السجن المركزي في إب.. مركز للتعذيب والتعبئة ومصدر دخل واستثمار للقيادات الحوثية (تقرير خاص)

أعادت حادثة وفاة السجين "فيصل الصبري"، في السجن المركزي الخاضع لمليشيا الحوثي في إب، السبت الفائت، التذكير بواقع سجون المليشيا الإرهابية في المحافظة، التي تم تحويلها إلى أماكن للقمع والتعذيب والاستقطاب للنزلاء، ومصادر دخل واستثمار وبيع للممنوعات لصالح قياداتها.
 
وكان النزيل في السجن المركزي بإب "فيصل الصبري"، قد توفي السبت الفائت، بعد أيام من إصابته بجلطة دماغيه وتعرضه للإهمال الطبي المتعمد من قبل المليشيا في السجن المركزي ومستشفى الثورة العام بالمحافظة.
 
ووفقا لمصادر مطلعة تحدثت لـ "يمن شباب نت" فإن "السجين كان مصاب بأمراض مزمنة وظل يعاني الإهمال الطبي في السجن الذي تفتقر عيادته الطبية لأبسط الخدمات الطبية حتى أصيب بجلطة دماغية".
 
وأضافت المصادر أن إدارة السجن التابعة للحوثيين أهملت السجين حتى تدهورت حالته الصحية لتنقله في وقت لاحق إلى هيئة مستشفى الثورة بالمحافظة، وترميه في أحد ممرات المستشفى لعدة ساعات دون خضوعه للعلاج، الأمر الذي فاقم من وضعه الصحي.
 
وعقب خروج صور "الصبري" التي التقطها له أحد الناشطين، وهو في حالة إغماء، إلى مواقع التواصل الاجتماعي، سارعت إدارة المستشفى الحكومي الخاضع للحوثيين بعمل إسعافات غير كافية له قبل أن تعيده إلى السجن في وضع صحي حرج ليفارق الحياة على إثر ذلك بعد ساعات.


 
ووصف ناشطون وحقوقيون الحادثة بأنها إهمال وغياب للمسؤولية ترقى لجريمة القتل العمد، داعين إلى محاسبة كل المتورطين وإنزال العقوبة بهم.
 
وتُشير مصادر حقوقية إلى أن المليشيا تتخذ من الإهمال الطبي وسيلة للتعذيب بحق السجناء، ونتيجة لذلك تم تسجيل عدد من الوفيات داخل السجن خلال السنوات الأخيرة الماضية، فيما أقدم عدد آخر على الاحتجاج بقطع أجزاء من أعضاءه أو الانتحار.
 
مركز تعبئة واستقطاب
 
كشفت مصادر حقوقية تحدثت لـ "يمن شباب نت"، أن مليشيا الحوثي الإرهابية، عمدت خلال الأسابيع الأخيرة إلى وضع خطة لتحويل السجن المركزي إلى مركز للتعبئة الطائفية واستقطاب مجندين لصالح مشروعها.
 
وأوضحت المصادرـ التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لدواعٍ أمنية ـ أن إدارة السجن بقيادة "رضوان سنان" وبتوجيهات من مشرفي المليشيا في المحافظة وضمن الخطة العامة للجماعة، قامت باستقدام عناصر طائفية إلى السجن لنشر الفكر الطائفي وإخضاع النزلاء لبرامج مكثفة بهدف تعبئتهم وزرع أفكار الجماعة في أدمغتهم.
 
وأشارت إلى أن المليشيا تجبر النزلاء على الاستماع لخطابات زعيم المليشيا وقيادات طائفية، عبر دائرة تلفزيونية، كما تقوم بإلقاء "محاضرات تعبوية" بشكل يومي داخل السجن في أوقات مجدولة مسبقا، يرافق ذلك زيارات متواصلة للقيادات الحوثية.
 
ولفتت المصادر إلى أن المليشيا كثفت من برنامجها التعبوي مع بدء تدشين المراكز الصيفية هذا الصيف حيث حولت السجن إلى أشبه بالمركز الصيفي المغلق.
 
ونتيجة لذلك قالت المصادر إن المليشيا استقطبت عشرات النزلاء وحولتهم إلى أدوات لصالحها داخل السجن كمخبرين على زملائهم النزلاء أو مروجين للفكرة الحوثية في أوساط السجناء، فيما أفرجت عن العديد ممن التحق بها من أصحاب السوابق والجرائم الجنائية الجسيمة ودفعت بهم إلى الجبهات كمقاتلين في صفوفها أو عناصر تمارس النهب وفرض الاتاوات في الأسواق.


 
اعتداءات على السجناء
 
في مايو الماضي، سُجلت حادثتي اعتداء حوثية على نزلاء ونزيلات السجن المركزي بالمحافظة، حيث اعتدت إدارة السجن في الثالث عشر من مايو على عشرات السجناء بالضرب بالهراوات والأسلاك والغازات المسيلة للدموع بعد احتجاجات وسط السجن.
 
ووفقا لمصادر "يمن شباب نت"، فإن نزلاء السجن طالبوا بتحسين ظروف السجن الذي يعاني الإهمال وسوء الخدمات وغياب الأكل النظيف والرعاية الصحية، فضلا عن مطالب تتعلق بتسهيل الزيارات والاتصالات بالأقارب.
 
وأوضحت المصادر أنه وتحت إصرار إدارة المليشيا على عدم الاستجابة لمطالب السجناء، قام النزلاء بالاحتجاج داخل العنابر حيث رفضوا تناول الطعام كما رفضوا الاستماع لخطابات زعيم المليشيا أو المشاركة في "محاضرات التعبئة"، الأمر الذي دفع المليشيا للاعتداء عليهم بشكل مفرط.
 
وبعد أربعة أيام من تلك الحادثة، اعتدت إدارة السجن على عدد من السجينات بالضرب المبرح قبل أن تنقل عشر منهن إلى مكان مجهول يُعتقد أنه صنعاء لإخضاعهن للتحقيق.
 
ووفقا للمصادر فإن الاعتداءات الحوثية جاءت عقب اكتشاف المليشيا جوال قديم، مع السجينات كن يتواصلن به سرا مع أقاربهن.


 
قطاع استثماري.. وترويج للممنوعات
 
تهريب السجناء للهاتف، جاء تحت ضغط الحاجة حيث تمنع المليشيا استخدام الهواتف داخل السجن كما تمنع إقامة كبائن اتصالات طالب النزلاء بها، وذلك لرغبة إدارة السجن في احتكار الاتصال عبر هواتف خاصة تابعة لها.
 
ووفقا لسجناء سابقين وأقارب سجناء، فإن المليشيا تبيع الاتصالات لهم من أرقام خاصة بمبالغ خيالية حيث تسمح للسجين الاتصال لأقاربه لدقائق محدودة وبكلفة باهظة جدا.
 
وإلى جانب الاتصالات تعمد المليشيا على إنشاء مايسمونه السجناء "سوق سوداء" للمأكولات والماء العصائر والمشروبات والقات تبيعها بأسعار مضاعفة، كما أنها تمانع إدخال أي مأكولات من المنازل وتصادر كل مايصل من ذوي السجناء، وذلك بهدف إجبار النزلاء على الشراء منهم بأسعارهم، حسب المصادر.
 
نَهم قيادات المليشيا في تحويل السجن إلى مصدر دخل واستثمار دفع قيادات ونافذين منهم إلى استخدام بعض "السماسرة" والنزلاء الموالين لها بالترويج للممنوعات بمافي ذلك الحبوب المخدرة والحشيش والخمور.
 
وأفادت المصادر أن تلك القيادات تجني أموالا طائلة من مبيعات تلك الممنوعات، كما أنها استطاعت من خلالها استدراج العديد من النزلاء وتحويلهم لأدوات لصالحها وسماسرة للبيع داخل العنابر.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر