"أبو اليمامة".. الرجل القوي المتسلح بالإمارات ضد الحكومة بعدن يُقتل بقصف حوثي (بورتريه)

[ منير اليافعي المشهور بـ"ابو اليمامة" احد قيادات الحزام الامني قتل الخميس 1أغسطس 2019 ]

"نزل من المنصة لتحية أحد الضيوف، وفور نزوله وقع الانفجار" هذه آخر لحظات منير اليافعي في الحياة  المشهور بـ" أبو اليمامة" والذي قتل صباح الخميس 1أغسطس 2019، جراء هجوم صاروخي نفذته ميلشيات الحوثي بصاروخ باليستي قصير المدى، وصاروخ آخر من نوع قاصف. بحسب وسائل اعلام حوثية.
 
"أبو اليمامة" قيادي عسكري مثير للجدل منذ توليه قيادة اللواء الاول دعم واسناد في قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات في العاصمة المؤقتة، لا يظهر كثيراً بوسائل الاعلام إلا متهماً بانتهاكات وقيادة معارك مع القوات الحكومية خلال السنوات الماضية، وخاصة مع ظهور الصراع بين الحكومة الشرعية وأبو ظبي.
 
تداول ناشطين مقطع فيديو لـ "أبو اليمامة" قبل مقتلة وهو جالس على كرسي في منصة العرض لحفل تخرج دفعة جديدة من اللواء الذي يقوده في معسكر الجلاء بمنطقة البريقة في عدن (جنوب اليمن). وبجواره وخلفه قادة عسكريين مطلقين لحاهم من التيار السلفي التابع لهاني بن بريك نائب المجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم من أبو ظبي.
 
من هو "أبو اليمامة"؟

اسمه "منير محمود أحمد المشالي" واسمه المشهور "أبو اليمامة اليافعي" من مواليد يافع بمحافظة لحج (جنوب اليمن) عام 1974م، والتحق بالجيش اليمني عقب إعلان الوحدة اليمنية في العام 1991، قبل أن يكمل دراسة الثانوية العامة في المدرسة التابة للواء لبوزة.
 
بعد الوحدة حصل على دورة في العلوم السياسية والعسكرية خلال الفترة من عام 1991 الى العام 1993م، ومن ثم عاد إلى اللواء يعمل في عمليات اللواء، واختاره اللواء محمود الصبيحي قائدا للسرية المختصة بتحرير قاعدة العند الجوية أي المطار. وبعد ذلك أصدر وزير الدفاع السابق هيثم قاسم طاهر قرارا بترقيته إلى رتبة نقيب.
 
وبعد حرب عام 1994م نزح من عدن برفقه قيادة جنوبية عسكرية في زورق حربي إلى سلطنة عمان ومن ثم إلى السعودية، وبقي في مدينة الرياض إلى العام 1998م يعمل في ورشة تغيير إطارات سيارات، لم يعرف عن الرجل أي دور سياسي سلمي منذ انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي في 2007م.
 
غير أن مواقع تابعة للانفصالين ذكرت بانه التحق بحركة تقرير المصير "حتم" التي كان يقودها عيدروس الزبيدي، - رئيس المجلس الانتقالي حاليا - وتم اعتقاله في العام 2010 ومن ثم حكمت عليه المحكمة الجزائية بالإعدام لكنه استطاع الهرب رغم اعتقاله ست مرات.
 
ظهوره في الحرب

رغم عدم مشاركته القيادية في تحرير مدينة عدن من ميلشيات الحوثي في أواخر العام 2015، ولم يعرف عنه أي دور قيادي في المعارك التي استمرت نحو شهر، والتي تمت من قبل المقاومة الشعبية في عدن بمساندة كثيفة من قوات التحالف العربي.
 
وأثناء الحرب في العام 2015 وعندما سيطر الحوثيين على محافظات الضالع ولحج وعدن، كان ضمن المقاتلين في جبهة محافظة الضالع ومنطقة العند في لحج، ولم يعرف بشكل أكبر خلال تلك حيث ذاع صيته في العام 2016، عندما قاد عملية عسكرية ضد عناصر وصفوا حينها أنهم من المخربين في "حي المنصورة" بمدينة عدن.

وبرز كقيادي في قوات الحزام الأمني المدعومة من الامارات والتي يقودها السلفي "هاني بن بريك" في مدينة عدن، وتم تعيينه قائد للحزام الأمني بمحافظة لحج، ومن ثم تم تعيينه قائد قوات الطوارئ والتدخل السريع للقوات الموالية للأمارات بعدن وقام بعدة حملات مداهمات أسفرت عن سلسلة انتهاكات واختطافات.
 
تعذيب وسجون سرية 

يعد "أبو اليمامة" من القيادات البارزة في قوات الحزام الأمني المدعوم من الامارات ويحظى بدعم إماراتي سخي حيث يمتلك مجموعة من عربات الأوشكش الأمريكية والتي تستخدمها القوات الإماراتية إلى جانب عدد من الأطقم العسكرية، وتعتمد عليه "أبو ظبي" في الحملات التي تستهدف معارضين سياسيين.
 
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية نفذ الكثير من المداهمات الليلية لمنازل المواطنين والاعتقالات العشوائية بتهم تتعلق بالإرهاب، ولدية ملف كبير الانتهاكات والتعذيب للعشرات من المخفيين قسراً والمختطفين الذين يتواجدون في "سجن البريقة" السري في معسكر الجلاء بمنطقة البريقة في عدن. والذي يديره بشكل مباشر.
 ?¨???????? ?£?¨?? ?§???????§???© ???????¯ ?§???¥???§?±?§?? ?£?­?¯ ?£???? ?±?¬?§???§?????§ ???? ?§???????? (?§???????§?µ?? ?§???§?¬?????§?¹??)
ووصفته صحيفة "الغارديان" البريطانية في تحقيق صحفي لها ترجمة "يمن شباب نت" في 23 ديسمبر 2018 بأنه "وكيلاً إماراتيا قويا" في سياق سرد قصة "عبد الله" الذي اختطف من قبل قوات "أبو اليمامة" الذي كشف "أنه تعرض بالسجن للتعذيب وتم رشة بالنزين وإشعال النار بجسده" وقال "قبل الفجر، دخل أربعة رجال إلى الزنزانة وبدأوا في ضربي وطلبوا مني الاعتراف بأن أخي كان يعمل مع الجهاديين. أقسمت أنه لم يكن كذلك. كان لديه محل صغير لإصلاح الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر لم يكن يصلّي حتى".
 
وفي سياق حديث الصحيفة عن "أبو اليمامة" قالت "إن اسمه يجعل الرجال يرتجفون في عدن. حيث يرتبط بأكثر من أي شخص آخر بأسوأ الأعمال الوحشية" ونقلت الصحيفة عن محامية "أصبح تنظيم القاعدة ذريعة - وأي شخص يعارضهم يتم احتجازه، ويتم تعذيب جميع المعتقلين والعديد منهم يتعرضون للإيذاء الجنسي بمباركة الإماراتيين".
 
الصراع مع الحكومة

في العام 2017 بدأت حالة الصراع تظهر بشكل أكبر بين الرئيس هادي والحكومة الشرعية من جهة والإمارات والقوات الموالية لها في العاصمة المؤقتة عدن، بعد تعاظم القوات الخارجة عن سلطة الحكومة والتي عملت على تفويض تواجد الشرعية داخل البلاد.
 
وظهر "أبو اليمامة" من أشد المتطرفين والمتشنجين الموالين للإمارات وهو أحد المشاركين في مواجهات مطار عدن في فبراير 2017، ضد قوات الحكومة الشرعية، وفي مواجهات قصر المعاشيق يناير 2018 كان من أبرز المشاركين بمختلف المحاور، واقتحمت قواته معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية والذي يقوده مهران قباطي.
 
وفي أغسطس 2018 هاجم معسكر القوات في الكلية الحربية في منطقة "البريقة" بعدن وأسفر عن مقتل عدد من الطلاب، وكان مبرر الهجوم لمنع رفع العلم اليمني، وعقب ذلك أصدر الرئيس هادي قرار بإحالته إلى لجنة تحقيق على خلفية واتهامه بالتمرد وارتكاب انتهاكات.
 
غير ان "أبو اليمامة" الرجل الانفصالي القوي لم تدوم سطوته كثيرا، قتل ومعه 30 من قواته بصاروخ حوثي، والذي دفع الرئيس هادي للغضب قائلا "المليشيات المارقة لا يمكن لها أن تنشد السلام مما يحتم على شعبنا التصدي لأفعالها المارقة" في سياق برقية عزاء بمقتل العميد منير اليافعي "أبو اليمامة". تأكيداً على الخطر الحوثي على الجميع رغم كل الصراعات الجانبية


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر