"قد لا ترقى لحجم التوقعات".. كيف يكشف اليمن حدود الصفقة السعودية- الإيرانية؟

اعتبر كاتب أمريكي بارز بأن اليمن ولبنان تسلطان الضوء على حدود الصفقة السعودية الإيرانية لإعادة علاقاتهما بوساطة الصين، مطالباً الأمريكيين بعدم المبالغة في ردة فعلهم تجاه الصفقة.
 
ووفق الكاتب ديفيد هاردين في نشره موقع ذا الهيل «The Hill» الأمريكي، "إن نقاد السياسة الخارجية أعلنوا بلهفة عن قرب نهاية القوة الأمريكية في الشرق الأوسط من خلال الصفقة السعودية- الإيرانية. إذ قال أحد المعلقين من معهد كوينزي ساخرًا، إن الولايات المتحدة لم تعد صانع السلام الذي لا غنى عنه في المنطقة".
 
وقال الكاتب "خلال زيارتي لمدينة عدن الساحلية الجنوبية في اليمن الأسبوع الماضي، نظر معظم المراقبين الذين التقيت بهم إلى الانفراج السعودي الإيراني بتشكك عميق، من وجهة نظرهم، ربما تكون الصين قد حصلت ببساطة على فرصة لالتقاط الصور لمبعوثين سعوديين وإيرانيين يتصافحون لإحداث تحسن محتمل في العلاقات الثنائية".
 
وأضاف: "إن ما حصل عليه الصينيون في الواقع هو الحقيقة الباردة لتوقعات القوى العظمى غير المحققة في الشرق الأوسط".
 
وأوضح بالقول "خذ اليمن على سبيل المثال. وافقت إيران على وقف تسليح المتمردين الحوثيين كجزء من الاتفاق مع السعودية. ومع ذلك، في غضون أيام من الاتفاق، شن الحوثيون هجومًا جديدًا على القوات الموالية للحكومة اليمنية في محافظة مأرب الغنية بالنفط، كذلك لا يزال الحوثيون يسيطرون بلا منازع على شمال اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء".
 


وتابع هاردن "تنتشر قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بقوة في جنوب وشرق اليمن وتستضيف الحكومة المعترف بها دوليًا في العاصمة المؤقتة عدن، حيث لا توجد رغبة في اتفاق سلام يوسع سيطرة الحوثيين الفعلية على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي".
 
في صنعاء، من غير المعقول أن يتخلى الحوثيون عن السيطرة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية على الشمال المكتظ بالسكان. لا أحد في اليمن يعتقد أن الصفقة السعودية الإيرانية ستدفع الصراع متعدد الأطراف في اليمن إلى طاولة المفاوضات.
 
في الواقع، لا تزال حرب اليمن الأخيرة، التي بدأت في عام 2014، مجمدة فعليًا على طول حدود اليمن الشمالية والجنوبية التي تعود لعام 1990.
 
لبنان دولة على حافة الهاوية وهي تصارع فراغ رئاسي وأزمة اقتصادية لا مثيل لها. وحذر صندوق النقد الدولي يوم الخميس الماضي من أن لبنان يمر "بلحظة خطيرة للغاية" بالنظر إلى بطء وتيرة الإصلاحات الاقتصادية. 
 
الصفقة السعودية الإيرانية لا تفعل شيئًا لتسهيل الإصلاح الاقتصادي للشعب اللبناني الذي يزداد فقرًا، ولا تملك سوى القليل من الجاذبية داخل كتلها الطائفية والسياسية. وكما أشار زعيم حزب الله حسن نصر الله، "لدينا ثقة كاملة في أن هذه [الصفقة] لن تأتي على حسابنا.
 
وهذا يشير بالطبع، إلى أنه لن تكون هناك تكلفة لاستمرار سيطرة حزب الله على جزء كبير من الأمة اللبنانية، بدوره أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن لبنان يتطلب وحدة داخلية وليس مصالحة بين إيران والسعودية. على حد وصف الكاتب.
 
يسلط اليمن ولبنان و(اسرائيل) الضوء على حدود الصفقة السعودية الإيرانية. ومع ذلك يمكن للصين - وستحاول - ممارسة القوة الاقتصادية لتحقيق مكاسب سياسية في الشرق الأوسط. من المحتمل ألا ترقى النتائج إلى مستوى توقعاتهم - في المقام الأول لأن الصينيين يتمتعون بقوة نفوذ محدودة للغاية في المنطقة.  كيف نعرف؟  فقط اسأل الآباء من الشرق الأوسط.


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر