في ظل إجراءات حكومية محدودة.. حمى الضنك تواصل الفتك بسكان تعز (تقرير خاص)

ترقد "رحمة القدسي" في أحد مشافي مدينة تعز (جنوبي غربي اليمن)، للعلاج من تبعات مضاعفات العلاجات الطبية التي لازمتها أثناء إصابتها بحمى الضنك، وتلك رحلة مرضية مُضنية لاتقل عن المرض ذاته بل قد تصل إلى درجة خطورة أكثر منه في بعض الأحيان.
 
أصيبت "القدسي" بحمى الضنك في موجتها الجديدة التي تضرب المدينة المحاصرة، وبعد أن بدأت الأعراض عليها تم إسعافها إلى أقرب مركز صحي وتم إعطائها مهدئات للحمى وسائل وردي (مغذيات) إلى أن بدأت تتعافى تدريجًا، غير أن صحوتها لم تدم طويلاً لتنتكس مرة أخرى بشكل أسوأ، حيث ظهرت عليها أعراض أخرى بشكل مخيف كالتورم واحمرار الجلد وذلك بسبب نزول الصفائح بشكل كبير.
 
وبسبب كثرة السوائل الوريدية والإبر المهدئة التي تلقتها أثناء فترة العلاج، خضعت "رحمة" لعملية شطف سوائل بعد أن تسربت إلى رئتيها.
 
في الأثناء تواصل "حمى الضنك"، الفتك بسكان مدينة تعز، حيث تشير آخر إحصائيات الترصد الوبائي بالمحافظة التي تحصل عليها "يمن شباب نت"، عن تسجيل 13400 إصابة منذ مطلع العام من بينها 18 حالة وفاة.
 
حمى مستوطنة

"حمى الضنك" هي عدوى فيروسية ينقلها البعوض وتنتشر بشكل كبير في المناطق المدارية وتظهر الأعراض غالبًا خلال فترة تتراوح بين (3 ـ 14) يوم بعد الإصابة بالعدوى.

وتسمى حمى الضنك أيضًا بمرض الذنجية أو أبو الركب أو الدنج أو الدنك أو حمى تكسير العظام ولكن الاسم الأكثر شهرة وقد تم اكتشفت أول مرة في اليمن في التسعينات وشهدت منذُ ذلك الحين موجات متقطعة من انتشارها.
 
ويقول "تيسير السامعي" وهو نائب مدير الإعلام والتثقيف بمكتب الصحة في تعز، أن فيروس حمى الضنك يستوطن في مدينة تعز منذُ عام 2006 ومن ذلك الحين يعاود الظهور في موسم سقوط الأمطار وتزداد الحالات بسبب تخزين السكان للمياه في خزنات مكشوفة والتي تعتبر بدورها بؤرة تتكاثر فيه البعوض الناقل لهذا المرض.
 
ويضيف في حديث لـ "يمن شباب نت": "لا يوجد علاج محدد لحمى الضنك فقط يُقلص المرض في المراحل المبكرة للمرض الحمى الشديدة من معدل الوفيات إلى ما دون 1%، فالعلاج الوحيد للقضاء على المرض هو علاج توعوي وتثقيفي يتضمن كيفية تخزين المياه بشكل صحيح وغير مكشوف للقضاء على البعوض الناقل".
 
ويتابع، أن المكتب قام بثلاث جولات للقضاء على البعوض الناقل للفيروس من حملات رش المبيدات بالإضافة إلى جولة التوعية والتثقيف للمجتمع وكيفية تخزين المياه بشكل صحيح.
 
وتحدث حمى الضنك عند التعرض للدغة البعوض الناقل للفيروس من شخص مصاب إلى شخص سليم، حسب مدير الترصد الوبائي بالمحافظة، الدكتور ياسين الشريحي.
 
ويضيف: "تشمل أعراض حمى الضنك شائعة الإصابة حمى شديدة وصداع وآلم حاد في المفاصل وتقيؤ وطفح جلدي".
 
إجراءات محدودة
 
ويوضح الدكتور الشريحي في حديثه لـ "يمن شباب نت"، أن مكتب الصحة بثلاث أنواع من رش المبيدات حيث تم بالجولة رش رذاذي للقضاء على يرقات وبيوض البعوض قبل تكوين البعض، وتم بالجولة الثانية رش ضبابي للقضاء على البعوض المنتشر في الهواء، ولكن لم تكن الكمية كافية للمدينة الكبيرة ثم تم رش بالأثر الباقي بمديريات الساحل.
 
وفي مواجهة الحمى المنتشرة في غالبية المحافظات اليمنية، أعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ الصحية وقامت بتشكيل لجنة طوارئ مركزية ولجان فرعية لها في المدن والمحافظات وتزويد المرافق الصحية بالمحاليل والأدوية اللازمة وتجهيز أماكن خاصة لاستقبال المرضى.
 
كما قامت بحملات رش وردم البؤر التي يتكاثر بها البعوض والقيام بحملات توعوية للسكان للمساهمة في القضاء على بؤر التكاثر ونشر الوعي والتثقيف الصحي وتغيير السلوكيات الخاطئة التي تؤدي إلى تشكل بؤر وتكاثر البعوض الناقل والحد من انتشار الوباء عبر التدخلات العلاجية.
 
وتُشير آخر مؤشرات الرصد الوبائي الخاصة بوزارة الصحة التابعة للحكومة الشرعية بتسجيل 45 حالة وفاة وأكثر من 25 ألف حالة إصابة خلال العام 2022م، وتأتي محافظة تعز في صدارة المحافظات الموبوءة وتليها محافظات أبين وشبوة وعدن على التوالي.
 



مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر