ما حمولة السفينة روبيمار؟.. ولماذا تركت تغرق دون تدخل لإنقاذها وما علاقتها بلبنان؟! (تقرير خاص)

[ صورة جوية للسفينة روبيمار نظهر حجم التسرب منها (الفرنسية) ]

أعلنت خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة اليمنية اليوم السبت، غرق السفينة روبي مار قبالة السواحل اليمنية بعد نحو أسبوعين من تعرضها لهجوم صاروخي من قبل مليشيات الحوثي، وسط مخاوف من حدوث كارثة بيئية في البحر الأحمر.
 
وأعربت الخلية -في بيان لها نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"- عن أسفها لغرق السفينة التي ستسبب كارثة بيئية في المياه الإقليمية اليمنية والبحر والأحمر، مؤكدة أن النتيجة كانت متوقعة بعد ترك السفينة لمصيرها لأكثر من ١٢ يوماً وعدم التجاوب مع مناشدات الحكومة اليمنية لتلافي وقوع الكارثة.
 
وحمل البيان المليشيات الحوثية مسؤولية الكارثة البيئية، وتداعيات استمرارها في استهداف سفن الشحن البحري وخطوط الملاحة الدولية على الوضع الإنساني في اليمن ودول المنطقة، وتهديد السلم والأمن الدوليين.
 
وتعرضت السفينة التي ترفع علم بيليز في 18 فبراير/ شباط الماضي، لهجوم من قبل مليشيات الحوثي ما أدى إلى إصابتها بأضرار بالغة، حيث أعلنت الجماعة حينها أن السفينة مرشحة للغرق..
 
ومن حينها لم تتدخل أي جهة لمحاولة إنقاذ السفينة المحملة بأسمدة ومواد كيمائية خطيرة، بآلاف الأطنان، بما فهيا الشركة المشغلة والشركة المالكة رغم مناشدات الحكومة اليمنية.
 
ماذا تحمل السفينة؟            
 
عقب الحادثة، قالت هيئة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي في بيان عبر منصة "إكس"، إن آخر ميناء توقفت فيه السفينة كان الإمارات، وكانت متجهة إلى بيلاروسيا.
 
وأوضحت الهيئة أن "طاقمها المؤلف من 24 فردا، يضم 11 سوريا وستة مصريين وثلاثة هنود وأربعة فلبينيين" ، مؤكدة أن "السفينة تحمل على متنها 21999 طنا متريا من الأسمدة"، وهو "أمر خطير للغاية".

وأظهرت صور الأقمار الصناعية تسرب وقود منها إلى البحر بلغ طول بقعة الزيت أكثر من 18 ميلا بحريا. وتشير المعلومات إلى أن السفينة تحمل، 22 ألف طن أسمدة، و120 طن مازوت وديزل وفق تصريحات لوزير المياه والبيئة في الحكومة توفيق الشرجبي لكالة رويترز .
 
الباخرة روبيمار الغارقة مملوكة لبريطانيا، وتشغلها شركة لبنانية، وبنيت في 1997 اي لها 27 سنة تعمل وبالتالي هي أيضا تعتبر نفايات وفقا لعمرها الافتراضي، وفق وثيقة حصل عليها يمن شباب نت".
 
وتشير البيانات إلى السفينة تتكون من خمسة مستودعات بالإضافة إلى قمرة القيادة وخزانات الوقود الخاصة بها، وتبلغ حمولتها 41 ألف طن، وهي مخصصة لنقل البضائع مثل الحبوب على شكل سائب أو معبأة بأكياس، ويفترض أن لا تحمل مواد كيمائية خطيرة.


 
هجوم أخر على السفينة
 
في 29 فبراير تعرض صيادون يمنيون اقتربوا منها على متن قارب، لغارات مجهولة، قتلت اثنين منهم وفقد أخرون، ولم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم.
 
وقالت الخارجية اليمنية في بيان أمس الجمعة، أنه بينما تعمل الحكومة اليمنية، عبر خلية الأزمة، على إنقاذ السفينة المنكوبة لتجنب كارثة بيئية في البحر الأحمر، تفاجأت بهجمات جوية استهدفت زورقا لصيادين يمنيين قرب السفينة الجانحة، مما أدى إلى مقتل وفقدان بعض الصيادين وتضرر السفينة.
 
وأضاف البيان الذي نشرته الوكالة الرسمية، أن الحكومة تؤكد أن هذا الاستهداف، وهو الثاني، يعقد جهود ومساعي الإنقاذ، ويُهدد بحدوث كارثة بيئية واسعة النطاق.
 
وحذر الخارجية من أن ترك السفينة لمصيرها سيؤدي إلى أضرار جسيمة على البيئة البحرية، ومئات الآلاف من اليمنيين الذين يعتمدون على الصيد البحري، فضلا عن الأضرار التي قد تصل إلى محطات تحلية مياه البحر على طول الساحل اليمني.
 
وكان آخر ظهور للسفينة أواخر فبراير الماضي يقع على بعد 16 ميلا بحريا غربي المخا باتجاه جزر حنيش اليمنية في البحر الأحمر، واستمرت بالغرق التدريجي إلى أن اكتملت مساء أمس، وفق ما أعلنت خلية الأزمة.
  
وقال وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني، إن السفينة غرقت على بُعد نحو 11 ميلا من أقرب نقطة بر في اليمن، مشيرا إلى أن غرق الأسمدة التي تحتوي على مادة الفوسفات ومواد كيميائية أخرى خطيرة للغاية في المياه البحرية اليمنية.
 
الشركة قدمت معلومات كاذبة عن حالتها
 
بعد أربعة أيام من الهجوم، قالت شركة "بلو فليت غروب" المشغلة للسفينة، إنه تم "إجلاء طاقمها إلى جيبوتي بعدما أصاب صاروخ جانب السفينة، ما تسبب في دخول المياه إلى غرفة المحرك وانحناء مؤخرها".
 
وأوضح الرئيس التنفيذي لـ"بلو فليت"روي خوري، لوكالة "فرانس برس" أن صاروخا ثانيا أصاب سطح السفينة دون التسبب في أضرار جسيمة.
 
وأضاف أن "السفينة لا تزال طافية وسيتم قطر السفينة إلى جيبوتي لكن القاطرة لم تصل بعد، يجب أن تصل في غضون يومين إلى ثلاثة أيام". وعند سؤاله عن احتمال غرقها قال خوري: "لا يوجد خطر في الوقت الحالي ولكن هناك احتمال دائما".
 
كما عادت الشركة مرة أخرى وتحديدا في 26 فبراير وقدمت معلومات عن محاولتها سحب السفينة إلى ميناء جدة السعودي.ونقلت وكالة رويترز عن شركة تتوسط في استئجار سفينة الشحن (روبيمار) إن مالك السفينة التي تُركت في جنوب البحر الأحمر" يتطلع لسحبها إلى السعودية بمجرد إيقاف تسرب على متنها".
 
وقال روي خوري، الرئيس التنفيذي لمجموعة بلو فليت ومقرها لبنان لرويترز عبر البريد الإلكتروني “حدث تسرب بسيط للوقود سنحاول السيطرة عليه… لنتمكن من سحب السفينة بأمان إلى جدة”.
 
هل تركت السفينة تغرق بشكل متعمد؟
 
اتهمت الحكومة اليمنية اليوم السبت الشركة المالكة للسفينة بالتقاعس عن إنقاذها رغم المناشدات الحكومية لإنقاذها. وقال رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك، خلال لقاء السفير الأميركي لدى اليمن ستيفن فاجن، إن الشركة المشغلة تقاعست عن إنقاذ السفينة وقطرها، وما تحمله من مواد خطرة على متنها.
 
ويعتقد أستاذ البيئة والبحار في جامعة الحديدة والرئيس السابق للهيئة العامة لحماية البيئة في اليمن الدكتور عبدالقادر الخراز أن هناك "شيئا مخفيا في حمولة السفينة، وتضارب في المعلومات في حمولتها يشكك من الرواية التي تصدرها الشركة المشغلة للسفينة، وخلية الأزمة التي شكلتها الحكومة".
 
وقال الخراز لـ"يمن شباب نت"، إن الإعلان عن أن حمولتها تبلغ 22 ألف طن من فوسفات الأمونيا يعيد التذكير بانفجار مرافئ بيروت الذي أودى بحياة الآلاف قبل سنوات في بيروت، وربما يشير إلى ارتباط من نوع ما، خاصة أن الشركة المشغلة للسفينة مقرها بيروت.
 
وأوضح إنه لا توجد بيانات عن بقية حمولة السفينة، والرواية الحكومية اليمنية عن حمولتها ليست صادرة عن أخذ عينات وفحوصات من السفينة.
 
كما شكك الخبير البيئي، بالراوية التي تقول إن السفينة تحمل زيوتا بجانب الفوسفات، ولم يحدد أي أحد نوعية تلك الزيوت إن صحت تلك الرواية، وقال إنه "لا يستبعد أن عملية استهداف السفينة وتركها تغرق قد تكون عملية متعمدة للتخلص من السفينة ذاتها باعتبارها خارجة عن الخدمة".
 
وكان الخراز قد افترض في تغريدة عبر منصة "إكس"، أن عملية إغراق السفينة قد تكون متفق عليها بين مليشيا الحوثي ومافيات دولية لدفن نفايات خطرة عن طريق ما يدعوه بضرب السفن العابرة.. ويستند إلى أن حمولة السفينة كانت سائبة، والمفترض أن تكون على أكياس.
 
وشن الدكتور الخراز هجوما حادا على خلية الأزمة الحكومية التي يرأسها وزير المياه توفيق الشرجبي متهما إياه ولجنته بعدم القيام بأي دور يذكر تجاه هذه الكارثة، والجريمة المكتملة الأركان، ولم تعلن عن أي معلومة مما ذكرته سابقا، ولم تقم بأخذ عينات من الحمولة ولا مياه البحر أو للكائنات البحرية أو تعلن نتائجها اذا أخذتها.
 
ولم تقدم القوة البحرية الدولية 153 أي مساعدة لمنع غرق السفينة، كما لم يقدم تحالف الازدهار بقيادة الولايات المتحدة أي مساعدة كذلك، ولا أسطولها البحري المتواجد في المنطقة، بالإضافة إلى أسطول الاتحاد الأوربي الذي انضم منذ أسبوعين للعمل هناك، واكتفت كل هذه الأطراف بالتحذير من حدوث كارثة..!
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر