صراع النفوذ في المهرة


فاروق الكمالي

في فبراير 2014 ، أعلن المهريون رفضهم لما أسموه "الضم والإلحاق لإقليم حضرموت" وطالبوا بإقليم مستقل مع سقطرى، وأعلن رئيس المجلس المهري الشيخ مسلم سالم مسلم حزحيز زعبنو،  في مناسبات مختلف رفض المهريين الانضمام لإقليم حضرموت، وفي حال الإصرار على ضم المهرة لإقليم حضرموت، هدد المجلس المهري برفع سقف مطالبه إلى دولة مستقلة على حدود 67.
وتلقى دعوات المهريين دعماً من سلطنة عمان والحكومة البريطانية، ومنذ حوالي عامين تعمل البريطانية اليزابيث كيندال في المهرة كمستشارة للمجلس المهري ونظمت استبيان واسع للمهريين بالتعاون مع جامعة اكسفورد وكان نتائجه في رفض الانضمام لإقليم حضرموت بأغلبية ساحقة.
 
وكيندال باحثة متخصصة في شؤون القاعدة والجماعات الإسلامية ، وقد كتبت عشرات المقالات والأبحاث عن القاعدة في اليمن، تقول كيندال ان المهريون يرفضون الاندماج مع الحضارم بسبب خلافات دموية، كتبت كيندال أيضاً عن المهرة في كبريات الصحف العالمية ، ديلي ميل، واشنطن بوست ونيويورك تايمز، ولديها شعبية واسعة بالمهرة والجميع يعرفها وينظر إليها بتقدير لأنها تساعدهم كما يقولون.
 
تتنقل كيندال بين مسقط والغيضة اليمنية، وقد بدت منزعجة في الفترة الأخيرة من النفوذ الإماراتي، وشاركت الأسبوع الماضي، في صفحتها على موقع تويتر، موضوعاً عن صراع النفوذ في المهرة اليمنية بين عمان والإمارات، مع تعليق مختصر قالت فيه :"أن إستراتيجية دولة الإمارات في بسط النفوذ بمحافظة المهرة يأتي على حساب عمان، وسيزيد من تعقيد الوضع في اليمن".
 
ترى سلطنة عمان أنها أحق بالنفوذ في محافظة المهرة بحكم الجغرافيا والجوار ، وتعتمد الإمارات على علاقات قديمة ومهريين وسقطريين يعملون في الإمارات السبع وأصبحوا اماراتيين .
 
هناك عائلات مهرية وسقطرية هاجرت إلى الإمارات مع تأسيس الاتحاد وقبلها، واستقرت هناك ومنحت الجنسية والوظائف الحكومية ، فيما لا تزال على ارتباط بجذورها في اليمن ، لكن على هذه العائلات أن تثبت ولاءها للإمارات على الدوام.
 
وفي مواقف تأكيد الولاء، نشرت صحيفة " البيان" في رمضان عام 2015 ، عن جلسات رمضانية أحيتها عائلة أبو صمودة المهرة " في حب محمد بن زايد" ، فيما تحتفل قبائل وعائلات سقطرية ومهرية في مناطقها باليمن منذ سنوات بالعيد الوطني للإمارات.
 
وفي تطور يبدو على علاقة بصراع النفوذ في المهرة ، أصدرت السلطات العمانية ، اليوم الأحد، مرسوما بمنح الجنسية العمانية لأسرتي رئيس أول حكومة لدولة الوحدة، حيدر أبوبكر العطاس ، ولسلطان المهرة الشيخ عيسى بن عفرار ، كما قضى المرسوم بمنح الجنسية العمانية لعدد 69 شخص من أبناء الأسرتين.
 
قالت صحيفة (عدن الغد) في تعليقها على الخبر :" يعتقد أن عملية التجنيس هذه على صلة بالصراع الإقليمي المستعر لاستقطاع أجزاء من جنوب اليمن كلا لحساب دولة معينة".
 
وأكدت الصحيفة :" يمكن تصنيف الشيخ عيسى بن عفرار ضمن قوائم القيادات المرتبطة منذ سنوات بسلطنة عمان وهي التي دفعت به إلى الواجهة قبل سنوات في محافظة المهرة عقب عودته إليها لكن السؤال يثار حول نوايا وأهداف تجنيس عائلة العطاس كاملة بالجنسية العمانية، ويرتبط العطاس بعلاقات قوية مع المملكة العربية السعودية ويعتبر احد ابرز حلفائها خلال العقود الماضية".
 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر