اليمنيون ينعون الفنان "عبد الكريم مهدي" ويصفون رحيله بـ"الفاجعة" (رصد)

[ الفنان الراحل عبد الكريم مهدي ]

بين شخصية "ناجي" في مسلسل دحباش مطلع تسعينيات القرن الماضي، وانتهاءً بشخصية "الحنش" في مسلسل ليالي الجحملية، والذي بثّ الجزء الأول منه خلال شهر رمضان الماضي، على قناة يمن شباب، أفنى الفنان اليمني الكبير الراحل عبد الكريم مهدي، مسيرة أربعة عقود من العمل المسرحي والدرامي، ليرحل بعد أن زرع البسمة في قلوب اليمنيين، والتي توحدت جميعها باكية على رحيله.

حيث فجع الوسط الفني والثقافي في اليمن، برحيل الشخصية الدرامية والثقافية عبد الكريم مهدي، في مدينة تعز، يوم الأحد 16 مايو 2021، عقب جلطة دماغية تعرض لها، بعد مسيرة خالدة من العمل الفني والثقافي والمسرحي، ومشوار طويل في الدراما اليمنية.

ونعى فنانون وناشطون يمنيون الفنان الراحل عبدالكريم مهدي، مشيدين بأدواره الفنية الدرامية المتميزة، حيث كان واحد من أبرز الذين قدّموا أعمالا فنية هادفة خلال السنوات الماضية، وهو إلى جانب عمله في مجال الدراما، كاتب مسرحي،  وشاعر غنائي، آمين عام نقابة الفنانيين اليمنيين بمحافظة تعز، وعضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.

ووصفه رئيس مجلس إدارة مؤسسة يمن شباب الإعلامية الدكتور وسيم القرشي معزيًا في رحيله، بأنه كان من أوائل الفنانين اليمنيين الذين صنعوا الدراما، وساهموا بشكل كبير ومشهود في تطويرها على مدى عقود، خلال مشاركته في العديد من الأعمال الدرامية الناجحة والهادفة، والتي كان أخرها مسلسل ليالي الجحملية، على قناة يمن شباب، والذي كان له دور بارز في انجاحه.

وعبّر الدكتور القرشي عن بالغ الأسى والحزن لرحيله، مشيدًا بمسيرته الفنية والمهنية، وأخلاقه الحميدة وبساطته وتواضعه، فضلا عن كونه اظهر التزاما مهنيا كبيرا في اعماله وسلوكه. مؤكدًا أن "الوطن خسر برحيل الفنان القدير عبدالكريم مهدي أحد أبرز نجومه الكبار الذين وضعوا بصمات خالدة في تاريخ الدراما اليمنية".

وحّد القلوب حيَّاً وميتًا

وفي هذا الصدد، أكد الدبلوماسي اليمني، وسفير بلادنا في المغرب الدكتور عز الدين الأصبحي، أن الفنان عبد الكريم مهدي، "كما وحّد الناس حوله وهو حي يصنع البهجة، ويرسم الفرح، توحد صوت الحزن على رحيله المفاحيء والصاعق".

وقال الأصبحي، في منشور له على صفحته في "الفيس بوك"، إن "الفنان عبد الكريم مهدي كان فنان صادق، وإنسان جميل مثابر، مرّ في حياتنا طيفًا يصنع البهجة بهدؤ وجمال".

وأضاف: "منذ دوره البارز بشخصية (ناجي) في مسلسل دحباش أول التسعينات، مع رفيقه أدم سيف، وحتى الأسبوع الماضي من رمضان حيث بقي عبدالكريم مخلصًا لفنّه، وخط نهجه الجامع لكل اليمن، مؤمنًا بالحلم الذي بدأ معنا ولا يزال في أرصفة مدينة تعز الحالمة أن الإبداع وحده من يصنع آفاق الحل والمستقبل لهذا الوطن الممتد من شاطيء الحزن، إلى جبال القهر، ليرحل فجأة، ويشعرنا بحجم الفقدان المهول".

 خسارة الدراما اليمنية

واعتبر الكاتب والباحث نبيل البكيري، رحيل الفنان عبد الكريم مهدي، بأنه "خسارة كبيرة للدراما اليمنية، التي تعاني شحة كبيرة في هذا المستوى من الممثلين الكبار والبارزين".

وبيّن البكيري في منشور له على صفحته في "الفيس بوك"، أن الفنان عبد الكريم، كان يشعر المشاهد كأنه أمام واقع وقصة حقيقية، وليس مجرد دراما تمثيلية، يمثّل من أعماق وجدانه في تقمصه للدور الذي يؤديه بكل انسجام".

من جهته، قال الكاتب والصحفي أحمد عثمان رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح بتعز، إن "الفنان عبد الكريم مهدي دخل كل بيت ليكون صديقًا معبرًا عن اليمني بعفويته وملامحه التعزية".

وأضاف عثمان في منشور له على صفحته في "الفيس بوك"، "عرفته من خلال مسلسل ليالي الجحملية، لكن يتهيأ لي أنني أعرفه من زمان، وأنني لعبت معه (سلبيت) في مدرسة ناصر ومن (كبته طيار) في حارة وادي المدام، وكنا نلعب كرة في ملاعب الجحملية".

وتابع: "هكذا هو الفن والفنان، يكسر كثير من الحواجز المكانية والأزمنة ليصبح معبرًا عن الناس؛ لما يملك من عفوية وبُعد عن التكلف، ولا شك يكون يملك مخزونًا من الطيبة والحب للناس والتربة، ويعشق الانغماس في يومياتهم البسيطة،   وذكرياتهم؛ ليكون جزء من حياة الناس".
 
حضور أليف

ووصف الكاتب والصحفي، مصطفى راجح، الفنان الراحل عبد الكريم مهدي بـ"الجميل والمتواضع"، والذي ارتبط حضوره الأليف بذكريات عشناها، وبسنوات هي من عمرنا، منذ أول حضور له في مسلسل "دحباش"، إلى آخر دور له في دور حنش في مسلسل "ليالي الجحملية".

وأضاف راجح: "في حارتنا سواق تاكس، يمتلك عمارة، ويشتغل بتاكسي يملكه، يسميه أبنائي زياد وغمدان وحنان "عبود" نسبة إلى دوره في مسلسل "حاوي لاوي" في قناة السعيدة". واصفًا رحيله بـ"الصادم والموجع".

الصحفي عامر الدميني، كتب عن رحيل الفنان عبد الكريم مهدي، موضحًا أنه "ظهر لأول مرة في مسلسل دحباش مطلع التسعينات، مجسدًا شخصية اسمها ناجي، ثم ظهر لاحقا في عدة مسلسلات".

وقال الدميني، "ينتمي عبد الكريم مهدي لذات المدرسة الكلاسيكية الأولى في التمثيل". مؤكدا أنه "التقاه لأول مرة في العام 2003 عندما كان الفنان آدم سيف ينتج مسلسل طاهش وناهش، والذي توقف لاحقا عن البث".

وأضاف: "كان اللقاء في شقة متواضعة بالسنينة، بحضور الفنان آدم سيف، وفنان آخر، لا أذكر اسمه، وكانوا يعانون من تعامل الجهات الرسمية وتعنتها، وغطيت لهم عدة أخبار، وهم يناشدون الجهات المختصة تمكينهم من إنجاز المسلسل".


 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر