اليمن والقسمة على إثنين


مصطفى ناجي

 يتصور الحوثي أنه إذا لم يقدر على اقتحام مأرب فإنه سيجعلها تحت تهديد استهداف منشآتها النفطية. لذا ستكون وجهته القادمة تعز ويتحرك استجابة لإغراءات الانتقالي الذي يوحي بأن اليمن قابلة القسمة على إثنين؛ انتقالي وحوثي.
 
يقفز الحوثي على مشروع السلام المطروح حالياً والمعني بمعالجات إنسانية وخفض الاقتتال وتأمين دول الاقليم. يريد الحوثي الذهاب نحو اقتسام البلاد مرحلياً للقضاء على الشرعية القائمة وتالياً سيلتهم النصف الثاني بحكم قوة الواقع
 
أعمت أنانية الانفصال في الجنوب الابصار عن الخطر المستقبلي. يسهم دعاة الانفصال في الفتك بالشرعية - وهم شركاء- عبر تعطيل عمل الحكومة وتقليص صلاحيات مجلس القيادة -بالشراكة مع اعضاء آخرين طامعين في صنع القرار السياسي دون سياسات. فيما الشرعية غير قادرة على منح شرعية الانفصال. إلا أن القضاء عليها سيضع الجميع أمام قوة الأمر الواقع الحوثية.
 
اذا كان الحوثي اليوم أمرًا واقعا في بعض محافظات الشمال وسيكون كذلك فيما لو استولى على الجنوب. في ذهن الحوثي، بعد اقتحام مدينة تعز والسيطرة على ريفها الجنوبي، سهلة السيطرة على قوات طارق صالح المحصورة في جغرافيا مبسوطة. بقية الشرعية ليست أكثر من جيوب مغلقة كميدي والجوف وعلب.
 
4العجيب في هذه اللحظة ومقابل حشود حوثية برية نحو تعز هو أن العلاقة بين طارق وتعز المدينة لم تصل لإلى تلاحم يلبي تحديات مواجهة حتمية مع صلف الحوثي وشراهة توسعه.
 
وليس أفضل للحوثي من أيام العيد لشن هجوم مباغت بأعداد بشرية تكفي لإرهاق متارس الدفاع. ولهذا كان البيان الثلاثي حاداً، إلا أن حدته وصراحته لا تحولان دون هجوم حوثي وشيك أعدت له العدة في فترة الهدنة السابقة غير المعلنة.
 
سبق للحوثي ان اقام مناورة -هي في الاصل تدريب حي - على تخوم تعز استخدمت فيها اسلحة لم يسبق استخدامها في الجهة الغربية.
 
سيجعل الحوثي من معركة تعز الوشيكة معركة مدفع ومسيّرة. ولن تفيد الادانات وتهديدات العزلة. والتحالف لا يستطيع العودة الى مربع الحرب مع الحوثي وسيتعامل مع المسألة على انها مناورة حوثية لتعظيم شروط التفاوض.
 
إلا أن هذه المعركة على الصعيد الوطني اكبر من ذلك لأنها تنطوي على الزوال الفعلي لخيط أمل بقاء الجمهورية اليمنية على قيد الحياة.
 
ينبغي أخذ رعونة الحوثي على محمل الجد، ولا يمكن ردعها وعدم احترام ارادة اليمنيين الا بتكاتف القوى المعنية وخوض محطة كسر عظام.
 
لن ينال الانتقالي انفصالا الا من يمن واحد ولا أمان في الجنوب الا بمساندة من كافة قوى الشرعية المناهضة للحوثي. وهذه لا تستطيع النجاة الا بتعاون الانتقالي.
 
*من صفحة الكاتب على تويتر

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر