الإساءة لرموز الدولة


سلمان الحميدي

من فرنسا، كتب العزيز مصطفى الجبزي منشورا عن اعتقال برهان الصهيبي المحتجز في السجن المركزي، وأولاده الذين يذهبون للمدرسة ولا أحد يعرف حالتهم، وعلق عن منشور كتبه برهان من السجن، لا يطالب فيه أكثر من تقديمه لمحاكمة عادلة أو الإفراج عنه. 
 

نختلف أو نتفق مع برهان، ولكن هناك حقيقة واحدة حتى الآن عن اعتقاله: الرجل معتقلا بسبب منشورات فيسبوكية، ومتهماً بالإساءة لرموز الدولة. 
 

من خلال تتبع التفاصيل، سنجد أن اعتقال الرجل ليس ردا لاعتبار رموز دولة، بقدر ما هو تدبير من شخص بمنصب رفيع في الدولة، يعمل على استخدام سلطته من أجل زيادة أملاكه وتوسيع نفوذه وإظهار قوة مشيخته على رعيته فقط، لا نقصد لمز المسؤول المشار إليه هنا بسوء، ولكن هذا ما يظهر عليه ليس من خلال تفاصيله مع برهان، ولكن من قصص أخرى لم أكن لأصدقها إن لم أسمعها من أشخاصها المباشرين. 
 

ما يثير الحسرة، هو تعارض الموقف الوطني الكبير الذي يظهر به المسؤول التعزي الرفيع، مع أعماله تجاه أبناء منطقته وغرقه بتفاصيل صغيرة إذا خرجت عن نطاق القرية فلا تتعدى العزلة، أرضية هناك، جنبية هنا، ما صورة في ذلك المكان، توسط لإطلاق مطلوب أمني في تلك الناحية.  
 

من المؤسف أن تجد مسؤول طيب ومسكين على المستوى الشخصي، ومتواضع، ويلعب ضومنة؛ لكن صغائر ما يقوم به تنصدم مع صيت منصبه. 
 

دعونا من التلميح الذي لم يأت إلا من أجل تنبيه المسؤولين التعزيين الذين يتبوؤن مناصب رفيعة أن يكونوا على قدر المسؤولية واللحظة التي تتطلب منهم شد المآزر لأجل تحرير اليمن الكبير، لنفتخر بعدها بحنكة المسؤولين من أبناء الحالمة. 
 

بالعودة إلى موضوع اعتقال برهان، سأسرد هنا بعض التفاصيل التي اطلعت عليها، لأن طبيعة الاعتقال تحمل طابعاً عدائياً تجاه حرية التعبير، التي لا يجوز لأي شخص في العالم أن يتعرض بسبب ممارستها لأي أذى حسب المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. 
 

إليكم تفاصيل الاعتقال: 

- جاء ضابط أمن، يدعى مختار السامعي، ليقبض على برهان من مجلس مقيل في النشمة، سأله برهان عن المشتكي، فأبلغه السامعي أنه مطلوب للقوات المشتركة. 

- تم نقل الصهيبي، إلى إدارة الأمن، ومنع عنه الزيارة أو مقابلة المحامي على مدى 16 يوماً. 

- محاولات حثيثة من مقربين للرجل، حاولوا معرفة التهمة، في البداية قالوا سلطان البركاني رئيس مجلس النواب، ثم مكتب الأوقاف، ثم الإساءة لمدير الأمن، وهكذا. 

- بتاريخ.... جرى نقل برهان إلى السجن المركزي، بتهمة الإساءة لرموز الدولة، ولم يقدم للمحاكمة حتى الآن. 
 

ولكي تكتمل الصورة، فهنا بعض التفاصيل، قبل الاعتقال: 

- كان برهان قد دخل بخلاف مع أناس على أرضية تابعة للأوقاف، ودخل شخص البركاني بخط مباشر على الأرضية. 

- أرسل الفريق الثاني، أفراداً لإزالة الاستحداثات التي قام بها الصهيبي، وهدمها.. 

- قدم الصهيبي شكوى لأمن المعافر ولم يحرك ساكناً، فانتقل لإدارة الأمن، ولم تنصفه، فتوجه للنيابة التي وجهت الأمن بالقبض على المعتدين. هذا حسب المستندات التي اطلعت عليها. 

- لم يجد من ينصفه، فاتجه، على ما يبدو للكتابة بصفحته على فيسبوك، منتقداً بشكل غير مباشر سلطان البركاني، ومنصور الاكحلي، ورشاد العليمي بدرجة أقل. 

- معلومة مؤكدة من مصدر موثوق، اتصل البركاني شخصياً بضابط أمن يطلب منه ضبط برهان، استغرب الضابط، لأن القضية عكسية.. 

- وجد الصهيبي نفسه في السجن المركزي، بتهمة الإساءة لرموز الدولة، ويعتقد أن البركاني هو وراء اعتقاله. 

- الآن يريدون إرساله لنيابة على رأسها قاض مقرب من البركاني للحكم في قضيته. 

نأمل من الجهات المخولة تقديمه للمحاكمة أو إطلاق سراحه. 


*خاص بموقع "يمن شباب نت"

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر