مجلة أوروبية: النهج الأممي في مفاوضات اليمن أفاد الحوثيين بصورة قد تضر بحل السلام المستدام في البلاد

قالت مجلة أوروبية إن النهج السابق للأمم المتحدة في المفاوضات اليمنية والذي ركز على خفض التصعيد العسكري، قد طور ديناميكية أفادت المتمردين الحوثيين في المقام الأول، مما قد يضر بحل السلام المستدام لليمن.
 
وأضافت مجلة IPS-journal  -ومقرها بروكسل - بأن الهدنة الممتدة من أبريل إلى أكتوبر 2022 استمرت في إغاثة السكان في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بسبب التنازلات البعيدة المدى من قبل خصومهم.
 
لكنها فشلت في الاستمرار في نهاية المطاف بسبب عدم وجود تسوية من طرف الحوثيين، الذين بدلاً من رفع الحصار عن مدينة تعز كما تم الاتفاق عليه، أقاموا عروضاً عسكرية بصواريخ وطائرات بدون طيار وألغام بحرية جديدة. 
 
وبحسب المجلة فمنذ ذلك الحين، كانت استراتيجية الحوثيين التفاوضية تهدف إلى رفع كلفة التهدئة. إذ أنهم لا يطالبون فقط بدفع رواتب موظفي الحكومة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، بل إنهم يستهدفون البنية التحتية الحيوية لإنتاج النفط وتصديره في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة رسميًا لإضعاف الحكومة اليمنية مع التأكيد على مطالبتهم بالإيرادات المتولدة هناك.
 
وأشارت إلى أن الحوثيين يمولون أنفسهم من خلال الضرائب والجبايات الرسمية وغير القانونية ومن خلال مصادرة العقارات أو الأراضي. 
 
حيث تشير التقارير إلى أن عائدات أبريل - نوفمبر 2022 من ميناء الحديدة وحده تصل إلى أكثر من 270 ألف مليار ريال يمني (حوالي نصف مليار يورو)، والتي، على الرغم من الاتفاقات التي تنص على عكس ذلك، لا يتم إنفاقها على رواتب القطاع العام التي لم تدفع لسنوات.
 
في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، زاد الحوثيون من مستوى قمع حكمهم بشكل أكبر دون رد فعل كبير من المجتمع الدولي. حيث الاعتقالات التعسفية والتعذيب والقيود غير المسبوقة على حركة النساء والفتيات وتلقين أطفال المدارس وتجنيد الأطفال تمثل بعض الممارسات التي تقف في طريق التنمية السلمية والمستدامة في البلاد.
 
وقالت المجلة بأنه برغم أن  نجاحات المفاوضات الأخيرة، مثل التقدم في تبادل الأسرى والمعتقلين تعطي سببًا للأمل، إلا أنه وبالنظر إلى القوة الحالية للحوثيين، لا ينبغي المبالغة في تقدير إرادة إيران أو قدرتها على الضغط عليهم لتقديم تنازلات بعيدة المدى.
 
 كما لا يمكن الافتراض أن الدول المجاورة لليمن لن تستخدم بعد الآن النفوذ الهائل الذي اكتسبته بسبب الحرب لصالحها.  إذ لا تزال المنافسات على الطرق البحرية الجيوستراتيجية الهامة والأراضي والموارد قائمة. 
 
واعتبرت المجلة بأنه يمكن للتقارب الحالي بين المملكة العربية السعودية وإيران أن يعزز السلام في اليمن. لكن ذلك يعتمد على جدية الفاعلين المعنيين.
 
وأشارت إلى أنه ومثل العديد من الدول الغربية والدول المطلة على البحر الأحمر، للصين أيضًا مصلحة في مزيد من خفض تصعيد الصراع. 
 
حيث يتم شحن ملايين براميل النفط الخام يوميًا عبر مضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي في اتجاه آسيا. ومن ثم، فإن الصين مهتمة بإنهاء الحرب، أو على الأقل في الحصول على ضمانات أمنية موثوقة بشكل معقول من الأطراف الأكثر نفوذاً في الصراع. 
 
وفي ظل انخراط الصين القوي في القرن الأفريقي، الذي يضم قاعدة عسكرية في جيبوتي، يظهر دور عسكري بحري متزايد للصين في خليج عدن.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر