فساد الريح وانتشار الأوبئة!


سلمان الحميدي

  في البداية والنهاية، لابن كثير، ذكر أنه عندما دخل التتار بغداد وقتلوا أكثر أهلها، حتى بلغ القتلى ثمان مئة ألف وقيل ألف ألف وثمان مائة ألف، أي مليون وثمان مائة ألف ــ وهذا الرقم مبالغ فيه كما يبدوــ ليس هذا ما يثير التساؤل في طريقة تقدير العدد، ما يثير التساؤل حقًا، هو ربط بن كثير لانتشار الموت بسبب تغير الهواء، فلقد نجم عن كثرة القتلى: "انتنت البلد من جيفهم وتغير الهواء حتى تعدى وسرى إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون فإنا لله وإنا إليه راجعون".

هل يتغير الهواء حقاً ويفسد الريح من كثرة الجثث، وينتشر الموت بسبب ذلك.

ما نعرفه أن الهواء الملوث يؤثر على صحة الإنسان، وفي المدارس علمونا تأثير أدخنة المصانع وعوادم السيارات على طبقات الجو.

منطق بن كثير فيه نسبة من العلم كما يبدو، تغيير الجو وفساد الريح يجلب الأوبئة، مع أن المنطق يبدو ضائعا عند تفحص الأرقام.

العالم يثير الكثير من الأدخنة في سبيل تحقيق التقدم، دخان للسجائر، دخان السيارات، وأدخنة المصانع المزدحمة عند ثقب الأوزون، كل طرف يريد إثبات دهائه وقوته من خلال الدخان، لقد اختار كوفيد19 وقتا عصيبا ليثير اللبس في أفهامنا، فهم الدخان في العالم الأول، وفهم الدخان في العالم الثالث.
من السبب في انتشار كورونا..

العالم الأول ينفث الدخان لإثبات القوة، أما العالم الثالث فلم يتركوا له غير دخانين: الدخان الصاعد من عيدان الحطب الذي تشعله الأمهات لصناعة الأرغفة، أو دخان الأسلحة التي صنعها العالم الأول فاستولى على الرئات..
قتلى في سوريا، قتلى في اليمن، قتلى في العراق، قتلى في ليبيا، الرقم قد يتجاوز الرقم الذي بالغ به ابن كثير وكان سببا في تغير الجو وفساد الريح ليجلب الوباء والفناء والطعن والطاعون.
الحمى الاسبانية والتي أودت بالكثير كانت في زمن حرب.

هل تتوالد تلك الفيروسات القاتلة من الجثث؟ هل هي غضب على الأصحاء الذين لم يفعلوا شيئا لإيقاف القتلة؟ أم أن الرواية عن "الخفاش" صحيحة؟!.
لِمَ لا نجرب؟
أوقفوا القتل لأيام، ربما يتوقف الفيروس عن التوالد..

اعملوا مفاجأة لليمنيين، وإذا لم يكن لذلك سبب لكورونا، فلتكن راحة للناس لاستكمال إجراءات الوقاية.

من يقنع الحوثيين للعمل على تنقية الجو قليلا وإصلاح الريح الفاسدة ولو لشهر، أدخنة الأسلحة هي التي تقتل وتغير الأجواء والأمزجة، افعلوا ذلك، لأن آلاف الأسر بحاجة إلى تجميع الحطب بعد أن استحال الحصول على الغاز إلى أمنية.

"ثم دخلت سنة ثنتين وخمسين وستمائة، فيها ظهرت نار في أرض عدن في بعض جبالها بحيث أنه يطير شررها إلى البحر في الليل، فتاب الناس وأقلعوا عما كانوا عليه من المظالم والفساد وشرعوا في أفعال الخير والصدقات"، إن تكرر مثل هذا الحدث الغريب الذي ذكره ابن كثير، هل ستقلعون عن القتل والفساد؟ السؤول لعلية القوم طبعاً، ولا نحتاج إلى إجابات!.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر