الإصلاح.. بن زبيبة


سلمان الحميدي

تتكالب الضغوط على الإصلاح، تزيد الانتقادات يوميًا بعضها محقة بالطبع في بعض الجزئيات، تكثر التقولات والأباطيل في البعض الآخر، يختلط الحابل بالنابل، يبدو الإصلاح شاردًا وسط ضوضاء تحيط به وهو المخول بتفهم كل صوت.

ما هو المطلوب من الإصلاح؟

الواضح أن الأصوات المتحاملة على الحزب قد طغت على الأصوات الناقدة، والواضح أن الذين يرون في الإصلاح خصمًا خطرًا فكوا الرِّبَق لمخيلاتهم لنصب أفخاخ التصفية السياسية. الظريف في كل ذلك هو تصوير الإصلاح كعدو للتحالف العربي، والأظرف من ذلك أن من يقود هذا التصور محسوبون على المؤتمر الشعبي العام ممن كانوا مع الحوثي حتى بعد مقتل صالح، إلا أن تمكنوا من الرحيل من مناطق تواجد الانقلاب الحوثي الذين كانوا من دعائمه، إلى مناطق تواجد الشرعية والذي يعد الإصلاح من دعائمها.

الذكاء مهم، وفي لحظات فارقة يكون الغباء مهم أيضًا. من الذكاء، على سبيل المثال، استغلال مخاوف أطراف خليجية من الإصلاح والعمل على الوقيعة بينه وبين هذه الأطراف، لكن من الغباء أن تفعل ذلك إلى درجة إقناعهم بأن قيادات إصلاحية تلتقي بقيادات حوثية سرًا للتفاوض من أجل طعن التحالف العربي؛ هذا الخبر يتكرر حتى اليوم، مواقع خليجية تكرره أيضًا، الزمن كله حول وسائل الإعلام إلى ببغاوات، رغم أن خبرًا كهذا استغباءًا للمتلقي واستهبالًا بوعي الجماهير، إذ ليس من المعقول أن يكون القيادي الإصلاحي البارز، محمد قحطان يقود وفد المفاوضات السرية المزعومة منذ أكثر من ثلاث سنوات، قحطان الرجل الذي لا يعلم أحد عن حياته شيئًا وهو المختطف لدى المليشيا، ليس من المعقول أن أحدًا سيتغيب عن أهله مدة طويلة وتضيع أخباره بين أركمة الخراب بذريعة مفاوضة المليشيا.
كل سلوك سيء في مناطق الشرعية يلتصق بالإصلاح وإن بني السلوك على فرية.

لست متأكدًا إن كان اليدومي كتب استغفارًا في صفحته أم لا، هذا الأسبوع كان مزحومًا بالتعديلات على الإصلاح: سجون في مأرب، تسليم للحوثيين في البيضاء، أما في تعز فالأمور لا تنتهي ولن تنتهي: حقوق الجرحى، حماية المحافظ، اللجنة الرئاسية، وهيبة سالم.

وسط هذا الأحداث، يسارع بعض الشخصيات بصفاتهم الرسمية لتقديم الولاء للتحالف عبر تصريحات ناقدة تضع "الإخوان المسلمين" كوجه للفزاعة المليشاوية، لتكون العملة بوجه واحد: الإخوان الحوثيين.
كل اليمنيين يقاتلون المليشيا، جرحى، سجناء، تعذيب وضياع، ممارسات خاطئة وطيش، اعتساف للحقوق وتعالي في التعامل مع البسطاء، مقابل امتلاء جيب جديد تجوع عشرات الأسر، وفي كل مكان يظهر الإصلاح مسؤولًا عن كل شيء، وسيئًا في كل شيء..

نريده أن يواجه، أن يتقدم المعارك، أن يصمت عن نشطائه الذين يُغتالون هنا وهناك، أن يحظى بالشهادة، وأن ينأى بنفسه بعيدًا عن السياسة، أن يغادر جميع منتسبيه من الفيس بوك.
مرة شبه جمال أنعم تعامل البعض مع الإصلاح، كتعامل قبيلة عنس مع عنترة، يمنعونه من حب عبلة ويعيرونه بسواده، بأمه، يسبغون عليه الألقاب المادحة في مواضع أخرى وبأبيه، قال عنترة بن شداد:
ينادونني في السلم: يا بْنَ زبيبةِ
وعند صدام الخيل: يا ابن الأطايب.
ويبدو أن الإصلاح بن زبيبة في الحالتين.
يقتل الأفراد على الجبهات باعتبارهم يمنيين خالصين، القاتل لا ينظر إلى أي حزب تنتمي قبل أن يرديك قتيلًا. اليمنيون يقاتلون وليس الإصلاحيون وإن كان القدر قد وضعهم في الواجهة منذ الطلقة الأولى حين كانت الصحف "إياها" تقول أن المواجهات بين قبائل تتبع الإصلاح وجماعة الحوثي..
الإصلاح، ما له وما عليه؟
لا أعرف..
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر