على هامش كورونا!


سلمان الحميدي

 
  يخنقك من يؤمن أن كورونا "مؤامرة على الإسلام" ويستدل على ذلك بإغلاق الكعبة والمساجد أمام المصلين، تغيظك غيرته ويحاصرك صوته المرتفع: "كورونا مؤامرة.. المساجد بلا مصلين"، وحين يؤذن العصر، تكتشف أنه لا يصلي لا جماعة ولا إفراداً، لا في المسجد ولا في البيت، لا يصلي غير الجمعة إن عاد من مشاغله والخطيب على المنبر.
*
لا تذكر على لسانك أحدا بسوء، ولا تؤذي أحدا ممن حولك، لو خدمت نفسك بالتزامك هاتين الخصلتين لتخلصت من مرض خبيث يُظهِرك بصورة سيئة، وأزحت عن الدين الذي حفظه الله من فوق سابع سماء ثقل المؤامرات التي صنعتها نفسك، وستجد أن "كورونا" لا قيمة له أمام حصائد اللسان وظلمك للآخرين بفمك أو يدك.
*
هوى النفس أخطر من الفيروسات، هوى النفس إله يستعبدك، تقدم له طقوس الرق دون أن تدري، هوى النفس هو المؤامرة التي نسجت خيوطها أنت، ثم استهويت لفها حول أزلام مصلحتك، ثم جثوت تقدم لها القرابين بأذية نفسك والآخرين، الهوى إله: "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه"، تخلص من هذا الإله، واترك للآخرين مشقة البحث عن علاج لكورونا، حين تحطم هذه الآلهة ربما يساعدك الله ويجعلك ترى الحقائق كما هي، أو يهدي الذين تظن أنهم يتآمرون عليك، أو يأخذ من نغصوا حياتك..
*
قال أجدادنا: "المشية الرخوة تورث عرق النسا"، وعرق النسا يمتد من المؤخرة إلى الركبة، مالم يقله الأجداد: "السلطة الرخوة تورث عرق النسا"، وإذا استمرت الشرعية بهذا الأداء، سيضرب عرق النسا مؤخرات الكثيرين، وإنه لمشروع مثمر وفعال لو عمل الأطباء على أبحاث ضخمة لاكتشاف علاج ناجع لعرق النسا وتسويقه في اليمن بالتوازي مع اهتمام العالم بالبحث عن علاج لكوفيد19، الأسباب بينة:
ـ أغلب مسؤولي الشرعية لديهم استثمارات ومنشغلين بأقاربهم، سيحتاجون علاج العرق وسيدفعون مبالغ كبيرة.

ـ قيادات جماعة الحوثي الانقلابية في صنعاء امتصت وتمتص اليمنيين منذ خمس سنوات، سيحتاجون العلاج ويدفعون قيمته من عرق الآخرين ودمهم.

ـ جماعة الانتقالي الانقلابية في عدن، لديهم ممول خارجي سخي سيحتاجون لعلاج عرق النسا ويدفعون قيمته أضعافا "حرارية".

 قيادات الشرعية، قيادات انقلاب صنعاء وعدن سيحتاجون ويدفعون، لأنهم مرفهون، والمرفه يمشي ويرخرخ جسمه على أبسطة الأروقة الطويلة.. أما الأتباع فيُدفَعون إلى الأرض بخطوات مضبوطة وعزائم مخبوطة وكدم مشحوطة! فأنى لعرق النسا أن يضرب مؤخراتهم الضامرة؟ وأما الشعب فيموت بالرصاص والقذائف والحميات والأوبئة، فكيف ينشغل شعب منهوك يأمل أن ينجو من الفناء ويرى العلل التي يراها المسؤولون كبيرة، تافهة لا تستحق العلاج!.
*
كوفيد19، هذا الفايروس الذي لا يرُى، يعتبر أعظم الديكتاتورين في العالم، لم يكتف بتكميم أفواه الناس بل وشدد على أنوفهم، يأتي هذا بعد قرون من النضال في سبيل حرية التعبير ورفع شعار "لا لتكميم الأفواه"، من يصدق أن هذا الفايروس جعل من المناضلين في ميدان حرية التعبير والصحفيين الذين كانوا يقولون "لا لتكميم الأفواه"، يتقدمون الصفوف ويصرخون: "كمموا أفواهكم وأنوفكم".
سبحان مغير الميادين المتناقضة، من ميدان حرية التعبير إلى ميدان الوعي.. تختلف الأسلحة باختلاف الميادين، قد تصرخ ضد الديكتاتور الفيروسي بنقيض ما تصرخ به ضد الديكتاتور الآدمي.
 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر