لماذا تثير صفقة "صافر" في اليمن بين الأمم المتحدة والحوثيين مخاوف خبراء الملاحة الدوليين؟

[ يحذر الخبراء من أزمة بيئية كبيرة في البحر الأحمر إذا انسكبت حمولة خزان صافر (EPA) ]

أثار خبراء دوليون في الشؤون البحرية اليمنية مخاوف بشأن صفقة جرت مؤخرا بين الأمم المتحدة والمتمردين الحوثيين في اليمن لتفريغ الناقلة النفطية المتسربة صافر التي تهدد بتسريب شحنتها إلى البحر الأحمر.
 
ونقلت صحيفة «The National News» الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، عن محلل أمني بحري ومحقق سابق في الأمم المتحدة قوله: "إن الصفقة قد تمنع الفوضى البيئية، لكنها تمنح الحوثيين أيضًا بديلاً مجانيًا للناقلة "صافر"، على الرغم من أن الجماعة عرقلت تنفيذ الصفقات السابقة".

وقال فرناندو كارفاخال، المحقق السابق للأمم المتحدة: "هذا انتصار مزدوج للحوثيين، الذين باعوا بالفعل نفط الناقلة والآن سيحفظون ماء وجههم دون دفع دولار واحد".

وأضاف "أيا كانت الصفقة التي ستنتهي إليها الأمم المتحدة، فإن الكارثة المحتملة في رأس عيسى [محطة نفطية] هي صفقة جيدة، لكن ضع في اعتبارك أن هذا يرجح له أن يكون أسوأ من الجهود السابقة للوساطة في الصفقات مع الحوثيين".

ووقعت الأمم المتحدة والحوثيين في 5 مارس/ آذار اتفاقية لتفريغ حوالي 1.1 مليون برميل من النفط من السفينة، التي تقطعت بها السبل على بعد 8 كيلومترات من ميناء رأس عيسى على الساحل الغربي لليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون.

الاتفاقية، تنص على أن الأمم المتحدة "ملتزمة بتوفير وتوريد بديل مكافئ للناقلة صافر، مناسبا للتصدير للمتمردين الحوثيين، وذلك في غضون 18 شهرًا، وينص الاتفاق على أن يسمح الحوثيون بالدخول إلى السفينة لكن "لا يتحملون أي التزامات مالية"، وفق ما نقلت «The National News».
 
لم يتم تحديد الجدول الزمني بعد، حيث يتعين على الأمم المتحدة أولاً جمع مئات الآلاف من الدولارات لتنفيذ العملية البحرية المعقدة والحساسة لا محالة.
 


وقال إيان رالبي، الرئيس التنفيذي لشركة استشارات الأمن البحري IR Consilium، إنه "متفائل بحذر" بشأن الصفقة ولكن "الوقت ينفد" بالنسبة للأمم المتحدة لجمع الأموال من أجل عملية فعالة.

وقال رالبي: "الشيطان (المشكلة) يكمن بالتأكيد في التفاصيل وهناك الكثير الذي يجب العمل عليه من أجل تنفيذ هذه الاتفاقية الأولية أولاً".

وقال إن السفينة البديلة التي ستمنح للحوثيين ستحافظ على رأس المال الذي تمتلكه الجماعة في الناقلة صافر حتى يتمكنوا من تنفيذ الخطط طويلة الأمد لتصدير الخام اليمني في المستقبل.
 
وقال رالبي: "إنهم يرون أن ذلك هو العمود الفقري المحتمل لاقتصاد الحوثي في ​​المستقبل"، وتابع "هذا من شأنه أن يمنحهم احتمالية ذلك أو على الأقل ابقاء هذا الاحتمال إلى أجل غير مسمى".
 
ووافق المسؤولون الحوثيون سابقًا على إرسال بعثات للأمم المتحدة إلى الناقلة البحرية لكنهم غيروا رأيهم لاحقًا، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنه لن يخوض "في تفاصيل" سفينة الحوثيين البديلة، وقال دوجاريك: "ينصب تركيزنا الآن على التعامل مع التهديد البيئي المباشر".
 
وحذر دعاة حماية البيئة والأمم المتحدة لسنوات من التهديد الذي تشكله الناقلة المتهالكة، والتي يمكن أن تنفجر في أي لحظة وتؤدي إلى كارثة أسوأ بأربع مرات من تسرب اكسون فالديز بالقرب من ألاسكا عام 1989.
 
ووصف السفير الهولندي في اليمن بيتر ديريك هوف يوم الثلاثاء الناقلة بأنها "قنبلة موقوتة" وأعرب عن دعمه لجهود الأمم المتحدة.
 
أي تسرب كبير سيضر بالسياحة وصيد الأسماك ومحطات تحلية المياه في جميع أنحاء اليمن والمملكة العربية السعودية والأردن ومصر والسودان وإريتريا وجيبوتي، ويعيق ممر الشحن الذي يحمل حوالي 10 في المائة من التجارة العالمية.


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر