحفل الأفريقي، بعد مردوده الإيجابي في بطولة كأس العرب التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي، وشهدت تأهله للمباراة النهائية، رغم افتقاده العديد من نجومه البارزين في الملاعب الأوروبية، وفي مقدمتهم لاعب الوسط المخضرم وهبي الخزري.
 
 
ويرغب منتخب تونس -الذي حافظ على مقعده الدائم في كأس الأمم للنسخة 15 على التوالي، ليكون صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الظهور المتتالية بالبطولة- في تحقيق إنجاز يفوق المركز الرابع الذي حصل عليه في النسخة الماضية قبل عامين ونصف العام.
 
 
ولم يواجه المنتخب التونسي صاحب المركز 30 عالميا والرابع أفريقيا، أدنى صعوبة في الصعود لنهائيات أمم أفريقيا، حيث حصد أكبر عدد من النقاط بين المنتخبات المشاركة في التصفيات، بواقع 16 نقطة من مجموعته التي ضمت غينيا الاستوائية وليبيا وتنزانيا، محققا 5 انتصارات وتعادلا وحيدا.
 

حلم مغربي

ويحلم منتخب المغرب بإهداء اللقب لجماهيره بعدما سبق أن توج به مرة وحيدة عام 1976 بإثيوبيا، حيث يلعب في المجموعة الثالثة بالدور الأول، التي تضم منتخبات: غانا (4 ألقاب للبطولة) وجزر القمر والغابون.
 
ووجّه "أسود الأطلس" بقيادة مدربهم البوسني وحيد خليلوزيتش، إنذارا شديد اللهجة لمنافسيه عن قدومه بقوة للمنافسة على البطولة، خاصة بعد ظهوره الرائع في تصفيات كأس العالم.
 
وكان المنتخب المغربي -الذي يحتل المركز 28 عالميا والثاني أفريقيا في تصنيف فيفا- هو الوحيد الذي بلغ المرحلة النهائية من تصفيات المونديال، بعدما حقق العلامة الكاملة في مجموعته التي ضمت: غينيا بيساو وغينيا والسودان، بفوزه في جميع لقاءاته الستة التي خاضها بالمجموعة.
 
ويطمع منتخب المغرب في محو الصورة الباهتة التي بدا عليها في النسخة الماضية من أمم أفريقيا، والتي شهدت خروجه مبكرا بشكل مباغت من ثمن النهائي بالخسارة أمام نظيره البنيني بركلات الترجيح.
 
ويفتقد المنتخب المغربي نجميه حكيم زياش ونصير مزراوي، لاعبي تشلسي الإنجليزي وأياكس أمستردام الهولندي على الترتيب، لـ"أسباب انضباطية" وفقا لخليلوزيتش، بينما رفض عبد الصمد الزلزولي لاعب برشلونة الإسباني الواعد، الانضمام لقائمة الفريق حاليا، مفضلا البقاء مع النادي الكتالوني لتثبيت أقدامه معه.
 

أهداف متباينة

ويبدو الأمر مغايرا بالنسبة لباقي ممثلي الكرة العربية في البطولة (السودان وموريتانيا وجزر القمر)، إذ تنحصر أهدافهم في المسابقة في عبور مرحلة المجموعات فقط.
 
وعانى المنتخب السوداني -الفائز بالبطولة عام 1970- من بعض المشاكل في الفترة الأخيرة، عقب مشاركته المخيبة بكأس العرب التي شهدت خروجه مبكرا من مرحلة المجموعات، حيث قرر اتحاد الكرة في السودان الشهر الماضي إقالة المدرب الفرنسي هوبير فيلود الذي قاد "صقور الجديان" للصعود لأمم أفريقيا، وتولية المدرب الوطني برهان تيه القيادة الفنية خلفا له.
 
 
وحقق منتخب السودان، الذي يشارك للمرة التاسعة بأمم أفريقيا، مفاجأة من العيار الثقيل بعودته للنهائيات بعد غياب 10 أعوام، رغم صعوبة مجموعته بالتصفيات التي ضمت منتخبي نيجيريا وجنوب أفريقيا، حيث احتل المركز الثاني المؤهل للبطولة، على حساب منتخب جنوب أفريقيا الذي حل في الترتيب الثالث.
 
من جانبه، يسجل منتخب موريتانيا ظهوره الثاني على التوالي في البطولة، حيث يلعب في المجموعة السادسة التي تضم: تونس ومالي وغامبيا.
 
ورغم افتقاده لعنصر الخبرة، حقق منتخب "المرابطين" نتائج لا بأس بها في دور المجموعات بالبطولة الماضية، حيث تعادل مع تونس وأنغولا، لكن خسارته أمام نظيره المالي تسببت في إنهاء أحلامه بمواصلة مغامرته.
 
وفي المقابل، يخوض منتخب جزر القمر منافسات البطولة للمرة الأولى في تاريخه، ليصبح المنتخب 44 الذي يشارك في تاريخ البطولة، وذلك بعد احتلاله المركز الثاني في مجموعته بالتصفيات، التي ضمت منتخبات مصر وكينيا وتوغو.
 
 
وربما تقتصر أمال منتخب جزر القمر في التواجد ضمن أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث في المجموعات الست من أجل الصعود للأدوار الإقصائية، حيث يبدو منتخبا المغرب وغانا مرشحين بقوة للمركزين الأول والثاني في ترتيب مجموعته بالدور الأول.
 

(وكالات + الجزيرة)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر