مجلة أمريكية: التحول في السياسة السعودية عامل "حاسم" لهزيمة الحوثي وتحقيق السلام باليمن (ترجمة خاصة)

[ تصاعد الدخان بعد غارات جوية على قاعدة عسكرية في صنعاء، 7 مارس / آذار 2021 (AP) ]

قالت مجلة أمريكية في ظل استمرار سيناريو التصعيد الحوثي في اليمن، تحتاج المملكة العربية السعودية إلى التركيز على أولويات معينة للتعامل بشكل أفضل مع الحوثيين".
 

وأضافت مجلة «Inside Arabia» في تقرير - ترجمة "يمن شباب نت" - أولا، هناك حاجة إلى تركيز حاد على الخيار العسكري، حيث تبدو محادثات السلام غير مجدية بسبب تصاعد العنف، وعلى الرغم من أن بعض الأصوات جادلت بعدم وجود حل عسكري للصراع، تبقى الحقيقة أنه لن يكون هناك حل سياسي قبل إضعاف الحوثيين في ساحة المعركة".

 
وأشارت "ولكي يحدث هذا، يجب على السعودية زيادة دعمها العسكري وتنسيقها مع القوات الحكومية المقاتلة على الأرض، تحتاج المملكة إلى الثقة والاستماع إلى القادة اليمنيين الميدانيين، ومن الأهمية بمكان أن يلتزم الطرفان بخطط محددة، على الأقل لجبهة مأرب".
 

ولفتت "أما إذا استمر السعوديون في نفس السياسة المستمرة منذ ست سنوات في اليمن، فإن النتيجة المؤكدة ستكون عدم هزيمة الحوثيين المتحالفين مع إيران، وستستمر طائراتهم بدون طيار وصواريخهم في التدفق على المدن السعودية".
 


ودعا المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، الأسبوع الماضي، الحوثيين الى وقف إطلاق الصواريخ على السعودية والبدء في التفاوض. ومع ذلك، تجاهل الحوثيون مثل هذه الدعوات، حيث برروا هجماتهم مرارًا وتكرارًا باعتبارها شكلاً من أشكال الدفاع عن النفس. لذا، إذا أصم الحوثيون آذانهم عن الدعوات الأمريكية للسلام، فمن الذي سيستمعون إليه؟ 
 

تسببت ثقة الحوثيين المفرطة وعنادهم في فشل محاولات السلام على مدى السنوات الست الماضية، بالإضافة إلى تصرف التحالف السعودي الإماراتي كمحتل في اليمن، مما زاد من شعبية الحوثيين ومكاسبهم الإقليمية، ويجب أن تتوقف هذه التجاوزات على الشعب اليمني من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية إذا كان الهدف إحلال السلام في اليمن، وفق تقرير المجلة.
 

وبحسب المجلة الامريكية، يجب أن تكون الأولوية الثانية هي توحيد الفصائل المناهضة للحوثيين، بما في ذلك المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح والانفصاليين الجنوبيين. في حين أنه سيكون من الصعب حل الخلافات بين هذه الفصائل، يجب على الأقل تأجيل مواجهاتهم.

 
وتابعت "إذا أثبتت المملكة العربية السعودية عدم قدرتها على جمع هذه الفصائل معًا، فسوف تتراكم انتصارات الحوثيين.  وأي نجاح للحوثيين هو خسارة سعودية أكيدة، ولابد أن يكون الهدف الأكثر حكمة بالنسبة للسعودية هو دعم اليمن في إنهاء سيطرة الحوثيين بالقوة على البلاد - وأي أهداف أو مصالح سعودية أخرى في اليمن يجب أن تأتي بعد ذلك".
 
 
وقال التقرير "حان الوقت للمملكة العربية السعودية للشروع في مسار مختلف عن مسار الإمارات في اليمن".

 
وأنشأت الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2017، وهي تدعم هذه الهيئة الانفصالية منذ ذلك الحين، والهدف الرئيسي للإمارات هو السيطرة على الخطوط الساحلية والجزر الإستراتيجية في جنوب اليمن، وألحقت مثل هذه الخطة المؤيدة للانفصال أضرارًا جسيمة بالحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، في الوقت نفسه، خدمت أهداف الحوثيين.
 


في الوقت الحالي، يفضل الانفصاليون الجنوبيون رؤية انتصار الحوثيين في مأرب، ويعتقد الانفصاليون أن سيطرة الحوثيين على هذه المحافظة ستجعل الجماعة المتمردة هي المسيطرة الوحيدة في الشمال بينما سيسيطر الانفصاليون على الجنوب.

 
حيث قال عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في مقابلة في أوائل مارس/ آذار، إنه مستعد للتفاوض مع الحوثيين طالما أنهم يعترفون بالدولة الجنوبية. يكشف هذا الخطاب عن اهتمام الانفصاليين العميق بسقوط مأرب في أيدي الحوثيين.

 
ومع ذلك، يمكن توقع عدم توقف الحوثيين عند هذه المحافظة بمجرد سيطرتهم عليها، إذ أنهم سيبدؤون في الاندفاع جنوبا، مما سيقود إلى حلقة جديدة من الاضطرابات في المناطق الجنوبية.

 
وعلى مدى السنوات الست الماضية، لم تسجل المملكة العربية السعودية خسائر عسكرية ومالية فادحة فحسب، بل ارتبطت صورتها بشكل متزايد بالعنف وانتهاكات حقوق الإنسان والخسائر المروعة في الأرواح والمرض والمجاعة اليمنية.

 
حيث يُنظر إليها – أي السعودية - على أنها أحد الفاعلين الرئيسيين وراء الأزمة الإنسانية في اليمن، وفي حين أنه من الصعب معالجة الماضي، فإن التحول الحاسم والفوري في السياسة السعودية يمكن أن يغير الحاضر ويمهد الطريق لمستقبل أفضل لليمن.

 
خلاصة القول هي أن ست سنوات من المعاناة في اليمن كافية، وهناك فرصة لأن يتحول الفشل السعودي إلى نجاح، وفقا للمجلة الامريكية.

 
وقالت "حان الوقت لتحول إيجابي جذري في أجندة التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وبمجرد أن يتحقق ذلك، يضعف الحوثيون وتتسارع خسائرهم العسكرية، والأكثر من ذلك، هو أن اليمن الذي مزقته الحرب سيبدأ في التعافي، ولن تضطر المملكة إلى القلق بشأن المزيد من الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية في المستقبل".


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر