ارتفعت صرخة جديدة بذات وزن صرخة الحوثي.. انتشارها في الأيام الماضية وظهور الصارخين بها على مواقع التواصل الاجتماعي، جعلت المتعجبين الفارغين يتتبعون بعض تفاصيلها بدافع الفضول ليزدادوا عجباً ويشغلون الفرغة بما لدى المواهب الخارقة للآذان بالصراخ.
 
تبدأ الصرخة التي سمعها اليمنيون بـ: «الله أكبر». وفي أوسطها: «أمت أمت». وتنتهي بـ: «لبيك يا بن بنت رسول الله.. لبيك يا بن بنت رسول الله». وبالنسبة للصارخ، فإنه يستخدم يده كما يستخدمها الحوثي عند صراخه: «الموت لأمريكا». يرفع يده المقبوضة ويهزها للأعلى. وما كان هؤلاء الجدد ليصرخوا، لو لم تختطف مليشيا الحوثي، زعيمهم المسمى "حسن التهامي"، وتحتجزه منذ ثلاث سنوات.
 
انتشار مقاطع فيديو يظهر فيها العشرات وربما المئات، وهم غاضبون ويصرخون ويناشدون لإطلاق زعيمهم الحسن التهامي، بل ويحملون أسلحتهم ويذهبون إلى معقل عبده الحوثي زعيم جماعة الحوثي ليطالبوا بإطلاقه، وما تلا ذلك من أخبار عن اعتقال العشرات من أنصار التهامي على يد أنصار الحوثي والزج بهم في معتقلات بصعدة، جعلني أتجول في صفحات ومواقع أنصار التهامي لأكون فكرة عنه، أما أنصار الحوثي فاليمنيون يعرفونهم جيداً.  وقد خرجت بهذه الملاحظات السريعة:
 
أولاً: التشابه
 
ـ أنصار حسن التهامي يؤكدون أنه سبط رسول الله، وفي صرختهم: ابن بنت رسول الله.. بينما أنصار الحوثي والحوثي نفسه يزعم أنه ابن بنت رسول الله.. وهذا الادعاء كاذب إذا كان انتسابهم لبنات رسول الله مباشرة، إما إذا صدقنا انتسابهم بطريقة سلالية متسلسلة، فسيكونان أبناء خالة، بطريقة ما.
 
ـ لم يقل التهامي بأنه المهدي المنتظر، هو يقول أنه من أنصار المهدي ويعمل لأجله بتهيئة الأرض له ومبايعته بين «الركن والمقام»، وهذه الصيغة أخف من صيغة الحوثي الذي يعد أنصاره بحكم الجزيرة العربية والسماح لهم أن يحجوا بالبنادق! ولكن اختلاف الصيغ لا يخفي أن ابنَي الخالة يحملان هدفاً واحداً تجاه مكة المكرمة.
 
ـ لأنصار المهدي زوامل حماسية مشابهة لزوامل الحوثي، تتوعد السعودية، تطلق على التحالف العربي "العدوان"، وتعاتب الحوثي على احتجاز التهامي ولسان حالهم يقول: كيف تقولوا أنكم من آل بيت رسول الله وأنتم تسجنوا ابن بنت رسول الله؟
 
هذا التشابه، يجعل المتابع يسأل: لماذا يخشى عبده الحوثي من ابن خالته حسن التهامي والاثنان من بيت واحد؟ لماذا يسجن بن خالته لأكثر من ثلاث سنوات وبينهما الكثير من النقاط المشتركة؟ لماذا يخاف منه والتهامي مسالم لا ينشر مشروعه بالسلاح، بينما يمتلك الحوثي ترسانة أسلحة دولة، ودعم كبير من إيران بأنواع الأسلحة وأحدث التقنيات. لعل بنقاط الاختلاف بعض التفسير.
 
ثانياً: الاختلاف:
 
ـ استمعت لشذرات من لقاءات ومحاضرات حسن التهامي. الرجل لديه أسلوبه في استقطاب أنصاره، بإلقاء بسيط ومؤثر، واختلاط مباشر دون حجب أو سواتر زجاجية أو من خلف الشاشات ودون مرافقين أو استعراض القوة كما يفعل عبده الحوثي.
 
ـ التهامي، أيضاً، لا يُظهر معتقدات إيرانية أو على الأقل لا يرفعها، وبذلك يتجنب الصدام مع اليمنيين من الذين يخالفونه في المذهب، وهذا ما يجعله أكثر قابلية للاستقطاب القائم على التأثير المباشر لا بالتشكل الكاذب تحت مؤثرات الخوف التي يستخدمها الحوثي.
 
ـ وعليه، فإن عبده الحوثي يخشى أن يقوض ابن خالته حسن التهامي جماهيريته في أوساط المستعجلين للمهدي المنتظر، والذين حولوا البلاد إلى قيامة!.. وهكذا زج بابن خالته إلى بيت خاله لمنع ذلك من جهة، ومن جهة أخرى لإرسال رسالة لكل أولاد خالاته وغيرهم: مابش أقوى مني هذي الأيام..
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر