في عدد غير قليل من عواصم ومديريات محافظاتنا الجنوبية، هناك مبان لمؤسسات خدمية، ومكاتب وزارات حكومية، وأراضي تابعة للدولة، والكثير من الأوقاف الشرعية، وكل هذه يحتلها ويستحوذ عليها اليوم أفراد ينتمون لمحافظات جنوبنا الحبيب. 


فمنهم من قد بدأ في إحداث تغييرات في البناء والأرض لتحويلها سكنا خاصا أو مخططا استثماريا، ومنهم من قام بتأجير ملحقاتها كمحلات تجارية، أو تصرفوا فيها وفق مخططهم المستقبلي لهذه البناية والأرض الحكومية، أو الأوقاف الشرعية، وهذا دون ذكر ما لحق بها من تخريب ونهب، أو ما يلحق سكان العواصم  من خوف وتنكيل، جراء القتال الدموي بين فئات مسلحة تتنازع هذه الغنيمة الحكومية الثمينة .

والغريب في الموضوع حاليا أمران : 

ـ الأول: أن السلطات المختصة في بعض المحافظات تغض الطرف عما يحصل، أو تقوم بدور الوسيط بين الفئات التي تتنازع فيما بينها بالسلاح، حول ملكية أصول وطنية خالصة، وبعضها تشكل لجانا رسمية للتفاوض معهم، والعمل على تلبية مطالبهم قدر المستطاع.

 وهي مطالب خاصة تتوزع بين طلبات مالية كبيرة، وبين التوظيف العسكري والمدني لعدد ـ غير قليل ـ منهم أو من أقاربهم، أو منحهم ما يوازي تخليهم عنها . وكل ذلك مقابل حمايتهم لهذه الممتلكات ! بعد خروج قوات صالح والحوثي الاحتلالية . أما غيرهم من أهل النفوذ، ومن رابطة " شيلني وأشيلك "، فهؤلاء يبسطون حيث شاءوا، ويتملكون متى أرادوا  دون حاجة لصمت أو تفاوض . 

ـ والثاني: أن المحتلين هم من أبناء الجنوب عامة والحراك خاصة، أو ممن هم تحت مسمى المقاومة، والسلطة الشرعية اليوم . وهم من الذين كانوا يسيرون في مقدمة المسيرات ويتسابقون نحو المليونيات، وممن كانت تهدر أصواتهم تطالب بدولة النظام والقانون، وباستعادة الهوية والوطن المسلوب من قِبَل الشماليين المتنفذين المحتلين.

 هؤلاء ممن كانوا يرددون في كل مجلس وعلى كل منصة ! سنضحي من أجل قضيتنا بكل غالٍ ونفيس  وسنبذل من أجل عودة الوطن والهوية أرواحنا وأموالنا , من غير مَنٍ ولا أذى،  ولا نفع ولا مصلحة . ليتهم اليوم احترموا تضحيات أبطال الحراك الصادقين ودماء شهداء الجنوب المخلصين، ولم يكشفوا عن وجههم القبيح , والذي شوه صورة المستقبل المثالي المزعوم , وحطم أمال الناس في وطن يسوده عدل وأمن , ورقي وتنمية.

لقد جاءت الوقائع اليومية لتثبت أنهم أكثر ضررا وأشد خطرا عليه من غيرهم . إن الوطن وأهله سيتحملون مواجهة عدوهم من الأمام وضرباته . ولكن ستفتك بهم خيانة ذوي القربى من خلفهم وطعناته .
اليوم يخشى الجنوبيون ! أن ما ينتظرهم غدا ! ليس إلا جزاء سنمار المحتوم .
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر