صحيفة بريطانية: حرب اليمن المنسية أصبحت معقدة بشكل متزايد.. ولا نهاية تلوح في الأفق

[ مخيم للنازحين في محافظة تعز جنوب غربي اليمن. (AFP/Getty) ]

قالت صحيفة بريطانية في افتتاحيتها الخميس 30 ديسمبر/ كانون أول 2021 "أن سنوات الصراع الوحشي في اليمن جلبت البؤس إلى بلد فقير، في حرب أصبحت منسية وليس هناك نهاية في الأفق".
 
وحذرت الأمم المتحدة مؤخرًا من أنه بحلول نهاية هذا العام، سيكون 377 ألف يمني قد لقوا حتفهم جراء سبع سنوات مدمرة من الحرب - وفي كثير من الحالات قُتلوا لأسباب غير مباشرة مثل الجوع وفي مناطق أخرى، عن طريق الضربات الجوية أو القصف الصاروخي، كما يُعتقد أن 70 في المائة من الوفيات هم من الأطفال دون سن الخامسة.
 
ووفق افتتاحية صحيفة «The Guardian» البريطانية - ترجمها "يمن شباب نت" - مع بداية عام 2021، كانت هناك آمال في أن يؤدي وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض إلى إحراز تقدم نحو السلام، وسرعان ما أعلنت إدارته إنهاء كافة الدعم للعمليات الهجومية التي تشنها المملكة العربية السعودية، التي تقود التحالف للقتال من أجل الحكومة المعترف بها دوليًا.
 
وأضافت: "كما ألغت واشنطن، تصنيف إدارة ترامب للحوثيين كمجموعة إرهابية، لكن فريق بايدن بالغ في تقدير قدرته على المساعدة في حل الأزمة، فسرعان ما تعثرت الجهود الدبلوماسية".
 


في أكتوبر، أعلنت واشنطن عن صفقة عسكرية بقيمة 500 مليون دولار مع الرياض تتضمن دعم طائرات الهليكوبتر الهجومية، المستخدمة في العمليات في اليمن.
 
في غضون ذلك، تتعمق الكارثة الإنسانية التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم، قبل عيد الميلاد بقليل، قال برنامج الغذاء العالمي "إنه اضطر إلى قطع المساعدات بسبب نقص الأموال، بعد ثلاثة أشهر من تحذيره من أن 16 مليون يمني "يتجهون نحو المجاعة"، كانت تشرد أربعة ملايين يمني.
 
وكانت هذه أفقر دولة في المنطقة حتى قبل اندلاع الحرب، حيث كان 47٪ من السكان يعيشون في حالة فقر، حذرت الأمم المتحدة منذ ذلك الحين من أن البلاد في طريقها لتصبح الأفقر في العالم، حيث يعيش 71٪ -78٪ من اليمنيين الآن تحت خط الفقر، لقد تدمرت البنية التحتية والخدمات غير الكافية بالفعل، مع استهداف المدارس والمستشفيات، وأظهر كلا الجانبين ازدراء لا يرحم المدنيين.
 
حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز جروندبرج من أن التصعيد الأخير يعد من بين الأسوأ في الصراع، إذ كثف الحوثيون المدعومون من إيران هجومهم على مأرب، آخر معقل رئيسي للحكومة التي أطاحوا بها، مما أوقف المحادثات.  كما أوقفت الضربات الجوية للتحالف على مطار العاصمة صنعاء، الذي يسيطر عليه الحوثيون، رحلات المساعدات هذا الشهر، على الرغم من أن المتمردين الحوثيين يقولون الآن إن بإمكانهم استئنافها على أساس "مؤقت".
 


ولفتت الصحيفة "أن الحرب أصبحت معقدة بشكل متزايد حيث انتهز المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي إلى جانب خلايا القاعدة والدولة الإسلامية فرصتهم، لكنها قبل كل شيء اشتعلت بفعل التنافس الإقليمي بين الرياض وطهران كما يلاحظ شاب يمني بقوله "نحن مجرد ساحة معركة".
 
المملكة العربية السعودية، التي توقعت نصرا سريعًا، ليس لديها الكثير لتظهره مقابل المليارات التي ضختها في هذه الحرب، وعلى الرغم من سحب حليفتها الإمارات العربية المتحدة معظم قواتها قبل عامين، إلا أن الرياض لا تزال تبحث عن مخرج، يعتبر الحديث مع إيران، بعد قطع العلاقات في عام 2016، تقدمًا كبيرًا.
 
لكن لدى الجانبين أسبابًا مختلفة تمامًا للانخراط في محادثات، وحياة اليمنيين منخفضة في أولويات أياً منهما - حيث يعتقد الكثير أن الحوثيين يأملون في إخراج المحادثات عن مسارها، معتقدين أن النصر العسكري في متناول أيديهم، فقد زادوا بشكل حاد من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على أهداف سعودية.
 
ومع إغلاق الحدود والمجال الجوي، تمكن العالم إلى حد كبير من تجاهل تأثير الحرب على المدنيين في اليمن، لكن يجب عدم السماح للصراع بالتراجع عن جدول الأعمال مرة أخرى، إن طبيعته القاتمة والراكدة ليست سببًا للتخلي عن الدبلوماسية، بل سببًا إضافيًا لتجديد الجهود الحازمة المطلوبة إذا كان لليمنيين الحق بمستقبل حقيقي.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر