مع تصاعد خروقات الحوثي.. "غروندبرغ" يكثف تحركاته لتثبيت الهدنة في اليمن (تقرير خاص)

[ رئيس مجلس القيادة الرئاسي يستقبل المبعوث الأممي في عدن/ سبأ ]

 يكثف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، تحركاته لتثبيت الهدنة الإنسانية، في ظل تحذيرات من انهيارها جراء تصاعد خروقات مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وعدم التزامها ببنود الاتفاق.
 
وفي زيارة مفاجئة وغير معلنة، أجرى غروندبرغ يومي الإثنين والثلاثاء، عددا من اللقاءات في العاصمة السعودية الرياض والعاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
 
ومطلع إبريل/ نسيان الماضي، أعلن المبعوث الأممي موافقة الأطراف اليمنية على هدنة إنسانية لمدة شهرين، تشمل وقف كافة العمليات العسكرية، وتشغيل رحلتين تجاريتين من مطار صنعاء الدولي كل أسبوع، والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة بمجموع 18 سفينة خلال فترة الهدنة، وفتح طرق تعز وغيرها من المحافظات.
 
لقاءات في الرياض وعدن
 
في الرياض، التقى غروندبرغ السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر يوم الإثنين، لمناقشة الجهود المشتركة لإنجاح الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل.
 
ووفق وكالة الأنباء السعودية "واس"، أكد آل جابر دعم بلاده لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل لحلٍّ سياسي شامل في اليمن.
 
كما أفاد بيان صادر عن مجلس التعاون الخليجي بأن "الأمين العام نايف الحجرف، التقى هانس غروندبرغ في الرياض، للتباحث بشأن جهود إنهاء الصراع في اليمن".
 
وأوضح البيان" أن الحجرف أكد دعم مجلس التعاون لكافة الجهود الهادفة لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن وتحقيق التنمية والسلم للشعب اليمني".
 
وفي عدن، التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ومعه نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، العميد طارق صالح، ورئيس الوزراء، الدكتور معين عبدالملك، المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، اليوم الثلاثاء.
 
وحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، فإن العليمي استمع خلال اللقاء، إلى إيجاز من المبعوث الأممي حول الجهود المبذولة لتثبيت الهدنة الإنسانية بما يؤدي إلى تخفيف المعاناة على كافة أبناء الشعب اليمني.
 
وأكد العليمي، دعمه للهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة بكامل بنودها، بما في ذلك الإصرار على فتح المعابر على مدينة تعز المحاصرة من قبل المليشيات الحوثية.
 
كما أكد استعداد الحكومة الشرعية، تقديم كل ما يلزم من أجل تسهيل انجاح الجهود الأممية لإحلال السلام في بلادنا، بما يؤدي إلى إنهاء الانقلاب الذي قامت به مليشيات الحوثي وبدعم إيراني.
 
وفيما يخص مطار صنعاء، أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن الحكومة الشرعية قدّمت الكثير من المقترحات، إلا أنها قوبلت بتعنت واضح من قبل المليشيات الحوثية.
 
وأشار إلى أن مليشيا الحوثي قامت بتحويل مطار صنعاء من ملف إنساني إلى قضية سياسية، وحرفت هذا الملف عن أهدافه الإنسانية التي أبرم الاتفاق من أجلها.
 
وذكّر الرئيس العليمي، المبعوث الأممي بضرورة التزام المليشيات الحوثي بتسليم المرتبات لموظفي الدولة من عائدات إيرادات ميناء الحديدة النفطية، وفقا لما نص عليه اتفاق ستوكهولم، مشددا على ضرورة الإسراع في تنفيذ اتفاق الأسرى، بموجب الاتفاق الذي تم مع مكتب المبعوث الأممي.
 
تحذيرات من نسف الهدنة
 
منذ بدء سريان الهدنة قبل 5 أسابيع، واصلت مليشيات الحوثي خروقاتها باستهداف مواقع الجيش اليمني في مختلف جبهات القتال بشكل يومي، وكذا تنفيذ عمليات القصف والقنص مستهدفة المدنيين والأحياء السكنية في محافظات عدة خصوصا في تعز.
 
وفي أحدث موقف للحكومة الشرعية، حذر نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي، خلال لقائه غروندبرغ في العاصمة المؤقتة عدن، مساء الإثنين، من نسف الحوثيين للهدنة جراء تصاعد خروقات الجماعة.
 
وقال العليمي للمبعوث الأممي إن "استمرار الخروقات الحوثية يوميا والتعنت الكبير وغير المبرر في فتح منافذ مدينة تعز والإصرار على عرقلة تشغيل رحلات مطار صنعاء وفقا للإجراءات المتفق عليها، يهدد بنسف الهدنة والجهود الأممية".
 
وأضاف، أن الحكومة "لن تكون سببًا في تعطيل هدنة إنسانية، وأنها تتعاطى بشكل إيجابي ومرن ومسؤول مع أي مقترحات من شأنها التخفيف من المعاناة الإنسانية، على أن تكون بعيدة عن الانتقائية باعتبار أن القضايا الإنسانية كل لا يتجزأ".
 
وشدد على "دعوة الميليشيات الانقلابية للالتزام بما تم الاتفاق عليه، واعطاء فرصة حقيقية لإنجاح الهدنة، والبُعد عن المزايدات والمراهنات السياسية بعيدًا عن معاناة الشعب ومآسيهم".
 
وفي الوقت ذاته طالب العليمي، المبعوث الأممي بأن يضع العالم كله أمام الصورة الحقيقية لما يجري في اليمن، ومن يعرقل جهود الهدنة وجهود عملية السلام.
 
تنديد بموقف الأمم المتحدة
 
وتأتي زيارة غروندبرغ إلى العاصمة المؤقتة عدن في ظل تنديد سياسي وشعبي واسع بموقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه خروقات مليشيات الحوثي وجرائمها بحق المدنيين، واستمرارها في فرض الحصار على مدينة تعز للعام الثامن.
 
والجمعة الماضية، استنكرت الأحزاب والمكونات السياسية في تعز، ما وصفته بـ"رخاوة مواقف المجتمع الدولي تجاه حصار تعز وجرائم الحركة الحوثية الإرهابية في عموم اليمن".  
 
وأشارت الأحزاب في بيان إلى الجريمة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي في تعز، خلال أيام عيد الفطر، بـ"قصفها المقصود للمنشآت المدنية كحديقة الأطفال، ومستشفيات وناد رياضي، وأحياء سكنية راح ضحيته عدد من المدنيين".
 
وعبّر البيان عن الأسف إزاء "الصمت المريب الذي تبديه الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن تجاه هذه الممارسات الإرهابية لعصابات الحوثي الإرهابية، وإشادتها بالهدنة رغم الجرائم الحوثية المستمرة".
 
وقال البيان"إذا كان صمت الأمم المتحدة ومبعوثها أمام هذه الجرائم البشعة بهدف تسجيل نجاح للهدنة المزعومة، وبالتالي يكتب كنجاح للمبعوث وللأمم المتحدة، فإننا نستنكر وندين هذا الابتزاز الرخيص والمخادع الذي ثمنه التغطية على ضحايا الإجرام الإرهابي لعصابات الحوثي وعلى حساب الأبرياء في تعز وفي محافظات يمنية أخرى".
 
وتابع: "في الوقت الذي كان أبناء تعز ينتظرون فتح المعابر عن مدينة تعز المحاصرة  كقضية جوهرية، غير أنه حدث العكس من ذلك حيث تقوم هذه المليشيات بهذه الجرائم بل تتجاوز هذا الأمر إلى موقف الأمم المتحدة غير المسؤول في الانحياز المكشوف لجماعة إرهابية والصمت عن جرائمها".
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر