سي إن إن: صفقة الرياض مع الحوثيين لا تعالج المشاكل السياسية ويمكن أن تصعد الصراع في اليمن

[ السفير السعودي آل جابر يصافح رئيس المجلس السياسي الحوثي المشاط في صنعاء 9 إبريل 2023 ]

قالت شبكة سي ان ان الأمريكية إن الحوثيين يحاولون طمأنة المشككين بأنهم لن يسعوا للسيطرة الكاملة على اليمن، مع قرب خروج السعوديين من البلاد.
 
وأضافت الشبكة في تقرير لها ترجمه "يمن شباب نت"، أنه من المرجح أن ينظر خصوم الجماعة إلى محاولاتها إعادة الطمأنينة، بتشكك حيث تأتي وسط مخاوف من الأطراف الأخرى من أن الهدنة مع السعودية ستطلق العنان للحوثيين المدججين بالسلاح والمدعومين من إيران للسيطرة على البلاد بأكملها.
 
وقال القيادي الحوثي محمد علي الحوثي، في مقابلة مع CNN, بأن المتمردين الحوثيين في اليمن ليسوا مهتمين بنشر الاستبداد في البلاد وبأنهم مستعدون لتقاسم السلطة مع الفصائل السياسية الأخرى إذا تم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار مع السعودية.
 
ووصل وفد سعودي إلى صنعاء يوم الأحد لإجراء محادثات مع الحوثيين بهدف تأمين وقف دائم لإطلاق النار. وفي يوم الجمعة، آتت المفاوضات أكبر ثمارها حتى الآن مع بدء تبادل الأسرى لمدة ثلاثة أيام لما يقرب من 900 معتقل من الجانبين. 
 
وبدأت المملكة العربية السعودية في إصلاح العلاقات مع خصومها القدامى في الآونة الأخيرة، وبالتحديد إيران وسوريا والحوثيين الآن، حيث تعيد توجيه تركيزها على النمو الاقتصادي في الداخل، الأمر الذي يتطلب الاستقرار الإقليمي.
 
ونقل التقرير عن أحمد ناجي، -محلل اليمن البارز في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية مقرها بروكسل-، قوله إن "المملكة العربية السعودية بحاجة حاليًا إلى الاستقرار على حدودها الجنوبية و (القضاء) على التهديدات التي تواجهها من الحوثيين وغيرهم"، مضيفًا أنها ستحول دورها في اليمن من دور عسكري إلى دور القوة الناعمة.
 
وجادل الخبراء بأن صفقة سعودية مع الحوثيين لا تعالج المشاكل السياسية الموجودة مسبقًا بين الجماعات اليمنية المتباينة، وإنما ستنهي فقط البعد الدولي للحرب ويمكن أن تصعد الصراع الأهلي.
 
وقال الخبراء إن الفصائل الأخرى، لا سيما الحكومة المعترف بها دوليًا والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات والذي يسيطر على أجزاء من الجنوب، قد تجد صعوبة في تصديق وعود الحوثي مع استبعاد جميع أصحاب المصلحة الآخرين في الصراع بما في ذلك الأمم المتحدة من المحادثات الحالية بين الحوثيين والسعودية.
 
وقالت ندوى الدوسري، -الزميلة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن-، لشبكة CNN: "ما يعنيه (الحوثي) بمصالح اليمن هو الاعتراف بالحوثيين باعتبارهم السلطة الشرعية الوحيدة لحكم البلاد".
 
وأضافت بأن "ما يعنونه هو أن الحوثيين ليس لديهم نية للسيطرة على اليمن بالقوة إذا قبلت جميع الأطراف الأخرى أن تكون تابعة للحوثيين في أي ترتيبات مستقبلية".
 
وأشارت إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يعتمد بشكل كبير على دعم الإمارات، وإذا انتهى ذلك بانسحاب القوات الأجنبية، فلن تكون لديهم فرصة كبيرة للوقوف في وجه الحوثيين، "الذين لديهم أسلحة أكثر تطوراً، وخبرة قتالية، والتدريب والقادة والدعم الإيراني ".
 
وأوضحت الدوسري، أن أبوظبي والرياض قد لا تتفقان حول مستقبل اليمن، لكن الإمارات قالت مراراً إنها تدعم جهود السعودية في البلاد. 
 
وقال مسؤول إماراتي رفيع لشبكة CNN، الإثنين، إن الإمارات "تدعم الجهود الحالية التي تبذلها المملكة العربية السعودية لإيجاد حل سياسي للأزمة، وإحلال السلام ووضع حد دائم للأعمال العدائية بين مختلف الأطراف اليمنية".
 
ووفق التقرير، تظل المناقشات السعودية -الحوثية سرية، وليس من الواضح مقدار التعويضات التي طالب بها الحوثيون ، لكن الخبراء يتوقعون أن تكون كبيرة. لكن بعض الخبراء قلقون من أن الحوثيين سيستخدمون الأموال لدفع رواتب أعضاء الميليشيات.
 
وقال الباحث احمد  ناجي: "حتى إذا وافق السعوديون على دفع الرواتب، فليس لدينا صورة واضحة لما قد يبدو عليه ذلك"، مضيفًا أن الحكومة المعترف بها دوليًا قد تطلب أيضًا مدفوعات.
 
ويقول الخبراء إنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق سعودي ـ حوثي، فليس هناك ما يضمن قبول الفصائل اليمنية الأخرى به.
 
وأضاف ناجي: "بناءً على ما نراه، من الواضح أن أولئك الذين يتفاوضون هم أقرب للفوز. في حين أن أولئك المستبعدين من المحادثات أقرب إلى الخسارة".
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر