- قلت: ألم تقولوا أنَّ الجنوب يسع جميع أبناءه؟ فلماذا هذا النبذ والقتل والخطف لبعض أبنائه؟

- قال: أنتم على نياتكم! نعم يسعنا جميعا. لكن هناك من هم على صعيد أرضه، وبعضهم تحت ترابه.

- قلت: ألم تقولوا انَّ دم الجنوبي على الجنوبي حرام؟ فلماذا هذا العنف الدامي والنزاع المسلح بين فئات جنوبية؟  

- قال: أنتم دراويش، لا تفقهون ما بين السطور، هناك محذوف يفهمه أهل التخصص. نقصد أن دم الجنوبي (الحراكي) على الجنوبي (الحراكي) حرام. وتم تعديله إلى (الانتقالي). أما دماء البعض ففيها نظر، حسب سير المخطط وحاجة المرحلة.

- قلت: ألم تقولوا تصالحنا تسامحنا؟ فلماذا يسود فقه الكراهية والتخوين بين النشطاء؟، وتتجلى يوميا إمارات الاستعداد التام للتناحر الجنوبي مجددا؟

- قال: نقصد فيما كان بيننا قبل الوحدة، وليس ما بيننا وثوار 2011م، ومن خالف خطنا من غيرهم.

- قلت: ولماذا كل تلك الإشارات المغلوطة والتأكيدات المخادعة؟  لماذا لا تتقبلون منا، ولا تقبلون بنا، ونحن تجمع فاعل ومسالم بينكم. بينما تتقبلون من غيرنا الأوامر الجائرة، والإجراءات السافرة، وتبادرون في تنفيذها بكل خضوع وذلة. وتقبلون بينكم من هاجم الجنوب وقتل مقاوميه وأبناءه، وتوفرون لهم كل حرية ودعم وغطاء، على أرضنا الجنوبية.

 - قال: هكذا يجب أن يكون الأمر، ولدينا قاعدة تصدق ما نقول، وإن كذبنا، وتفوضنا لنعمل ما نريد، وإن دمرنا. فأنتم عملاء الشمال وأتباع الزنداني. ونحن أبطال الجنوب وخدام الشعب. أنتم إرهابيون ومليشيات أحمرية.
ونحن حزام الشعب ونخبة الوطن. أنتم حملة فكر هدام وأهداف مشبوهة. ونحن ثورة شعب ومشروع وطن. أنتم هدف رئيس لداعمينا، ولمن يقف وراءنا. فكيف تريدنا أن نتقبلكم، ونتقبل منكم؟  لقد أوصدنا باب التقارب معكم من عقولنا، وطمسنا نقطة التوافق معكم في قلوبنا. إلا إن أرادوا (هم) ذلك منا، فنحن طوع بنانهم ورهن إشارتهم . فهمت يا إصلاحي، يا خونجي. أو أزيدك؟

- قلت: زدتني تأكيدا! وإلا فإن عشرات الاغتيالات ومئات الاختطافات، والسجون السرية والمليشيا المتشاكسة، وإطلاق يد العنف والنهب والتدمير، وعدم العقاب والقصاص، والسيطرة على الجزر، وتعطيل الموانئ، كل ذلك وغيره ... لا يدل مطلقا على وطن يسع الجميع، بعدل وتآلف وأمن وسلام.

- صدق المسؤول المثقف. فمهما رفع البعض شعارات " الجنوب يسع أبناءه "، ومهما رددوا " زمن السحل والقتل ولى "، ومهما تغنوا بعهد " دم الجنوبي على الجنوبي حرام " فإن كل هذا لا مكان له على أرض واقعهم السياسي، ولا وجود له في أجندة من يقفون وراءهم. لا أعلم الغيب. ولكني أدرك حقيقة الصراع البشري. منذ قتل قابيلُ هابيل حتى اليوم.

هذه قناعتي .. فمن يُقنِع النمر المقنع؟
أبو الحسنين محسن معيض

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر