المونيتور الأمريكي: الولايات المتّحدة عاجزة عن وقف العملية العسكرية في الحديدة اليمنية

قال موقع المونيتور الأمريكي "أن تحول الحركة السريعة للقتال العنيف على الأرض دون قدرة الولايات المتّحدة على وقفه" في إشاره إلى العملية العسكرية في مدينة الحديدة (غرب اليمن).
 
وأضاف التقرير "خلال نهاية الأسبوع وفي الوقت الذي كان فيه الوسيط الأممي البارز إلى اليمن مارتين غريفيث يحاول إقناع الحوثيّين بتسليم الميناء بشكل سلمي، دارت اشتباكات بين القوّات المدعومة من السعوديّة والمقاومة على بعد أميال فقط من المدينة".
 
وذكر التقرير "أن معظم العاملين التابعين للأمم المتّحدة والمنظّمات غير الحكوميّة سارع إلى الخروج من المنطقة كي لا يصبحوا محاصرين في مرمى النيران".
 
وكان الكونغرس الأمريكي دعا البنتاغون لمحاولة منع هجوم مدعوم من الإمارات العربيّة المتّحدة ضدّ أكبر ميناء يسيطر عليه الحوثيّون في اليمن، لكنّ المحلّلين يشكّون في قدرة الولايات المتّحدة ومدى تأثيرها.
 
وبحسب موقع المونيتور "فيما يبدو التحالف المدعوم من الولايات المتّحدة في اليمن مستعدًّا لشنّ هجوم على مدينة الحديدة الساحليّة التي يسيطر عليها الحوثيون، وهي نقطة دخول الجزء الأكبر من المساعدات إلى البلاد، يدعو الكونغرس البنتاغون إلى "استعمال جميع الوسائل المتاحة" لوقف العمليّة".
 
وحصل المونيتور على رسالة يجري تداولها داخل مجلس النواب، ويطلب فيها أعضاء الكونغرس، "الذين يشعرون بقلق بالغ" من التحرّك العسكري، من وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أن يقنع السعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة بالامتناع عن الهجوم. ويتخوّف مسؤولو الأمم المتّحدة من أن يعرّض الهجوم حياة 250,000 شخص للخطر.
 
يخضع البنتاغون بالفعل للتدقيق على يد المشرّعين على خلفيّة تزويده الطائرات السعوديّة والإماراتيّة بالوقود في سنوات النزاع الطويلة، ونَشْر جنود من القوّات الخاصّة الأميركيّة لتفكيك قاذفات الصواريخ المدعومة من إيران قرب الحدود الشماليّة لليمن بدون الحصول على تصريح من الكونغرس. وكان قد أفاد المونيتور في شهر تشرين الثاني/نوفمبر بأنّ الدعم الأميركي للتحالف عبر تزويده بالوقود ازداد أكثر من الضّعف في خلال العام المنصرم.
 
ورد في الرسالة التي بادر إليها النائب الديمقراطي عن ولاية ويسكونسن مارك بوكان، والتي وقّع عليها سبعة من أعضاء الكونغرس، "نحثّكم على استعمال جميع الوسائل المتاحة لتجنّب هجوم عسكري كارثي على مدينة الحديدة الساحليّة الرئيسيّة في اليمن من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، وعلى تقديم توضيح فوري للكونغرس حول النطاق الكامل للتدخّل العسكري الأميركي في ذلك النزاع. ونذكّركم أنّه بعد مضيّ ثلاث سنوات على النزاع، لم يأذن الكونغرس يومًا لأيّ مشاركة حقيقيّة من جانب الولايات المتحدة في الأعمال العدائية التي تقودها السعودية ضدّ الحوثيّين في اليمن، في ما يشكّل انتهاكًا للدستور".
 
وبحلول نهاية يوم الاثنين، كان قد بدأ أبرز المشرّعين يفقدون ثقتهم بالجهود الأميركيّة الرامية إلى إقناع المسؤولين العسكريّين السعوديّين والإماراتيّين بوقف الهجوم، بعد أن أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأنّ دبلوماسيّة الأمم المتّحدة المكوكيّة فشلت في التأثير على المسؤولين الإماراتيّين وبأنّ إدارة دونالد ترامب أعطت "الإذن للمضي قدمًا بالعمليّة مع توخّي الحذر".
 
وقال السيناتور الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت، كريس مورفي في تغريدة على تويتر، "نرى أدلّة إضافيّة على أنّ حرب اليمن تتصاعد. توسّلت الولايات المتّحدة إلى التحالف السعودي/الإماراتي بعدم مهاجمة ميناء المساعدات الإنسانيّة في الحديدة. وتشير تقارير جديدة إلى أنّ الدولتين لم تستجيبا لمناشدتنا، وتستعدّان للهجوم. وقد تكون النتيجة كارثيّة".
 
على الرّغم من زيادة الولايات المتّحدة دعم التزويد بالوقود، يقول الخبراء العسكريّون إنّ الإمارات العربيّة المتّحدة باتت أقلّ اعتمادًا على البنتاغون في ما يتعلّق بالعمليّات في الحديدة؛ فبعد أن كان يُنظَر إليها في السابق كهجوم برمائي تقوده الإمارات يحتاج إلى قوارب أميركيّة متطوّرة للتنقّل عبر حقول الألغام التي زرعتها إيران في البحر الأحمر، تحرّك 45,000 عنصر من القوّات اليمنيّة بدلاً من ذلك على طول الساحل في هجوم دام شهرين للوصول إلى الحديدة مع الحصول على دعم التزوّد بالوقود من قواعد المروحيّات الجديدة.
 
قال مايكل نايتس، وهو زميل في معهد واشنطن، "إنّ المطالبة بوقف هذه العمليّة مباشرة بدون اقتراح بديل عنها ليس إلا مضيعة للوقت. لو قال أحد للولايات المتّحدة في العام 2003، لا تذهبوا إلى بغداد، ماذا كنا لنجيب؟"
 
تأتي الرسالة في وقت يتزايد فيه إحباط الكونغرس في الأشهر الأخيرة بسبب اعتباره أنّ إدارة ترامب تتخطّى سلطتها التشريعيّة لتوسيع المشاركة الأميركيّة في حرب اليمن. وفي شهر أيار/مايو، أفادت وكالة رويترز بأنّ الكونغرس يعيد النظر في عمليّة بيع أكثر من 120,000 ذخيرة موجّهة بدقّة سيجري استعمالها في النزاع، ما يمهّد الطريق أمام مواجهة محتملة في مجلس الشيوخ.
 
وتضيف الرسالة، "نحن متخوّفون من أن يكون البنتاغون، في خضم جهد مجلس الشيوخ لممارسة سلطته الدستورية من أجل إنهاء الأعمال العدائية غير المرخص بها - بما في ذلك تقديم الولايات المتحدة المساعدة في عمليّات الاستهداف وإعادة التزوّد بالوقود للغارات الجوية التي تقودها السعودية ضدّ الحوثيّين في اليمن - قد أخفى معلومات أساسية عن أعضاء الكونغرس حول المدى الكامل للمشاركة العسكرية الأميركيّة على الأرض في الحرب التي يقودها التحالف السعودي".
 
وقال مارك لوكوك، منسّق الشؤون الإنسانيّة في الأمم المتّحدة، للمراسلين اليوم، إنّ 70 في المئة من الأغذية، والوقود والأدوية المستوردة إلى اليمن تدخل عبر الحديدة. ويحتاج أكثر من 22 مليون شخص إلى مساعدة إنسانيّة في هذا البلد الذي تضربه المجاعة.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر