تزامنا مع احتجاجات الموظفين.. حملة الكترونية واسعة لمطالبة مليشيا الحوثي بصرف المرتبات (رصد خاص)

[ موظف في البنك المركزي في صنعاء (فرانس برس) ]

تتواصل الحملة الالكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يشارك فيها الموظفين من مختلف الجهات الحكومية في المناطق التي تحتلها مليشيا الحوثي الإرهابية للمطالبة بصرف المرتبات المتوقفة منذ ثمان سنوات.
 
وانطلقت الحملة في الأيام القليلة الماضية تزامنا مع انطلاق احتجاجات اجتماعية يقودها موظفون في عدد من المؤسسات الحكومية في صنعاء ومحافظات عمران وإب والحديدة.
 
ويقول المدونون إن الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي تهدف لحشد أكبر عدد ممكن من الموظفين الذين قطعت مليشيا الحوثي مرتباتهم، بينما تجبي ترليونات الريالات قسرا من السكان.
 
شرارة اقتدحها نادي المعلمين
 

لم تكن الاحتجاجات التي تطالب بالمرتبات وليدة اللحظة الراهنة؛ بل شهدت مراحل متعددة استعرت أكثر مع بدء الهدنة في أبريل من السنة الماضية التي ما تزال مستمرة حتى الآن رغم عدم اتفاق رسمي على تمديدها.
 
ودشن نادي القضاة في مناطق سيطرة الحوثي اعتصاما نهاية أغسطس الماضي امتد عدة أسابيع حتى أجبر مليشيا الحوثي على الانتظام في صرف مرتباتهم شهريا، وبموجبه تم رفع الإضراب.
 
وقال نادي المعلمين الذي انطلق في منتصف يوليو الماضي ـ قبيل أسبوع من بدء العام الدراسي الجديد ـ إنه سيخوض إضرابا مفتوحا عن التعليم بعد سنوات من الدوام دون مرتبات.
 
وشدد النادي على أنه استلهم الإضراب كحق مشروع وسلمي وفاعل من اعتصامات وإضرابات سابقة، نفذها نادي القضاة، وعمال النظافة والمرور، وانتزعوا من خلالها مرتباتهم من مليشيا الحوثي بانتظام.
 
ومع نهاية الأسبوع الثاني من الإضراب الناجح الذي يقوده المعلمون دخلت عدة جهات حكومية على خط المطالبة بصرف المرتبات، وانتشر هاشتاج #كرامتي_في_راتبي، متصدرًا وسائل التواصل الاجتماعي.
 
كرامتي في راتبي
 
وبينما أغلقت مليشيا الحوثي عددا من المجموعات التي أنشأها عدد من المطالبين بمرتباتهم تحتوي على آلاف المشاركين، أنشأ نادي المعلمين مجموعات جديدة على الفيسبوك والتلجرام.
 
وبلغ عدد مجموعة "أكبر تجمع للمطالبة بصرف رواتب الموظفين المقطوعة" أكثر من 34 ألف شخص، انضم الآلاف منهم في الأيام القليلة الماضية.
 
وتضم المجموعة موظفين من مختلف المؤسسات الحكومية العاملة في المناطق التي تحتلها العصابة الحوثية، وتركز على ضرورة صرف المرتبات، وتشارك في هاشتاج " كرامتي في راتبي".
 
كما اشترك في الهاشتاج قضاة مثل عرفات جعفر الذي شارك ايضا بعضا من التهديدات التي تطلقها مليشيا الحوثي ضد المعلمين المضربين.
 
يقول أحد المعلمين على وسائل التواصل الاجتماعي: عندما تمنع عني راتبي، وتقطع بمنعك معيشتي، ولا تبقي لي إلا لقمة عيش مغموسة بالذل والإهانة، وحياة مشبعة بالقرف، ثم تأتي وتحدثني عن الوطن.. متسائلا: أي وطن هذا الذي تحدثني عنه؟!.
 
وأكد المعلم، "أن الكرامة والعزة تبدأ بلقمة عيش كريمة، تمنعها عني بإصرار وإمعان. #كرامتي_في_راتبي".
 
وعلى هذا المنوال شارك كثير من المدونين على وسائل التواصل الاجتماعي الهاشتاج في تحد لمليشيا الحوثي ليس له مثيل من قبل من هذه الشريحة الاجتماعية.
 
وتحت هذا الهاشتاج: قال رئيس اللجنة التحضيرية لنادي المعلمين الأستاذ أبوزيد الكميم المدير السابق لمدرسة الحورش والموظف السابق في مكتب التربية بأمانة العاصمة في رد ساخر على من يتهمهم بأنهم متآمرون أو خونة أو منافقون: "إذا كان التربوي الذي يطالب براتبه يستحق السجن كون المطالبة جريمة!!! فإن الذي يستلم الراتب مجرما أشد جرما ممن يطالب".
 
وأضاف، وعليه: يجب سجن المجلس السياسي والوزراء والنواب والشورى والقضاة وكل من يستلم راتبا حاليا!!!!! هذا هو العدل".
 
بينما قال د. خالد الغزالي: "إذا كنت ممن يحفظون كرامتهم ويتمسكون بحقوقهم فصاحب الحق كرامته في انتزاع حقوقه"
 
وانضم إلى الهاشتاج مجموعات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي مناهضة للحوثي ولها مطالب اجتماعية وحقوقية واضحة مثل أحرار المؤسسة العامة للكهرباء تضم آلاف الأعضاء، كما توجد مجموعة أخرى تدعى " ثوار المؤسسة العامة للكهرباء".
 
ورغم اختلاف نوعية الجهات التي أنشأت مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي سواء في الفيسبوك حيث أغلب اليمنيين، أو الواتساب والتليجرام، فإن الرابط الوحيد بينها هو القناعة التامة بأن على مليشيا الحوثي أن تدفع المرتبات.
 
ويقول ناشطون في تلك المجموعات إن الحرب انتهت، وأن على من يدعي أنه الحكومة أن يدفع المرتبات ويقدم الخدمات ويلتزم القانون والدستور.
 
وتصر كثير من منشورات المجموعات على الدعوة للاحتشاد والتجمع أو الإضراب لانتزاع الحقوق بعد أن صارت أخبار الانتحار والوفيات والذل والمهانة تطبع الحياة العامة لهؤلاء الموظفين.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر