عن مجد سبتمبر العظيم


أنور الحذيفي

ها أنا أحاول أن احتفي به ابتهاجا بجميل ما قدمه لنا لكن ثمة شعور غريب يتملكني وأنا أعيش اللحظة التي مثلت حدثا فارقا في التاريخ اليمني المعاصر.

 

إنها مفارقات عجيبة اذ كيف للفرح والحزن كشعوريين مختلفين متناقضين أن يجتمعا في نفسا بشرية واحدة في وقت واحد  ...ويالها من حالة صعبة تلك التي تحاول فيها أن تفرح ثم لاستطيع .

منذ الأول من سبتمبر وأنا احضر نفسي  للاحتفال به اذ جرت العادة أن نحتفل بعيد الثورة وعلي طريقتنا نحن أبناء الريف  إذ نقوم وبلهفة كبيرة وبتشجيع من الأمهات والآباء بصنع عجينة كبيرة من الرماد المخلوط بكروسين فداء وتضحيات رجالات سبتمبر ثم ننشرها وبتنسيق محكم  علي حواف الأسطح من ثلاث او أربع جهات ليشعل سبتمبر كعادته  الفرحة في نفوسنا، كان هذا في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.

 

كبرنا وكبر ت معنا أحلاما وطنية  كانت بضخامة الوطن المنكوب دوما بأبنائه !

 

وأمام سيل الإحباط الذي أنتجته محاولة النكوص والانقلاب علي خيارات الشعب  ينتابك شعور وأنت تخوض حرب الدفاع عن قيم الجمهورية  بأننا جيل فشل ان يتعلم كيف تتقن  الشعوب تخليد رموزها الوطنية، وكيف تصنع سياجا من القداسة حول قيمها و مكتسباتها تمنع به  الموتورين والمقامرين من الاقتراب من خياراتها .

 

 

ولعل هذا الإحساس المليء بالخذلان  لإعلام الحركة الوطنية صار ملازما لي  منذ أن وعيت نضالات الرعيل الأول من الشهداء الذين قطعت رؤوسهم في صنعاء وحجة وتعز عقب فشل انقلاب ??

 

ومن المؤكد أن عدم إحياء ذكرى سبتمبر بما يليق به كحدث عظيم استطاع أن يغير في البني الاجتماعية  والثقافية والاقتصادية ويغير نمط حياة اليمنيين قد مثل صدمة كبيرة هزت الوجدان اليمني .

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر