دول خليجية تسعى إلى إبرام معاهدة أمنية مع واشنطن بعد هجمات الحوثيين الأخيرة

[ دخان يتصاعد من منشأة نفطية تابعة لشركة أرامكو السعودية في جدة 26 مارس 2022 (أ ف ب) ]

تسعى بعض دول الخليج العربية إلى إبرام اتفاق مكتوب مع واشنطن يمكن أن يوفر دعمًا دفاعيًا في المقام الأول، وذلك بعد تصعيد هجمات الحوثيين على الإمارات والمملكة العربية السعودية، وفق ما كشفته وكالة بلومبيرغ «Bloomberg».
 
وقالت الوكالة "أن دول الخليج تسعى إلى إبرام معاهدة رسمية مع الولايات المتحدة في الوقت الذي يحاولون فيه إعادة رسم علاقة استمرت عقودًا في وقت يشهد اضطرابات جيوسياسية واسعة، حسبما قال أشخاص مطلعون على المقترح.
 
وقال أحدهم "إن اتفاقيات الدفاع الثنائية التي يتم توسيعها وتنقيحها بمرور الوقت قد تكون خيارًا مطروحا".
 
وأشارت المصادر إلى "اتفاق بين الإمارات وفرنسا كنموذج محتمل، حيث تم إحياء المسألة بعد هجوم مميت على العاصمة الإماراتية أبو ظبي شنته جماعة الحوثي المدعومة من إيران في يناير، حيث نشرت باريس طائرات مقاتلة من طراز رافال لحماية المجال الجوي الإماراتي".
 
وقالت المصادر "إن الإمارات هي من بين الدول التي تسعى إلى الاتفاق، كما تسعى المملكة العربية السعودية أيضًا إلى تحقيق الضمانات، وتطلب الإمارات من إسرائيل المساعدة في المضي قدما بالقضية"، وفقًا لأشخاص مطلعين على المناقشات على الجانبين
 
سيتطلب إنشاء معاهدة جديدة مع الولايات المتحدة دعمًا من ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، وهو ما يشكل تحدٍيا في البيئة السياسية المشحونة للغاية في واشنطن، وفق الوكالة الامريكية.
 


وبالإضافة إلى ضرب الإمارات بهجوم عنيف لأول مرة خلال الصراع، صعدت جماعة الحوثي ضرباتها على منشآت الطاقة والمنشآت العسكرية السعودية في الآونة الأخيرة، وأصدرت الرياض تحذيرا شديد اللهجة في وقت سابق هذا الشهر من أن صادرات النفط قد تتعطل ما لم يبذل حلفاؤها الغربيون المزيد للمساعدة.

وقالت الولايات المتحدة في بيان إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين التقى مع الحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة يوم الثلاثاء و "استعرض سبل توسيع وتعميق التعاون الواسع النطاق".

وأكد الوزير أننا لا نزال ملتزمين بمساعدة الإمارات في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات القادمة من اليمن وأماكن أخرى في المنطقة، ولم تذكر تفاصيل أخرى.
 
وقال مصدر مطلع من الجانب الأمريكي "إن هذه المساعي تعتمد على طلبات سابقة على مر السنين، مما يثير الشكوك حول ما إذا كانت ستكون مثمرة".

تتزامن الخطوة الخليجية مع جهود لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية، وهو ما عارضه أعداء طهران الإقليميون بمن فيهم إسرائيل والعديد من المشرعين الأمريكيين منذ فترة طويلة.
 
ذكرت بلومبيرغ في وقت سابق من هذا الشهر أن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل تضغطان على الولايات المتحدة لصياغة استراتيجية أمنية للشرق الأوسط في حالة إحياء الاتفاق النووي، ويجادلون بأنها فشلت في معالجة المخاوف بشأن قدرات إيران الصاروخية الباليستية أو دعمها للميليشيات، بما في ذلك الحوثيين.
 
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي المؤلف من ست دول في منتدى في دبي يوم الثلاثاء إن الاتفاق النووي يجب ألا يأتي على حساب أمن الخليج.
 
وقال نايف الحجرف: "يجب ألا يتجاهل الاتفاق النووي الإيراني الإجراءات الإيرانية المزعجة في المنطقة".
 
وقال اثنان من الأشخاص المطلعين على اقتراح الخليج "إن محاولات إحياء الاتفاق النووي والغزو الروسي لأوكرانيا تخلق ما تراه دول المنطقة على أنه نظام عالمي جديد يتطلب تحديد الالتزامات والمسؤوليات في العلاقة مع الولايات المتحدة".
 
لكن بعد أن حضر بلينكين منتدى للشرق الأوسط في إسرائيل يوم الاثنين، قال مسؤول أمريكي إنه لم تكن هناك مناقشة محددة لآليات الأمن المؤسسي للرد على إيران.
 
وأمس الثلاثاء أعلن التحالف بقيادة السعودية، أنّه سيوقف عملياته العسكرية في اليمن، اعتباراً من الأربعاء، وكان المتمردون أعلنوا السبت هدنة لمدة ثلاثة أيام وعرضوا محادثات سلام شرط أن توقف الرياض غاراتها الجوية والحصار المفروض على اليمن وتسحب "القوات الأجنبية"، ذلك بعد أنّ شنوا سلسلة هجمات على السعودية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر