قريبا.. أجهزة تكشف الكذب من تعبيرات الوجه

قريبا، ستُختبر في المطارات الأوروبية أجهزة لكشف الكذب اعتمادا على تعبيرات الوجه. لكن هذه المبادرة تثير العديد من التساؤلات التي يطرحها الباحث في القانون والتقنية بجامعة هارفارد الأميركية بين سوبل.
 
وقد ذكر موقع "بي.أف.أم.تي.في" الفرنسي أنه على الحدود الأوروبية سيُنشر قريبا وكلاء افتراضيون مكلفون بالكشف عن الأكاذيب المحتملة للأشخاص الذين يدخلون أوروبا. وقد أعلنت المفوضية الأوروبية عن هذه التقنية التي أطلق عليها اسم "آي بوردر كنترول" نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
 
وقالت المفوضية في بيان لها إن الذكاء الاصطناعي سيدرس البيانات المتعلقة "بالنوع الاجتماعي والانتماء العرقي واللغة" الخاصة بالمسافرين الذين ستُوجه إليهم الأسئلة، وذلك من أجل فهم أكبر لدوافعهم الحقيقية وراء السفر وطبيعة أمتعتهم المنقولة أو هوياتهم.
 
من جهته، يعتقد الكاتب بين سوبل أنه قد يتمكن الجميع من التكيف مع هذا النوع من التقنية على المدى البعيد.
 
وفي سؤال الموقع له حول أبرز برامج التعرف على الوجه القادرة على استخلاص استنتاجات انطلاقا من عدد من الخصائص الجسدية، أجاب سوبل أن هذه البرامج أصبحت تحقق في الوقت الحالي نجاحا لدى السلطات، رغم كونها مثيرة للجدل إلى حد كبير.
 
ويحظى اثنان منها بشهرة خاصة، إذ يهدف أحدهما إلى تحليل ملامح الوجه لاستنتاج الاستعدادات المحتملة للجريمة. أما الثاني الذي طوره باحثو جامعة ستانفورد، فكان يعمل على استنتاج التوجه الجنسي للشخص انطلاقا من صورة بسيطة له.
 
وفي كلتا الحالتين، يستند هذان البرنامجان إلى مبدأ مفاده أن بعض الخصائص الجسدية تُؤثر على سلوكنا، الأمر الذي يفتقر إلى الإثبات بالنسبة للمجتمع العلمي.
 
وأضاف الموقع أنه فيما يتعلق بارتباط الحديث عن الخوارزميات غالباً بالتحيزات التي تحتويها، أظهرت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتقنية أن برامج التعرف على الوجوه كانت فعالة في تحديد النوع الاجتماعي للشخص، شريطة أن يكون رجلاً وأن تكون بشرته بيضاء.
 
وردا على السؤال الذي وجهه له الموقع بخصوص كيفية تأثير هذه التحيزات نفسها على مراقبة الأشخاص الذين يدخلون دول الاتحاد الأوروبي في إطار تقنية "آي بوردر كنترول"، أفاد سوبل بأن هذه التقنيات قد تميل نحو التحيز بشكل منظم إلى فئات معينة من الأشخاص على حساب فئات أخرى.
 
وبشكل عام، ينبغي علينا البقاء يقظين للغاية حين نطبق نفس الخوارزميات على مجموعات مختلفة من الأشخاص. أما فيما يتعلق بتعبيرات الوجه الدقيقة المميزة للكذب، فيبدو من الصعب الحصول على قواعد بيانات شديدة الموثوقية في هذا الموضوع.
 
وفي تعليقه على إشارة المفوضية الأوروبية إلى أن "آي بوردر كنترول" تُشخصن أسئلتها وفقا للغة المسافر وانتمائه العرقي ونوعه الاجتماعي، قال سوبل إن "هذا المشروع ما زال غامضاً جداً بخصوص هذه النقطة حتى يُمنح مصداقية كبيرة. ويجب إثبات حقيقة أن الأشخاص قادرون على الكذب بشكل مختلف بناء على هذه الخصائص الجسدية، قبل نشر هذه التقنية. ومن الضروري أيضا العمل على إخضاعها للتدقيق واستخدام البيانات بطريقة عادلة، حتى لا تُقمع هذه الحرية الأساسية المتمثلة في التنقل".
 
وبناء على ما صرح به لمجلة "نيو ساينتست"، يعتقد أستاذ علم الحاسوب السلوكي في كلية لندن الإمبراطورية مايا بانتيك أن الناس يمكن أن يتعلموا الكذب على "آي بوردر كنترول" بشكل مختلف.
 
كما أن سوبل ذاته عندما سئل عن إمكانية التفكير في تبني سلوكيات جديدة للتحايل على هذه التقنية، خاصة مع الانتشار المتزايد لتقنيات التعرف على الوجه، أجاب بأن هذا أمر محتمل جدا.
 
المصدر: الجزيرة نت

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر