ثورة 11 فبرير.. كي لا ننسى!


محمد علي محروس

 سبع سنوات بكاملها مرت على 11 فبراير 2011؛ أعظم يوم صنعه اليمنيون في الألفية الثالثة حتى الآن، ولا يزال صراع إثبات الوجود قائماً رغم المراحل المتقلبة التي مرت بها خلال السنوات السبع، وفي كل مرة يكبو فيها جواد الثورة يعود أقوى وأشرس، ولعل ما يحدث اليوم دليل دامغ على تجذر الثورة وملازمتها للمؤمنين بها وتأكيدها لمن ناوئها وهاجمها بأنها طوق نجاة لتخليص اليمن من مغبّة الصراع القائم.
 
لم تفتقد الثورة لبريقها المعهود. فمع كل ذكرى سنوية لاندلاعها يؤكد الغالبية مدى التفافهم حولها كمشروع حقيقي يمكن المراهنة عليه للخروج من سياقات التشرذم المتربصة بنا في كل استحقاق ثوري نرهن به مصيرنا ونتبعه خياراتنا وتوجهاتنا الوطنية. هذه الميزة تفردت بها ثورة فبراير عن بقية الثورات المشابهة لها وأضافت إلى جانب روح العزيمة والإصرار على المواجهة لصناعة التغيير، روحاً فعليةً تمثلت في المقاومة الشعبية الرافضة لكل من يخالف أهداف الثورة الشعبية قولاً وفعلا وجبهات المواجهات تؤكد ذلك على طول اليمن وعرضها.
 
سارعت ثورة فبراير على نحوٍ يبعث الطمأنينة نحو بناء الدولة المُنادى بها، وعملت من أجل ترجمة الطموحات المكتوبة والشعارات المصرّح بها إلى مشاريع تنفيذية يُرى أثرها على أرض الواقع وانتهجت إلى جانب ذلك نهجاً قويماً من خلال زراعة قيم ومبادئ الثورة النبيلة، وأعلنت أن تنمية الإنسان واستثمار الموارد البشرية على سلّم أولوياتها في عملية التحوّل المأمولة.
 
بعد الإطاحة العويصة بالحكم العائلي المستبد بات لليمنيين رئيس جديد من أقصى الجنوب ،اتفقوا على انتخابه بديلاً للمخلوع صالح. وسرعان ما اتجه "هادي" نحو تحقيق المطالب الشعبية بحكومة توافق وطني لها قبولها المرحلي، توفقت الحكومة حينها لتطبيع الحياة والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني بصورة مشهودة وواصلت مهامها على كافة المستويات بما يخفف المعاناة ويبرق ببصيص أمل نحو نجاح أوشك أن يكون لولا الالتفاف على مخرجات الحوار الوطني الضامنة لمستقبل اليمنيين كما أنتجته الثورة. الأمر الذي مثّل بداية عودة الأمور إلى مسارها كما كانت عليه في عهد المخلوع صالح وأسوأ.
 
إن مسار الثورة كان واضحاً منذ البداية؛ فئةٌ لها حضورها الفاعل في المحفل الوطني لكنّها هُمّشت، ومعطيات إقليمية متسارعة تقودها ذات الفئة في بلدان أخرى. أبرزت الثورة الشباب الذين حملوها بعد أن حلموا بها وعملوا على إشعالها والمضي في سبيلها حتى تكمل مشوار تحقيق أهدافها المرسومة.
 ولا يزال شباب فبراير بروحهم الثورية يؤكدون ثوريتهم فعلاً بعد أن أتموا مرحلة القول من الثورة وغرسوا مبادئها وقيمها الزاخرة بالوطنية والانتماء لتراب هذا البلد، حيث اتجهوا إلى الجبهات حاملين أرواحهم على أكفهم للذود عن حمى اليمن وعن أهداف فبراير التي تضمن حق البقاء لهذه البلاد موحدة مستقرة آمنة في ظلال يمن اتحادي ضامن للكل حقوقهم عدالةً ومساواةً دون زيادة أو نقصان وبعيداً عن جماعات السلالة الضلالية الظلامية التي تعبث بمقدرات اليمن وتنهب ثرواته وتسترخص أبنائه وتحصر كل الحياة بسلالة متقزمة لم يعرف اليمنيون عنها إلا كل فساد وغواية.
 
على مدى سبع سنوات متقلبة حافظت ثورة الـ11 من فبراير على وهجها كما هو رغم محاولات الانقلاب عليها والعمل على تثبيط أنصارها وتقويض مشاريعها ومفاهيمها وطمس هويتها إلا إنها قاومت ذلك وزادت ألقاً بالتجمهر الشعبي الإحتفائي الذي أحيا تفاصيلها من جديد، مؤكداً ومجدداً لها الإيمان والولاء، ومشدداً على التفاني والعمل حتى تبصر كافة الأهداف الفبرايرية النور وتصبح واقعاً تنفيذياً يستفيد منه كافة اليمنيين..
 
لا يمكن لليمنيين أن ينسوا أحداث النضال والصمود خلال ثورة فبراير؛ بل إنهم يؤكدون مع كل مجابهة للوضع الحالي فعلهم الثوري النابع من رؤية ثاقبة لمستقبل يتم تصميمه كما خطط له في 18 ساحة للحرية والتغيير في فبراير قبل سبع سنوات كمشروع وطني حاضن لكافة اليمنيين دون استثناء وهو ما عملوا ويعملون اليوم على تنفيذه ولن يكون إلا ما يريده الشعب.
 
 وصفحات التاريخ مملوءة بما يشبه الحالة اليمنية فلا يأس ولا قنوط بل مزيداً من الصبر والتحمل حتى تكتمل الرؤية النضالية الراهنة وتبدأ مسيرة العمل المنشودة وفق أهداف ثورة فبراير الخالدة.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر