فرانس برس: المتمردون الحوثيون يواجهون ضغوط قوية بعد ثلاث سنوات من الحرب

نقلت وكالة "فرانس برس" أن مقتل صالح الصماد رئيس "المجلس السياسي" السلطة العليا في التمرد الحوثي في اليمن يشكل ضربة قاسية للمتمردين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، ودليلا على ان التحالف بقيادة السعودية ما زال مصمما على حل الازمة عسكريا، بحسب محللين.
 
ونعت وكالة سبأ التي يسيطر عليها المتمردون مساء الاثنين في بيان "استشهاد" الصماد، مشيرة الى مقتله ظهر الخميس 19 نيسان/ابريل في غارة جوية للتحالف على محافظة الحديدة، في غرب اليمن.
 
وقتل الصماد مع ستة من مرافقيه، في حين توعد زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي بان مقتله لن "يمر دون محاسبة".
 
ويقول مصطفى علاني من مركز ابحاث الخليج انه بالنسبة للسعودية وحلفائها "لا يوجد اي خيار اخر (سوى الخيار العسكري) في هذه المرحلة. الحوثيون ليسوا مرنين للتوصل الى تسوية سياسية" مؤكدا ان "التحالف يحقق تقدما حقيقيا على الارض".
 
بينما أشار ادم بارون المحلل في معهد المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية ان مقتل الصماد يعد "بالتأكيد انتكاسة كبيرة" للحوثيين.
 
وقال بارون ان هذا "اكبر نجاح للتحالف حتى الآن، ودليل على ان قدراته الاستخباراتية تطورت".
 
لكنه حذر من انه ما زال من المبكر تحديد ما اذا كان مقتل الصماد سيغير شيئا، مضيفا ان الحوثيين في السابق "خسروا قادة رئيسيين ولكنهم تمكنوا من النهوض".
 
بينما أكد خبير غربي آخر اشترط عدم الكشف عن اسمه، ان الصماد كان شخصية "عقلانية" شاركت في السابق في المفاوضات. واوضح الخبير ان مقتل الصماد يبعد "احتمالات اجراء محادثات مثمرة".
 
ويشير علاني الى انه وبالاضافة الى الصماد، وهو اول قيادي سياسي حوثي يتعرض للقتل، هناك "25 قائدا عسكريا على الاقل" قتلوا مؤكدا "هذا امر هام. انها انتكاسة. لأن هؤلاء الاشخاص لديهم دائما طريقة لحماية انفسهم وتحركاتهم دوما سرية للغاية. ويعرفون أنهم مستهدفون".
 
ومنذ بدء عمليات التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن قبل ثلاث سنوات، تعرض التحالف لانتقادات بسبب الغارات الجوية التي استهدفت مدنيين. وكان آخرها هذه الغارات مساء الاحد على حفل زفاف في محافظة حجة (شمال غرب) ما ادى الى مقتل 20 شخصا على الاقل واصابة 65 شخصا.
 
ويحمل المتمردون الحوثيون التحالف العسكري بقيادة السعودية مسؤولية هذه الغارات. لكن علاني يرى ان التحالف حقق تقدما طفيفا على الصعيد الميداني.
 
واشار "ليست انتصارات كبيرة، لكنها تتقدم ببطء شديد" على اربع جبهات.
 
ويشرح علاني ان الاهداف حاليا هي "صعدة (شمال) : العاصمة الايديولوجية للحوثيين، وهم من الاقلية الزيدية وصنعاء، العاصمة السياسية، بالاضافة الى تعز (جنوب غرب)، العاصمة الاقتصادية. و الحديدة" وهو ميناء كبير على البحر الاحمر.
 
واضاف "من الهام للغاية ان هناك تقدم نحو هذه الاهداف الاربعة. ليس سريعا للغاية ولكنه تدريجي".
 
- الحوثيون تحت الضغط -
 
وفي الأشهر الماضية كثف الحوثيون هجماتهم الصاروخية على السعودية، بينها هجوم أطلقوا خلاله سبعة صواريخ على المملكة في 26 آذار/مارس في الذكرى الثالثة لبدء حملة التحالف.
 
وتتهم السعودية ايران بدعم المتمردين بالسلاح، الأمر الذي تنفيه طهران.
 
ويقول علاني ان الحوثيين حاليا كثفوا هجماتهم الصاروخية كونهم "في موقف دفاعي بحت على الارض. هم يحاولون فقط الحفاظ على سيطرتهم (على اراضيهم)، والطريقة الاسهل (للرد على الضغوط) هو اطلاق الصواريخ التي يقوم الايرانيون بتزويدهم بها باعداد ضخمة".
 
وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصل الى وقف لاطلاق النار في اليمن منذ سيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران على العاصمة صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014، وتدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في النزاع في اذار/مارس 2015 لدعم حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
 
وأدى النزاع في اليمن منذ التدخل السعودي على رأس التحالف العسكري الى مقتل نحو عشرة آلاف شخص في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة من بين الأسوأ في العالم حاليا.
 
واصبح النزاع اليمني يعتبر الآن حربا بالوكالة بين القوتين الاقليميتين السعودية وايران.
 
وفي 17 من نيسان/ابريل الماضي، تعهد المبعوث الاممي الجديد الى اليمن مارتن غريفيث امام مجلس الامن بتقديم "اطار للمفاوضات في غضون شهرين"، ولكن اسلافه فشلوا في التوصل الى حل للنزاع اليمني.
 
ويشير علاني الى ان غريفيث قد يكون لديه "فرصة اكبر" للنجاح "بسبب تزايد الضغوط العسكرية" على الحوثيين، مشيرا الى انهم قد يكونون مستعدين "للتنازل سياسيا" نتيجة ذلك.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر