السفير بادي: مقبلون على مجاعة ونتطلع لدعم خليجي لإنقاذ الاقتصاد اليمني

[ السفير اليمني لدى دولة قطر راجح بادي - الشرق القطرية ]

حذّر السفير اليمني لدى دولة قطر، راجح بادي، من الوضع الكارثي والإنساني والاقتصادي الذي يعاني منه اليمن، نتيجة استمرار الحرب مؤكدًا أن "اليمن مقبل على مجاعة كبيرة إذا لم يتحرك المجتمع الدولي".

وعبّر السفير بادي، في حوار مع "الشرق" القطرية، اليوم الأربعاء، عن تطلع الحكومة اليمنية "لدعم دول مجلس التعاون الخليجي، لانقاذ الاقتصاد اليمني، وتقديم المساعدات التنموية للبلاد".

وقال بادي: "نحن نعول على المساعدة الخليجية، خاصة في إعادة إعمار المناطق المحررة التي فقدت كل مقومات العيش، وإذا انتظرنا كثيرًا حتى نهاية الحرب؛ فستكون هناك كارثة كبرى ومأساة إنسانية خطيرة في اليمن والمنطقة".

وأشار بادي، إلى "اتساع رقعة الفقر في اليمن، وتدمير للبنية التحتية، وتدهور لسعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، مما فاقم من معاناة الناس وارتفاع الأسعار بشكل كبير خاصة مع ارتفاع أسعار النفط والتأثر من الحروب القائمة". 

مشاورات الرياض

وحول مشاورات الرياض التي دعت له دول الخليج، قال السفير بادي، إن "الرئيس هادي والحكومة رحبوا بالدعوة التي أطلقتها دول الخليج، للمشاركة في حوار يمني- يمني يشمل كافة الأطراف بمن فيهم الحوثيون".

وأكد راجح بادي، أن "الحكومة اليمنية منذ 2011، نعتبر المبادرة الخليجية، وآليات الاتفاق المنبثق عنها، إحدى المرجعيات الثلاث التي نؤكد أنه لا يمكن المساس بها". 

وأضاف: "لقد صدر بيان رسمي من رئاسة الجمهورية، وجه إلى جميع الأحزاب والشخصيات والأطراف الفاعلة يدعوهم إلى المشاركة الفعلية في الحوار اليمني في الرياض". 

واستدرك السفير بادي، "رفض الحوثيون المشاركة في مؤتمر الرياض، وخيبوا بذلك ظن اليمنيين، والإخوة في مجلس التعاون الخليجي". 

وعبّر عن أسفه لرفض مليشيا الحوثي المشاركة في مشاورات الرياض المزمع إقامتها نهاية الشهر الجاري، مؤكدا أن هذا الرفض "يعبر عن عدم استعدادهم للركون للسلام، وإسكات أصوات المدافع، والجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وأكد أنه "حتى هذه اللحظة ما زال الرفض الحوثي سيد الموقف، نسمع عن تدخلات وضغوط إقليمية لحثهم على المشاركة في قمة الرياض لكن نجاح هذه المحاولات غير مؤكد".

طاولة حوار يمنية 

وحول سؤال مدى جدوى مشاورات الرياض في حال غياب الحوثيين، قال السفير راجح بادي، إن "اليمنيين بحاجة إلى الجلوس حول طاولة الحوار من أجل التفاوض والنقاش سواء حول الحرب أو السلم حتى وإن لم يحضر الحوثي". 

وأضاف: "منذ سبع سنوات والجميع منخرط في الحرب ولم نجد الوقت والفرصة كيمنيين للجلوس والحديث عن مشاكلنا الداخلية وإمكانية الإصلاح والبناء بعد سنوات من الدمار". 

وأعرب عن أمله أن يشارك الحوثي "في هذه المشاورات، وأن يراجع حساباته، ويجنح لصوت العقل؛ لعلنا نجد حلا شاملا للبلاد التي دمرتها نهائيا الحرب، خاصة وأن هذه الدعوة جاءت من أشقائنا في مجلس التعاون الخليجي وهو العمق الإستراتيجي لليمن ونحن كذلك".

وعن المشاركين في هذه المشاورات، أوضح بادي، أنه "تم إرسال الدعوة إلى جميع الأحزاب والمكونات السياسية الرئيسية في اليمن. كما تم دعوة مشايخ قبائل وإعلاميين ومفكرين وباحثين. كما تم دعوة يمنيين من كافة المناطق والمحافظات المختلفة. إلى جانب دعوة مجموعة من الناشطات اليمنيات في مجال حقوق الإنسان". 

وأشار راجح بادي إلى "أن الأمانة العامة لمجلس التعاون تريد أن تكون هناك مشاركة متنوعة وممثلة لكافة الفئات والعناصر من المجتمع اليمني".

الدور القطري في اليمن

وعن الدور المؤمّل من قطر لحل الأزمة اليمنية، قال السفير راجح بادي، أن اليمن "تربطها علاقات تاريخية ومتميزة مع الإخوة في قطر"، مؤكدا أن "الدور القطري في اليمن كان دائما أخويًا وإيجابيًا". 

وأشار إلى أنه "حتى في سنوات الأزمة - الخليجية - لم يتوقف القطريون عن مد يد العون لأبناء الشعب اليمني"، مرحبًا "بأي دور تلعبه قطر في اليمن اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، خاصة وأن الدوحة في الفترة الأخيرة برزت على الساحة الدولية ونجحت في عدد من الملفات الأكثر تعقيدا من الملف اليمني". 

ونوه إلى أن الدوحة "برزت كدولة إستراتيجيات وتحالفات كبيرة سواء إقليميًا أو عالميًا"، مجددا ترحيب الحكومة "بالدور القطري بشكل فردي أو في إطار الجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي". 

وأكد بادي "أن سياسة قطر الخارجية ذكية وبارعة وناجحة ولاحظنا أن دولة قطر تعتبر اليمن عمقًا إستراتيجيًا بالنسبة لقطر والخليج واستقرارها أولوية"، مثمنُا "مواقف قطر الواضحة في كل المنعطفات التاريخية التي أكدت عمليا ونظريا وقوفها إلى جانب اليمن".

وعن برنامج الحكومة لتعزيز علاقتها مع قطر، قال السفير راجح بادي، "حقيقة منذ وصولي للدوحة وجدت ترحيبا وأياد مفتوحة لمساعدتنا على جميع المستويات ومدّ يد العون بالأعمال التنموية والإغاثية لإخوانهم من أبناء الشعب اليمني". 

ولفت إلى لقاءه بـ"خليفة بن جاسم الكواري، مدير عام صندوق قطر للتنمية لدراسة حيثيات مشروع صيانة المحطة القطرية للكهرباء في عدن، وإعادتها إلى الخدمة".
 
وأشار إلى أن "الهلال الأحمر القطري لديه مجموعة من المشاريع التنموية، وقد فتح مكتب جديد في اليمن، كذلك الإخوة في قطر الخيرية يعملون على فتح مكتب لتنفيذ عدد من المشاريع".

وتابع: "وجدنا أيادي القطريين ممدودة لنا، وهذا معروف إنساني سيكتب في تاريخ قطر الناصع"، وعن الجانب السياسي قال بادي: "نسعى إلى ترتيب مجموعة من الزيارات رفيعة المستوى لتعزيز العلاقات وفتح آفاق أرحب للتعاون".

فاتورة الحرب باهضة

وعن كارثة الحرب في اليمن، أكد السفير بادي، أن "فاتورة الحرب باهظة على الشعوب، خاصة حين استمرارها لسبع سنوات في بلد لديه مشاكل اقتصادية، ويملك بنية تحتية متواضعة تم الآن تدميرها نهائيا".

وقال بادي: "نحن كحكومة يمنية لم نختَر الحرب والدخول في الصراع، نحن ننادي بالسلام وندعو له، دفعنا لهذه الحرب التي اندلعت بسبب انقلاب الحوثيين على سلطة منتخبة وحكومة شرعية كانت تستعد بعد حوار مطول تحت رعاية أممية لنقل السلطة بصفة سلمية". 

وأكد أن "الحرب يجب أن تنتهي بالسلم"، مشيرا إلى أن الشرعية شاركت "في مشاورات الكويت التي تواصلت لـ 90 يوما، ووقعنا على الاتفاق، ورفض الحوثيون التوقيع، كما شاركنا في ستوكهولم وجنيف". 

وأضاف: "نحن لن نرفض أي مقترح للسلام، ولا نتغيب عنه. لمّا طرح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي على الرئيس مقترح المشاورات، كانت الموافقة سريعة لأننا لا نريد أن تصبح القضية اليمنية طي النسيان".

المشكلة الحوثية 

واعتبر السفير راجح بادي، جماعة الحوثي، المشكلة الحقيقية في اليمن، والتي تعيق المصالحة الشاملة، مؤكدا أن "المشكلة تتمثل في أن الحوثيين أصبحوا أداة مرتبطة بقوى أخرى إقليمية، ولم يعودوا أصحاب القرار، لذلك أصبحت اليمن في مفترق الحسابات الإقليمية، ولم تعُد مسألة داخلية". 

وعبّر عن أسفه "أن اليمنيين هم من يدفعون الفاتورة، نحن اليوم نحتاج إلى عشرات السنوات لنعود إلى ما كنا عليه قبل الحرب، واليمن من البلدان الأقل نموًا والحرب زادت الأزمة تعقيدًا".

وعن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابيين، أوضح بادي، أن "الرئيس ترامب في آخر أيامه في البيت الأبيض صنف جماعة الحوثيين بالإرهابية. ولما صعد الرئيس بايدن للحكم أراد أن يظهر حسن النوايا فشطبهم من القائمة الإرهابية لتشجيعهم على الحوار". 

وأضاف: كما كلّف بايدن "أول مبعوث أمريكي خاص لليمن وهو السيد تيم ليندركينغ"، مرجعا السبب إلى أن بايدن "كان يعتقد أنه بهذه الخطوة سوف يكسب ودهم، وأنهم سوف يتعاطون إيجايبا مع مبعوث الإدارة الأمريكية". 

واستدرك راجح بادي: "لكن مضت سنة ونصف والحوثيون يرفضون التعاطي الإيجابي مع الجانب الأمريكي"، مشيرا إلى أنه "كان هناك بعض الاجتماعات في مسقط، ولكن للأسف لا تقدم يذكر". 

واستطرد: "يفهم الحوثيون هذه الخطوات الدولية أنها موقف ضعف، ولا يتعاطون معها بإيجابية، وهذا ما جعل الإدارة الأمريكية تبدأ في مراجعة هذا التوجه".

وأشار السفير راجح بادي إلى أن "هناك تصريحات أخيرة تفيد بأن الإدراة الأمريكية يمكن أن تعيد تصنيف جماعة الحوثي كحركة إرهابية".

ونهاية نوفمبر 2021، أصدر الرئيس هادي قرارًا جمهوريًا بتعيين راجح بادي سفيرًا ومفوضًا فوق العادة للجمهورية اليمنية  لدى قطر، وهو أول سفير يمني لدى الدوحة منذ اندلاع الأزمة الخليجية منتصف 2017، وعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مطلع 2021م.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر