أخيرًا تطلقت!


دعاء الزمر

  بداية، من المعلوم أن الانفصال بين الزوجين له أسباب عدة، معلنة أو خفية- لا تهدف هذه الأسطر بالمطلق للتطرق للأسباب- قد لا تعني في مرات كثيرة أن أحد الطرفين سيء !
 
ظهرت مؤخرا، هنا وهناك، حفلات نسائية "ما بعد الانفصال الأسري"..! صحيح أنها لم تصير ظاهرة بعد، لكنها لافتة للنظر بقدر جرأتها، ومعاكستها لردة الفعل الشعورية والمجتمعية.. 
 
غالبا تأتي مظاهر الفرح والاحتفال بالطلاق، أو الخلع، بعد أن تتضخم المشاكل وتخرج عن نطاق الأسرة ويتدخل فيها القريب والغريب، ويقدم فيها حتى الأخرق نصائح وحكم زوجية.. إلى أن تتمرغ أخيرا المودة والرحمة على عتبات المحاكم والمحاميين..!
 
مع إيماني المطلق أن خسارة الأنذال مكسب- على اعتبار أن الزوج الذي تحتفل المرأة بالانفصال عنه كذلك- لكن ما كل مكسب يتوجب الاحتفاء به..
 
بعض المكاسب ينبغي التوقف عندها بكثير من الإجلال والترويّ..
 
وبعض المكاسب تأتي بعد مرارة ونصب وجراح، تحتاج أن يستعيد المرء عافيته ويضبط توازنه؛ ليغنم بها..
 
احتفالات الطلاق والخلع، تماما هي كرقصة جريح، ورقصة الجريح دوما عرجاء ومختلة، وتبدي الضعف أكثر مما تظهر من القوة ..
 
سيدتي لست مضطرة أن تظهري للناس كم أنك خارقة وحديدية بعجل وبشكليات خادعة! هذه حياة بنيتي عليها أحلام طوال وآمال وردية لفترة من عمرك، ثم تفاجأتِ كم أنها قاحلة ومعدمة!
وبلا شك الخيبة تكون بحجم التوقع؛ لذا كسرة النفس لن تخفى على أحد ..
 
ما أعظم الجبر القرآني والتأديب الرباني في هذا الموقف: "وإن يتفرقا يغنى الله كل من سعته". نعلم أن الحياة لا تقف عند/ ولا على/ أحد "ففي الناس أبدالٌ وفي الترك راحةٌ" كما يقول الشافعي.
 
اعملي وتعلمي وقفي من جديد وعيشي تجربة أخرى مع من يستحق. هكذا تتجلى القوة الحقيقة والانتصار للذات..
 
أريد أن أقول أن لحظة ودّ واحدة صادقة وحقيقية تستحق الوفاء والترفع، وإن بدى هذا القول فيه مثالية..
 
لا بأس فالمواقف الفاصلة في العلاقات الخاصة يجب أن تحاط بما ينبغي أن تكونه، لا بما هو كائن لتجاوزها بأقل الأضرار..
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر