تنفيذ من طرف واحد.. الهدنة الأممية في اليمن تتجه نحو الانهيار 

[ الهدنة الأممية في اليمن تتجه نحو الانهيار  ]

تدخل الهدنة الأممية في اليمن، غدا الإثنين 2 مايو/ آيار، شهرها الثاني، وسط تحذيرات من انهيارها بسبب خروقات  مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وعدم التزامها بتنفيذ مساراتها. 

وفي أول إبريل/ نسيان الجاري أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، موافقة الحكومة اليمنية والحوثيين على هدنة إنسانية لمدة شهرين، قابلة للتمديد، وبدأ سريانها في اليوم التالي.

وتتضمن الاتفاقية، وقف كافة العمليات العسكرية، وتشغيل رحلتين تجاريتين من مطار صنعاء الدولي كل أسبوع، والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة بمجموع 18 سفينة خلال فترة الهدنة، بالإضافة إلى فتح طرق تعز وغيرها من المحافظات.

ومع الاقتراب من نهاية الشهر الأول، تطرح تساؤلات عدة حول  مسارات الهدنة ومصيرها، وعملية السلام الأممية بشكل عام. 

تنفيذ من طرف واحد

تزامنا مع إعلان الهدنة، منحت الحكومة اليمنية تصاريح لدخول سفينتين مشتقات نفطية عبر ميناء الحديدة الخاضع لمليشيات الحوثي وذلك في أول خطوة لتنفيذ مقتضيات الاتفاق.

وبلغ عدد سفن المشتقات النفطية التي وصلت وافرغت حمولتها في ميناء الحديدة منذ بدء الهدنة ٩ سفن، كان آخرها وصلت أول أمس الجمعة، وفق ما أعلنت شركة النفط التابعة لمليشيات الحوثي.

‏وأمس السبت قال وزير الإعلام والثقافة معمر الارياني إن مليشيا الحوثي الإرهابية تنصلت من التزاماتها بتوجيه عائدات المشتقات النفطية القادمة عبر ميناء الحديدة لتغطية مرتبات موظفي الجهاز الاداري للدولة بمناطق سيطرتها (...). 

‏واضاف الارياني عبر "تويتر" أن التقديرات تشير إلى أن الرسوم والجمارك التي سيتم تحصيلها من قبل مليشيا  الحوثي على تلك الشحنات (18 سفينة) الواردة خلال شهري الهدنة، حوالي 90 مليار ريال يمني. 

وأشار الوزير إلى أنها تكفي لصرف مرتبات 3 أشهر تقريبا لجميع موظفي الجهاز الإداري للدولة في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية. 
 
وفيما يتعلق بمطار صنعاء، وجهت ‎الحكومة اليمنية الجهات الفنية ‎في اليوم الأول للهدنة باستكمال كافة الإجراءات الداخلية لتشغيل رحلتين أسبوعيا من وإلى ‎المطار، كما نسقت مع السلطات المعنية في مصر والأردن لبدء التشغيل.

وفي ٢٤ أبريل كان من المقرر أن تنطلق أول رحلة تجارية من مطار صنعاء منذ ست سنوات وذلك بعد استكمال الإجراءات اللازمة.

وقبل ساعات من الموعد المحدد، أعلنت شركة الخطوط الجوية اليمنية في بيان تأجيل الرحلة التي كانت مقررة إلى العاصمة الأردنية عمّان بسبب تأخر وصول تصاريح التشغيل.

وعقب ذلك، كشفت الحكومة اليمنية عن الأسباب والعراقيل التي أدت إلى تأجيل الرحلة.وقالت في بيان، إن "الاتفاق ينص على تشغيل الرحلات طبقا للإجراءات المعمول بها في مطاري سيئون وعدن بما في ذلك اعتماد جوازات السفر الصادرة من الحكومة فقط كونها وثائق وطنية سيادية من حق الحكومة اليمنية حصرا ".

وأوضح البيان، إن "المليشيات الحوثية، قامت عبر مكتب اليمنية في صنعاء، بإغلاق كافة منافذ البيع للتذاكر، وحصرت الإصدار على مكتب اليمنية في صنعاء، وتم إصدار تذاكر لمسافرين يحملون جوازات سفر صادرة عن المليشيات".

ولفتت إلى أنها طلبت عبر مكتب المبعوث الخاص ضرورة التزام الحوثيين بما تم الاتفاق عليه وتعديل قائمة المسافرين وإنزال أسماء الركاب الذين لا يحملون جوازات معترف بها. 

وقال وزير الخارجية احمد عوض بن مبارك خلال اجتماع للحكومة، إنه تم إبلاغ المبعوث الأممي بالمخالفات التي ارتكبتها مليشيات الحوثي وتسببها في تأجيل الرحلة مما حرم ١٠٤ راكب كانوا مستوفين كافة الاشتراطات. 

وأفاد بأن الحوثيين أصروا على إضافة ٥٧ راكبا كانوا بحاجة لإصدار جوازات لهم من السلطات المعنية وهو أمر كان ممكن التنسيق له ومعالجته.

وبشأن قضية تعز، تنص الفقرة الرابعة من اتفاق الهدنة الأممية على أنه فور سريانها يدعو المبعوث الحكومة والحوثيين إلى اجتماع للاتفاق على فتح طرق تعز وغيرها من المحافظات. 

وفيما أرسلت الحكومة إلى مكتب المبعوث الأممي بأسماء ممثليها في اللجنة الخاصة بفتح المعابر في تعز، تمتنع مليشيات الحوثي حتى الآن عن تسمية ممثليها. 

وفي خطوات أخرى تكشف عن نوايا حوثية لنقض الاتفاق كعادتها في الانقلاب على الاتفاقيات، ذكرت مصادر مطلعة أن المليشيا كثفت من زراعة الألغام في الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة تعز،  ودفعت مؤخرا بتعزيزات عسكرية تضم دبابات وعربات إلى شمال وشرق تعز. 

في مقابل ذلك أعلنت الحكومة يوم الخميس الماضي أنها فتحت من طرف واحد خط "حيس - الجراحي" الرابط بين محافظتي تعز والحديدة لدواعي إنسانية. 

وقال وزير الإعلام والثقافة معمر الارياني في تغريدة عبر "تويتر":" لاتزال مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران تقطع الخط من الجانب الآخر، وترفض اتخاذ أي خطوة لرفع الحصار عن محافظ تعز.

عسكريا، خرقت المليشيا الحوثية الهدنة في لحظاتها الأولى وواصلت هجماتها على مواقع القوات في مختلف جبهات القتال خصوصا جبهات مأرب وتعز. 

خلال الأسابيع الثلاثة الأولى فقط أعلن الجيش اليمني أنه رصد 1924 خرقاً حوثيا في جبهات القتال بمحافظات الحديدة وتعز والضالع وحجة وصعدة والجوف ومأرب وأبين ولحج، ولازالت الخروقات متواصلة. 

كما واصلت المليشيات الحوثية عمليات القنص والقصف على المدنيين في تعز والضالع ومأرب وحجة، ما أدى إلى سقوط ضحايا بينهم نساء وأطفال. 


تحذيرات من انهيار الهدنة


في 19 أبريل، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي في كلمة أمام البرلمان في العاصمة المؤقتة عدن : لقد أكدنا منذ اللحظة الأولى للموافقة على الهدنة أنها كُلٌ متكامل، وأن التدابير الاقتصادية والإنسانية مرهونة بالالتزام الكامل بوقف إطلاق النار ورفع الحصار الظالم عن مدينة تعز وصرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة الانقلابين

والأسبوع الماضي حذرت الحكومة اليمنية، من أن استمرار خروقات مليشيات الحوثي للهدنة الأممية وعدم تنفيذ مساراتها، في المقدمة فتح طرق مدينة تعز المحاصرة يهدد بانهيار وقف إطلاق النار والهدنة بشكل عام. 

وطالبت المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بالإفصاح بشكل واضح عن المخالفات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي وأدت الى عرقلة فتح مطار صنعاء وتسيير أول رحلة تجارية منه.

وقالت الحكومة إن "استمرار التعامل بلغة دبلوماسية لا يجدي نفعا مع هذه المليشيات التي تحاول أن تصنع من معاناة ودماء اليمنيين مكاسب سياسية" .

بدورها طالبت اللجنة الحكومية الخاصة بفتح المعابر بتعز، المبعوث الأممي بإلزام المليشيا الحوثية بسرعة فتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى تعز، وتسليم خرائط الألغام التي زرعتها. 

وحمل مجلس القيادة الرئاسي المليشيا الحوثية، مسؤولية مفاقمة معاناة اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها من خلال اختلاق مبررات والتي قال إنها" تهدف بالدرجة الأولى للتنصل من الهدنة، وإفشال عملية السلام". 

وفي ظل الاتهامات له بالتواطؤ مع المليشيا، قال المبعوث الأممي غروندبرغ، عبر "تويتر":" نحن نعمل بلا كلل لمساعدة الأطراف اليمنية في ايجاد حلول لاستئناف الرحلات من صنعاء. كما نواصل بالدفع من أجل إحراز تقدم حول فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر