بعد تقليص المساعدات الحكومية.. المؤسسات الخيرية البريطانية تركز في حملاتها الرمضانية على اليمن

تركز بعض المؤسسات الخيرية الإسلامية الرائدة في المملكة المتحدة هذا العام على اليمن في حملاتها الرمضانية، خصوصا بعد قرار حكومة المملكة المتحدة بقطع المساعدات لليمن بشكل كبير، حيث تمت إدانة التخفيضات على نطاق واسع.
 
ووفقًا لبحث أجراه منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية في عام 2018، تبرع المسلمون في المملكة المتحدة البالغ عددهم 3.5 مليون مسلم بأكثر من 120 مليون جنيه إسترليني للأعمال الخيرية العالمية خلال شهر رمضان، بمعدل 46 جنيهًا إسترلينيًا كل ثانية.
 
وذكرت صحيفة «The Guardian» البريطانية في تقرير لها - ترجمة "يمن شباب نت"- يعاني اليمن من أكبر أزمة إنسانية في العالم، وهو على شفا المجاعة، حيث يوجد حوالي 80٪ من سكان اليمن (أكثر من 24 مليون شخص) بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك أكثر من 12 مليون طفل، وفقًا لليونيسف، سيعاني ما يقرب من 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد في عام 2021.
 
وبحسب الصحيفة، تأمل منظمة "أيدي المسلمين"Muslims  hands  أن تساعدها فترة رمضان في جمع مبلغ 6 ملايين جنيه إسترليني الذي تريد إنفاقه في البلاد هذا العام (ما يعادل 8.27 مليون دولار أمريكي)، حيث في عام 2020، جمعت المؤسسة الخيرية 32 مليون جنيه إسترليني - 10.6 مليون جنيه إسترليني منها خلال شهر رمضان، إذ تم تخصيص حوالي 1.1 مليون جنيه إسترليني لعملها في اليمن.
 
 
وقال عبد الرحمن حسين، المدير القطري لليمن، إن التخفيضات التي أجرتها الحكومة البريطانية كانت "مروعة" وسيكون لها تأثير كبير.  حيث قال: "تخيلوا، أن في كل 10 دقائق يموت طفل دون سن الخامسة في اليمن".
 
وأضاف: "إنهم بحاجة إلى زيادة الأموال وليس تقليلها، بعد ست سنوات من الحرب، سارت الأمور من سيء إلى أسوأ".
 
في رحلة قام بها مؤخراً إلى البلاد، قال حسين إنه رأى أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات يفقدون الوعي من جراء الجوع في المدرسة.
 
وفي أحد مراكز الإغاثة، طلبت منه إحدى العائلات أن يأخذ أطفالها لأنهم لم يعودوا قادرين على إعالتهم. يتذكر حسين: "قالوا" لا يمكننا إطعامهم، هل يمكنك أن تأخذهم فقط؟".
 
 
وذكر التقرير بأن مؤسسة "أيدي المسلمين" توفر سلالا من المواد الغذائية الأساسية - بما في ذلك الدقيق والأرز والزيت والفاصوليا - بما يكفي لإطعام عائلة مكونة من سبعة أفراد لمدة شهر.
 
وقال حسين "سلة بسيطة من الطعام هي الفرق بين الحياة والموت"، مضيفا بالقول "[ملايين اليمنيين] لا يعرفون متى سيتناولون وجبتهم التالية".
 
وأقامت الجمعية الخيرية ثلاثة مخابز في مدينتين.  تكلف حوالي 360 جنيهاً إسترلينياً في اليوم لإطعام 5000 شخص برغيفين من الخبز في كل من هذه المرافق.  وتأمل في زيادة عدد المخابز إلى خمسة.
 
كما تدير الجمعية الخيرية برامج التغذية المدرسية ومركزًا طبيًا في منطقة أبين، يعالج المركز ما يصل إلى 90 شخصًا يوميًا، معظمهم من الأطفال، يقدم خدمات الرعاية الطارئة والتغذية والتحصين، فضلاً عن الرعاية الإنجابية ورعاية الأم.  يتكلف تشغيل المركز 350 جنيهًا إسترلينيًا في اليوم.
 
ولفت تقرير الغارديان، الى أن رمضان يعد أكبر موسم لحملة جمع التبرعات للإغاثة الإسلامية، وهي أكبر جمعية خيرية إسلامية في المملكة المتحدة.  في العام الماضي، جلب الشهر الكريم أكثر من 40٪ من دخلها السنوي، وقالت المنظمة إن عددا كبيرا من المسلمين يفضلون فترة رمضان لدفع صدقاتهم الخيرية الإجبارية المعروفة باسم الزكاة.
 
كما قالت الإغاثة الإسلامية إنها جمعت أكثر من 3.5 مليون جنيه إسترليني لليمن العام الماضي، بزيادة 80٪ عن عام 2019، واستمر نداءها لليمن في النمو على مدى الأشهر الـ 12 الماضية.
 
وللمؤسسة الخيرية مشاريع في 17 محافظة من محافظات البلاد البالغ عددها 22 محافظة، وهي تدعم برامج التغذية في 155 مركزًا صحيًا وتقوم ببناء وإصلاح مرافق المياه والصرف الصحي.
 
وقال محمد ذوالقرنين عباس، المدير القطري لمنظمة الإغاثة الإسلامية في اليمن: "ندعم حصول 2.3 مليون شخص على الغذاء شهريا".
 
وقال عباس إن العديد من العائلات اليمنية الصائمة لا تستطيع الحصول على الطعام المناسب وقت السحور ووجبة الإفطار، العشاء الذي يصادف نهاية صيام اليوم.
 
ووصف فادي ايتاني، من ملتقى الجمعيات الخيرية الإسلامية، الأزمة في اليمن بأنها "مشكلة سياسية نتيجة فشل المجتمع الدولي".
 
 وقال: "على الرغم من أن الجمعيات الخيرية تقوم بعمل مذهل، فإن تدخلها بمثابة وضع القليل من الجص على جرح عميق للغاية".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر