محللون: مليشيا الحوثي تحاول أن يكون لها نسخة خاصة من حزب المؤتمر (تقرير خاص)

[ صورة أرشفية لحشود ترفع شعارات الحوثيين وحزب المؤتمر بصنعاء ]

شرعت مليشيا الحوثي الانقلابية عقب قتلهم الرئيس السابق على عبد الله صالح في 4ديسمبر/كانون اول، لوراثة تركة الأخير وفق استراتيجية جديدة تعتقد كانت قد رسمتها وحددت معالمها مسبقا استنادا الي امكانياتها وقدرتها على الحسم العسكري والاستفراد بسلطة الأمر الواقع في العاصمة صنعاء.
 
وبحسب ومحللين سياسيين فان مليشيا الحوثي شرعت في اليوم الثاني لمقتل صالح في مباشرة العمل بمقتضيات الخطة التي تم وضعتها مسبقا والتي تتمحور في أحد مساراتها باستقطاب قيادات وشخصيات بارزة في حزب المؤتمر بما فيهم وزراء صالح في حكومة ما يعرف بالإنقاذ الوطني.
 
استقطاب قيادات مؤتمرية

حيث بدا ذلك واضحا في الايام الاولى لمقتل صالح اذ شرعت مليشيا الحوثي في تكثيف لقاءاتها مع قيادات وشخصيات في حزب المؤتمر من خلال اللقاء الموسع الذي عقده رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي صالح الصماد مع قيادات ومشايخ ووجهات تنتمي لحزب صالح في مناطق ما يعرف بطوق صنعاء.
 
ويرى مراقبون ان قيام مليشيا الحوثي بإصدار قرارات تتضمن تعيين قيادات بارزة في حزب المؤتمر لشغل مناصب عليا في الدولة يأتي في إطار سعي الجماعة المدعومة من إيران الي احكام سيطرتها على حزب صالح وذلك من خلال تمكين وتهيئة الاجواء لشخصيات وقيادات في الحزب يكون لها اليد الطولى عليها ولذا سعى الحوثيون الي التمهيد لذلك من خلال التأكيد في خطابهم الاعلامي على ان خلافهم لم يكن مع حزب المؤتمر وانما مع شخص صالح وعدد قليل من المقربين منه.
 
وبحسب محللين سياسيين فان نجاح مليشيا الحوثي في اختراق حزب صالح قد يمكنها من تحقيق عدة امور اهمها اظهار تماسك الجبهة الداخلية وان كانت الامور تسير عكس ذلك ومن ناحية اخرى فان التعامل مع شخصيات وقيادات في المؤتمر سيوفر الغطاء لجماعة الحوثي للاستمرار بالمسار الثاني من خطتها والذي يتسم بالقوة والعنف في قمع معارضيها من حزب صالح وذلك من خلال الاعتقالات والملاحقات والقتل والتنكيل بحق كوادر المؤتمر الذين اضطر عدد كبير منهم الي الهروب الي مناطق سيطرة الشرعية في كلا من عدن ومارب.
 
انتهاء الشراكة

في حين يرى اخرون ان تسارع الاحداث على المستوى العملياتي والقتالي وتكبد الجماعة المدعومة من إيران خسائر كبيرة في معركة الساحل الغربي وشبوة والجوف قد لا يسعفها في لملمت الامور وترتيب الوضع الداخلي المليء بالتعقيدات.

وقال الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي في تصريح لـ"يمن شباب نت" ان الشراكة بين المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثي لم تعد موجودة بعد مقتل صالح على الرغم من حرص الحوثيين على إبقاء الشخصيات التي تمثل المؤتمر في الهياكل السياسية التي أقاموها في صنعاء.

وأضاف "ان هناك سباق محموم بين الحوثيين ومعارضيهم بشأن تركة صالح السياسية ومنها المؤتمر الشعبي العام" ورجح التميمي "أن الحوثيين سيحتاجون على إبقاء شراكة شكلية مع المؤتمر خلال هذه المرحلة مشيرا انه ليس من أولويات الحوثيين تقاسم السلطة مع أي طرف سياسي فيما لو استتب لهم الوضع في صنعاء".

وفيما يتعلق بتعيين حمود عباد أميناً للعاصمة رغم انتمائه لحزب صالح فقد أكد أن مليشيا الحوثي تهدف من وراء هذه الخطوة الي استثمار العلاقات الواسعة التي يقيمها عباد مع المؤتمرين على أمل أن تسهم في استمالة بعضهم وتهدئة مخاوفهم من المرحلة المقبلة.
وقال التميمي "أن هذه الخطوة بغير المجدية لأن عباد لا يتمتع بثقل داخل المؤتمر بسبب مواقفه المتحولة" مضيفاّ "أن الخطوة لن يكون لها تأثير حقيقي على مجرى الاحداث التي يبدو انها تتجه نحو تقويض سلطة الحوثيين التي اقاموها بالحديد والنار".
 
نسخة حوثية من المؤتمر

وفي تحليله لطبيعة العلاقة بين حزب المؤتمر وجماعة الحوثي اوضح الكاتب والصحفي علي الفقيه لـ"يمن شباب نت" ان جماعة الحوثيين في صنعاء تحاول أن يكون لها نسخة خاصة بها من حزب المؤتمر لتتمكن من استغلال وتوظيف ما تبقى له من القاعدة الجماهيرية.

وقال "أن الجماعة ستستفيد ممن تمكنت من استقطابهم من قيادة الحزب في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها بالإضافة إلى حرصها على توظيف قيادات زرعها مشروع الهاشمية السياسية في قيادة حزب المؤتمر في وقت سابق".

وأشار الفقيه "الي أن تصريحات كثير من قيادات حزب المؤتمر الذين باركوا مقتل صالح واحتفلوا مع الحوثيين بمناسبة "القضاء على عصابة الخيانة والتآمر" والتي بدت واضحة أنهم ماضون في الإبقاء على نسخة من حزب المؤتمر تحت تصرف جماعة الحوثيين في الداخل".
 
الحكومة وحزب المؤتمر

وكان رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر قد دعا في تدوينه له قيادات المؤتمر الي التوحد وعدم السماح بأي انشقاقات داخل المؤتمر مشيرا "ان وحدة الحزب غدت اليوم قضية وطنية، فالمؤتمر هو المؤسسة الديمقراطية الأكثر جماهيرية، والحفاظ عليه أمر يدعو له اليوم كل الوطنيين، ويؤيده المهتمون بالشأن اليمني".

بدوره اعتبر نصر طه مصطفى، مستشار الرئيس اليمني، في مقابلة صحفية "أن الضرورة الوطنية تحتم بقاء حزب المؤتمر الشعبي العام متماسكا كتيار سياسي وطني وسطي" داعيا قادة الحزب إلى "الحيلولة دون انقسامه، وإعادة صياغته كحزب سياسي غير مرتبط بشخص مؤسسه ولا بشخوص عائلته".

وتتزايد تكهنات في الشارع اليمني بشأن مصير حزب المؤتمر، بعد مقتل صالح (75 عاما)، في 4 ديسمبر/ كانون أول الجاري، برصاص حليفته ميلشيات الحوثي، التي كان يحارب معها القوات الحكومية، منذ عام 2014.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر