الألغام.. سلاح حوثي غادر يفتك بأرواح اليمنيين ويُعيق تحركاتهم (تقرير خاص)

[ انفجار ألغام حوثية بسيارة تقل مسافرين في طريق حريب البيضاء اليوم 9 يناير2022/ موقع التواصل ]

تعتبر الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون على نطاق واسع في البلاد، "مهدد مستمر للسكان المدنيين، مع مايترتب على ذلك من آثار مأساوية وعلى حياة الناس والأمن والصحة"، وفقاً لآخر تقرير صادر عن فريق الخبراء الأممي.
 
وتُشير التقارير الحقوقية إلى ارتفاع مطرد للحوادث الناجمة عن انفجار تلك الألغام في عدداً من محافظات الجمهورية، خلال سنوات الحرب، وسط تعمد من مليشيا الحوثي لاستخدام هذا السلاح أداة لقتل وإرهاب المدنيين.
 
وعلى مدى سنوات الحرب حوّلت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليمن إلى أكبر مستوطن أرضي ملوث بالألغام في العالم بعدما نشرت ملايين الألغام بشكل عشوائي في مدن اليمنيين وطرق سيرهم ومزارعهم.
 
مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن، كشف هو الآخر مؤخراً عن ألغام متعددة المهام، وعبوات ناسفة مموهة شديدة الانفجار، زرعها الحوثيون بشكل مفرط في الطرقات والمزارع ومناطق يستخدمها المدنيون، "تحتوي على تقنيات حديثة ومصنوعة من مواد تم استيرادها من خارج اليمن وهي تختلف تماما عن الألغام التي جرى التعامل معها خلال الفترة السابقة".
 
وبين الفينة والأخرى تحث الجهات الحكومية والمراصد الحقوقية، المواطنين بعدم السير في بعض الطرقات التي زرعها الحوثيون بشكل متعمد بالألغام بهدف ايقاع عدد كبير من الضحايا، ودعوا الحوثيين إلى تسليم خريطة الألغام، إلاّ أن ذلك لم يلق آذاناً صاغية من قبل مليشيا الحوقي التي باتت تستخدم هذا السلاح كنوع من إرهاب المواطنين.
 
يناير.. الأكثر دموية

تشير التقارير المحلية وتقارير الأمم المتحدة، أن يناير الفائت كان أكثر الشهور دموية على مستوى اليمن منذ سنوات، حيث سقط مئات المدنيين في التصعيد العسكري التي تشهده البلاد، بيد أن ما نريد توثيقه في هذا التقرير هو حصاد ضحايا الألغام الحوثية التي حصدت أرواح عشرات المدنيين في أكثر من محافظة خلال الشهر الفائت.
 
ووفقا للمرصد اليمني للألغام، فإن (53) حادثة قتل، و(57) حادثة إصابة لمدنيين بينهم 6 أطفال خلال يناير، وهي إحصائية أقل من إحصاءات منظمات وراصدون محليون تتبعوا حوادث ضحايا الألغام خلال الشهر المنصرم.
 
وحلت محافظات مأرب وشبوة والحديدة في صدارة المحافظات الأكثر تضرراً من الحوادث التي شهدها الشهر الفائت، حسب الرصد.



جريمة حرب

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، تقريرها السنوي لعام 2021 حول الانتهاكات في اليمن عن مشروع رصد الأثر المدني،إن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي زرعها الحوثيون تسببت بسقوط أكثر من 9 آلاف ضحية في صفوف المدنيين منذ بداية الصراع في اليمن قبل سبع سنوات.
 
وذكر التقرير أن قوات الحوثيين استخدمت الألغام الأرضية المضادة للأفراد في انتهاك "لاتفاقية حظر الألغام" لعام 1997، مشيراً إلى أن اليمن طرف فيها.
 
وأفاد فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني باليمن المنتهية ولايته في 2021 بأن جماعة الحوثيين استخدمت الألغام الأرضية المضادة للأفراد بشكل واسع، ما قد يرقى إلى جرائم حرب.
 
وأضاف في تقريره الحديث الصادر في يناير 2022م: "يشكل استخدام الحوثيين العشوائي للألغام الأرضية ولا سيما على طول الساحل الغربي تهديداً مستمرا للسكان المدنيين، مع مايترتب على ذلك من آثار مأساوية وعلى حياة الناس والامن والصحة، ومن عواقب طويلة الأجل إذا لم يتم التصدي لها".
 
وأوصى الفريق الأممي، الحوثيين إلى اتخاذ تدابير لوقف الاستخدام العشوائي للألغام الأرضية وتسجيل مواضع زرعها (خريطة الانتشار) وإزالتها.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر