واشنطن وصفت الهجوم بـ"الإرهابي".. ماهي دلالة توقيت استهداف الحوثيين لمنشآت نفطية سعودية؟

[ نيران في مستودع نفط تابع لشركة أرامكو في جدة بعد هجوم الحوثيين الجمعة ]

قالت صحيفة نيويورك تايمز بأن هجوم الحوثيين الذي أشعل النار في منشأة نفط بالسعودية يبدوا أنه تم توقيته ليتزامن مع افتتاح حدث الفورمولا 1، والذي من المقرر أن يستمر حتى يوم الأحد.
 
وذكرت الصحيفة الأمريكية "بأن الهجوم كان قريبًا بما يكفي من مكان الحدث بحيث كان الدخان مرئيًا بوضوح من المضمار الذي كانت تجري فيه التدريبات للسباقات التي كان من المفترض أن تنطلق يوم السبت".
 
وأشعل هجوم شنه المتمردون الحوثيون على منشأة لتخزين النفط في المملكة العربية السعودية يوم الجمعة حريقًا هائلًا ملأ السماء فوق مدينة جدة الساحلية بالدخان الأسود في اليوم الأول من سباق سيارات الفورمولا 1 الذي استهدف جذب المتفرجين الدوليين.
 
ووصف متحدث باسم التحالف السعودي الذي يقاتل الحوثيين في اليمن الضربة بأنها "تصعيد عدواني" يهدف إلى تعطيل أسواق النفط والإضرار بالاقتصاد العالمي.
 
وأفادت وسائل الإعلام التي تديرها الدولة في المملكة العربية السعودية عن بعض تلك المحاولات، ولكن يبدو أن الهجوم في جدة فقط قد تسبب في أضرار كبيرة.
 
ووفق الصحيفة الأمريكية "تمثل هذه الهجمات أحدث محاولة للحوثيين لإلحاق أضرار اقتصادية بالسعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، بعد سبع سنوات من الحرب الطاحنة في اليمن المجاور".
 
واستولى الحوثيون، الذين تلقوا مساعدات عسكرية ومالية من إيران، العدو الإقليمي للسعودية، على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014، وطردوا الحكومة اليمنية إلى المنفى وتسببوا بتدخلً عسكري من قبل المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى بهدف اعادة الحكومة اليمنية.
 
 ووصلت الحرب إلى طريق مسدود وتسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع سوء التغذية والفقر والأمراض مثل الكوليرا التي ابتليت بها أعداد كبيرة من اليمنيين.
 
وانتشرت صور السنة نارية تتصاعد من صهاريج التخزين وعمود من الدخان الأسود يملأ السماء على وسائل التواصل الاجتماعي، وبدا أنها أخافت أسواق النفط، التي كانت بالفعل على حافة الهاوية بسبب حالة عدم اليقين التي سببتها الحرب في أوكرانيا. وقد ارتفع النفط لفترة وجيزة فوق مستوى 120 دولارًا للبرميل قبل أن ينخفض ​​قليلاً.
 
وأصبحت هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ من اليمن على المملكة العربية السعودية شائعة في السنوات الأخيرة، وبينما لا تسبب معظمها أضرارًا كبيرة، فإن بعضها يلحق الضرر، والبعض الآخر يشوه جهود المملكة لتسويق نفسها كمكان آمن للمستثمرين الأجانب ورجال الأعمال والسياح.
 
ووفق الصحيفة، فقد دفع الزعيم الفعلي للمملكة، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لجلب مثل هذه الأحداث إلى المملكة العربية السعودية كجزء من خططه الأوسع لفتح البلاد وتنويع اقتصادها القائم على النفط.
 
وذكرت النيويورك تايمز "بأن التطور المتزايد للهجمات الحوثية دفع المسؤولين الخليجيين والمحللين العسكريين إلى اتهام إيران إما بتدريب حلفائها اليمنيين وتجهيزهم لتنفيذ الهجمات أو شنها بنفسها مع استخدام الحوثيين كغطاء للتستر".
 

أعمال إرهابية
 
ادانت الخارجية الامريكية ما وصفته بالهجمات الحوثية "غير المبررة" على منشآت تخزين النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية في جدة، وكذلك الهجمات على المنشآت المدنية في جيزان ونجران والظهران، معتبرة بأن الهجمات هي أعمال إرهابية تهدف إلى إطالة معاناة الشعب اليمني.
 
وقال بيان صادر عن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بأن هجمات الجمعة، تمامًا مثل الهجمات على محطات معالجة المياه والبنية التحتية للطاقة في 19 و20 مارس، تم تمكينها بشكل واضح من قبل إيران في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر استيراد الأسلحة إلى اليمن.
 
وذكر بأن المملكة العربية السعودية والحكومة اليمنية دعمتا دعوات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار ووقف التصعيد خلال العام الماضي.
 
وقال البيان "يستمر الحوثيون في رفض هذه الدعوات والرد بأعمال إرهابية وهجمات عسكرية، كل ذلك يوسع الصراع اليمني وما يترتب عليه من أزمة إنسانية، لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب وإغاثة الشعب اليمني، لكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا وافق الحوثيون على التعاون مع الأمم المتحدة ومبعوثها الذي يعمل على عملية تدريجية لتهدئة الصراع".
 
وشدد البيان على أن الولايات المتحدة تقف بشكل كامل وراء هذه الجهود، وستواصل تقديم الدعم الكامل لشركائها في الدفاع عن أراضيهم من هجمات الحوثيين، داعيا المجتمع الدولي إلى أن يحذو حذوها في هذه المسألة.
 
 
هجمات "مقيتة"

من جانبه، أدان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزيرة الخارجية ليز تروس الهجمات الحوثية التي استهدفت منشآت مدنية في السعودية، وكتب رئيس الوزراء على تويتر "أدين تمامًا هجوم الحوثيين الأخير على مواقع مهمة في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك جدة"، وقال: "بأن هذه الضربات تعرض أرواح المدنيين للخطر ويجب أن تتوقف".
 
 ووصفت وزيرة الخارجية ليز تروس الهجمات، وما شابهها في نهاية الأسبوع الماضي، بما في ذلك تلك التي استهدفت نفس المنشأة في جدة، بأنها "مقيتة"، بحسب ما ذكرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية.
 
وبحسب الصحيفة، قيل إن سائقي وفرق الفورمولا 1 قد "وافقوا بالإجماع" على السباق في المملكة العربية السعودية في نهاية هذا الأسبوع بعد هجوم يوم الجمعة من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن على منشأة نفطية قريبة، وأصر ستيفانو دومينيكالي، الرئيس التنفيذي للفورمولا 1، على أن الرياضة تتمتع بثقة كاملة في السلطات المحلية، التي أعطتهم "تأكيدًا تامًا" على أنها آمنة للاستمرار.
 
 لكن يُعتقد أن عددًا من أعضاء الفريق لديهم مخاوف بشأن الحكمة من هذا القرار.
 
على الرغم من أن ضربة يوم الجمعة وقع على بعد حوالي ستة أميال من حلبة كورنيش جدة، في منشأة أرامكو السعودية التي تديرها الدولة، بالقرب من مطار جدة الدولي، إلا أنه لا يزال يشعر السائقين بعدم الارتياح بالقرب من الحدث.
 
وعقدت جلسة إحاطة ثانية بعد جلسة التدريب الثانية - التي تأخرت 15 دقيقة - ألقى خلالها الأمير عبد العزيز، وزير الرياضة السعودي، والأمير خالد، ورئيس الاتحاد الدولي للسيارات محمد بن سليم، والرئيس التنفيذي للفورمولا 1 دومينيكالي كلمات أمام السائقين.
 
وقالت الشركة السعودية لرياضة السيارات إنها تتطلع إلى الترحيب بالجماهير "لقضاء عطلة نهاية أسبوع مليئة بالسباقات والترفيه المتميزين".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر