الجماعي .. ذاكرة وطن


سبأ عباد

قبل عامٍ تماما .. أتذكر أنني حزنت كثيرا كما لم أحزن من قبل .. كان طعم الحزن مختلفا جداً ،     كما لم يكن خبر استشهاده كوقع أي خسارة سبقته من قبل ؛ كان حزنا ممزوجا بالرهبة.


أتذكر أنني بكيت كثيرا  ولم أكن أبكيه ولكنني بكيت وطنا تتساقط نجومه!  بكيت وطنا يستحق البكاء أكثر من عمر !  بكيت الوطن الذي أنبأني استشهاد الجماعي أنه ماضٍ للهلاك لا محالة !!
بكيت الوطن الذي فقد خيرة  شبابه وأبرّ أبنائه من أكاديميين ومثقفين وتربويين ووو ..وأهم من هذا كله أوفياء مخلصين .

زمن يعيش فيه السفهاء في نعيم ورخاء بينما يموت فيه من يستحق الحياة ويغيّب من لا ينبغي أن يغيب في السجون والمعتقلات!! ألا يستحق البكاء بل العويل والنواح! !

ها قد مرّ عام بأحزانه ومصائبه وكوارثه وخيباته التي لاتنتهي ومع هذا كله لم يستطع شيء من ذلك كله محو ذكراه من نفوس محبيه داخل الوطن وخارجه .. الأستاذ نائف الجماعي الشاعر الثائر أحبه الناس حيا ولم ينسوه ميتا ..ليس لأنه ابن فلان أو لأنه صاحب المنصب الفلاني فقط لأنه عشق الحرية والكرامة عشق الوطن  فكان من أوفى الأوفياء لدينه ووطنه وكرامته ناضل بقلمه وبندقيته  عاش بهذا ومات عليه ..

#الجماعي-وهج-الجمهورية

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر