"اللغة الأم" أو "الأم اللغة"


دعاء الزمر

 هذا الاصطلاح الـسمي لـ"اللغة الأصلية" يجعلها أكثر من وسيلة تعبير ونطق ويضفي لها حميمية وقرب كأنها تشكلنا، فلا عجب أن تعرف اللغة الأم بأنها: لغة احساسنا وتفكيرنا وخيالنا وذاكرتنا وإن امتلكنا ناصية سواها. 
 
يصح اذن أن نقول أن تعليم اللغة لا يحتاج الى مدرسة وكتاب بقدر حاجته أولا لأم، تكون صانعة الاستقامة في اللسان والوعي والوجدان من المناغاة الأولى الى يصل المرء لأفصح جملة يصوغها بعد أن يتعفر بين الكتب.
 
وماهي اللغة الا ما تخرج بها مكنونات قلبك وضميرك وقناعتك بعد أن تتشربها تربية وتقويما من "القرآن والشعر والقصة والمثل والشتيمة أحيانا والحكاية" التي تتكرر على مسامعك. 
 
هذه ليست محاولة لطمس الأدوار أو تنازع المركزية الأسرية بقدر ما تفرضها طوال الصحبة وطبيعة الأدوار وقدرة الأم على التشكيل والتأثير الأكبر.
 
"ولا ننكر لآبائنا أفضالهم."
 
بكل المراحل المهمة بحياتي كانت أمي تعزز نقاشها وموقفها بشيء من الاقتباسات كحجج، من القرآن، الشعر، القصص لذا دوما ما كنت أجد أن كلامها نافذ أكثر من أي شخص آخر ونموذج خطابها هو ما أريد أن أتعلمه وأحذو عليه.
 
هي ليست ضليعة في اللغة أو واسعة الثقافة والاطلاع فضيلتها أنها توظف جيدا القليل الذي تعرفه؛ لذا مدينة لحكاياتها وقصصها وبيوت الشعر القليلة التي أثرت بي وللأمثال التي توارثتها عن أمها وللمساحة الواسعة التي خلقتها من اللغة التشاركية.
 
في يوم "اللغة الأم" "الأم اللغة" واللغة ما يشكلنا أجدها مناسبة لأقول لكل أم تعلم قليلا أو كثيرا غرسك للمعنى يثمر ولو بعد حين.
 
ليس بالضرورة أن تكوني نحوية ولا شاعرة ولا أديبة وان كانت السعة في المعرفة تمكن للسعة في العطاء والتأثير لكن يكفي أن تتمثلي القليل الجيد الذي تعرفيه وتحاولي مالا تعرفي فاللغة تتشرب بالتَمثل أولا.
 
وليت اللغة تسعفنا لنقول لهن شكرا ووفاء بحق كل حرف وكلمة ومعنى..

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر