رهينُ المِخْلَبَين


سبأ عباد

أريد أن أكون امرأة مرفهة، أو لنقل أكثر رفاهية من الحلم، تمشي دون أن تخشى وحش الصحراء على أطفالها، ولا دوامة الانتظار على حلمها، ولا رياح التمني حين يجلبها الاشتهاء .. 

أريد أن يكون الحلم في عينيّ أكثر دقة وجودة، لأتمكن من رؤية رؤياي جيدا دونما مواربة، فأحسن تفسيرها..

أريد أن أعتاد الاكتمال، بدلا من تجرع النقصان، كل شيء يأتي ناقصا، محموما، وباردا أيضا.. 

عندما تفقد وطنك، تفقد كل شيء من حولك، وكل ما سبق يكون حاضرا من حولك، يحاصرك بأذرع أخطبوط، وحش الصحراء، دوامة الانتظار، رياح التمني، النقصان، نقصان كل شيء !.

نقصان حريتك، نقصان الغذاء والماء والدواء والضوء والهواء ووو، وفقدان الوطن يكون في صور عدة، منها كل ما سبق.

قد يأتيك ذلك الفقدان على هيئة جوع فيبقر بطن أيامك، وتظل جائعا.. أنت بذلك بلا وطن، أو يجيء على هيئة صفحة جليد تذبح عنق دفئك على رصيفٍ عارٍ، عارٍ من كل شيء، إلا من البرد ورفاقه، فتظل باردا، أنت بذلك بلا وطن..

 ربما يأتيك على هيئة حارسٍ مثلا، يراقب حتى أنفاسك، فتظل مخنوقا، مخنوقا تماما، أنت بذلك بلا وطن ..

 والكارثة، كل الكارثة، عندما يأتيك على هيئة صديق حميم، صدق يتمنى لك كل الخير.. يفعل ذلك ، فيذهب عنك كل الخير..

يفعل ذلك ويده معلقة بحلقك، يكبل قدميك، ويترك ليديك حرية الحركة، في مساحة العجز المتروكة لك، يرسم لك زنزانة وأنت مكبل، زنزانة بطول قامتك فقط، كالقبر تماما، ولا يتورع أن يأخذ ثمن تلك الزنزانة، كصاحب حق، لتصبح أنت الصديق، ويكون هو صاحب الحق !

 هل فهمت كيف تنقلب الطاولة أحيانا؟ وتتبدل الأماكن، كيف يمكن لصاحب البيت أن يصبح لصا، أو حتى ضيفا، ويصبح اللص أو الضيف صاحب البيت؟؟                               

أنت هنا لست بلا وطن !! أنت بلا إرادة، بلا أشياء كثيرة، ولو أردت لفعلت، و لكنك تأبى، تتردد، تخشى، ..

ولم يعد هناك ما يُخشى أكثر .....

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر