تجديد الهدنة أحد أولويات السعودية من الاتفاق مع إيران.. لماذا تثار الشكوك من نوايا طهران في حرب اليمن؟

تتصدر الحرب في اليمن أبرز محاور الجدل بشأن الاتفاق السعودي الإيراني، الذي تم توقيعه قبل أسبوع برعاية الصين، وتثير الصحافة الامريكية النقاش بشكل مكثف عن مدى تأثير هذا الاتفاق على انهاء الحرب وإرساء حالة السلام في البلاد التي تدخل العام التاسع من الصراع.
 
قال تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأمريكية "بأن إحدى الأولويات العاجلة للسعوديين تتمثل في استخدام الانفراج في العلاقات مع الإيرانيين لتجديد الهدنة في اليمن المجاور". وأسفر الصراع باليمن عن مقتل نحو 233 ألف شخص وشن هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على السعودية بما في ذلك هجوم كبير بطائرات مسيرة على منشآت نفطية سعودية في 2019 ألقي باللوم فيه على إيران.
 
 
وبحسب تقرير بلومبيرغ «Bloomberg» - ترجمة "يمن شباب نت" - في حين أن الولايات المتحدة لا تزال الشريك الدفاعي والأمني ​​الرئيسي للمملكة العربية السعودية والمزود الأول للتكنولوجيا العسكرية، إلا أن السعوديين أصبحوا أقل ثقة في أن الولايات المتحدة سوف تدعمهم في حالة تعرضهم للهجوم.
 

وقال مارك دوبويتز، رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إنهم- السعوديون -يراهنون بدلاً من ذلك على أن الصين، باعتبارها أكبر شريك تجاري لهم ومشتري رئيسي للخام الإيراني، تتمتع بنفوذ أكبر. وقد التقى مارك الأمير محمد ومسؤولين سعوديين آخرين خلال ثلاث رحلات إلى المملكة الخريف الماضي.
 

وأضاف: "بنظر الرياض، ستكون بكين قادرة على الاعتماد على إيران في حالة حدوث أي تصعيد في المنطقة، سواء قادم من اليمن أو أي عمل عسكري من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل ضد إيران".
 

ورأى تقرير بلومبيرغ، سواء كان إصلاح العلاقات مع إيران أو التواصل مع إسرائيل، فإن محمد بن سلمان له أولوية قصوى: الا وهى ضمان بقاء رؤيته 2030 التي تقدر بمليارات الدولارات لتحويل المملكة العربية السعودية على المسار الصحيح.
 


ومع ذلك، فإن خطط ولي العهد لإعادة تشكيل اقتصاد مملكته ومجتمعها ومكانتها في العالم تعتمد جميعها على الاستقراروهذا يقود جهوده لحماية بلاده من أي تصعيد محتمل في المواجهة الإسرائيلية مع إيران، بحسب مصادر مطلعة على محادثات السعودية الرسمية مع إيران، والتي بدأت قبل عامين.

وكان قرار المملكة العربية السعودية بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران - وهي صفقة توسطت فيها الصين وأعلن عنها فجأة الأسبوع الماضي - نتيجة لتقدير الحاكم الفعلي للمملكة أن تجانس العلاقات هو أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف، حيث تم تصميم هذه الخطوة للمساعدة في تعويض المخاطر الأمنية، لا سيما تلك الناجمة عن مخاوف من أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ربما تستعد لمهاجمة إيران بسبب أنشطتها النووية. وفقا للتقرير.
 

وقال هشام الغنام، خبير العلاقات الدولية السعودي الذي شارك على مدى السنوات الست الماضية في محادثات عبر القنوات الخلفية مع الإيرانيين، إن المملكة لديها مشاريع ضخمة واستثمارات كبيرة ولا تريد تصعيدًا في المنطقة.
 

شكوك من نوايا إيران في اليمن
 
وعلى الرغم من الاتفاق السعودي -الإيراني الذي أُعلن عنه مؤخرا برعاية بكين، يتشكك مسؤولو البيت الأبيض في السر في قدرة الصين ورغبتها في لعب دور في حل بعض أزمات المنطقة الأكثر صعوبة، بما في ذلك الحرب الطويلة والكارثية بالوكالة في اليمن.
 
ووفق ما نقلت وكالة اسوشيتد برس «AP» انقضت بكين على المحادثات الإيرانية السعودية في الوقت الذي كانت فيه الثمرة بالفعل "تنضج على الكرمة"، وفقًا لأحد كبار مسؤولي الإدارة الستة الذين تحدثوا إلى للوكالة، لمناقشة مداولات البيت الأبيض الخاصة. وقد تزامن الإعلان الإيراني- السعودي مع منح الزعيم الصيني شي جين بينغ ولاية ثالثة مدتها خمس سنوات كرئيس للبلاد.
 


وأضاف المسؤول أنه إذا كان بإمكان الصين أن تلعب "دورًا معززًا" في إنهاء الأعمال العدائية في اليمن، فإن الإدارة ستعتبر ذلك شيئًا جيدًا. لكن كلاً من البيت الأبيض والمسؤولين السعوديين ما زالوا متشككين بشدة في نوايا إيران في حرب اليمن أو التصرف على نطاق أوسع.  كقوة استقرار في المنطقة.
 
وقال الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، للمشرعين يوم الخميس: "بينما كانت هذه المناقشات جارية، في الـ 90 يومًا الماضية، اعترضنا خمس شحنات أسلحة رئيسية قادمة من إيران إلى اليمن". 
 
"وتضمنت إحدى هذه الشحنات مكونات وأنظمة الملاحة الخاصة بالصواريخ الباليستية قصيرة المدى. لذا مرة أخرى، أعتقد أن التنفيذ أمر مختلف تمامًا".
 
واستولى الحوثيون المتحالفون مع إيران على العاصمة اليمنية صنعاء عام 2014 وأجبروا الحكومة المعترف بها دولياً على الفرار إلى المملكة العربية السعودية. حيث دخل تحالف تقوده السعودية مسلح بالأسلحة والمخابرات الأمريكية الحرب إلى جانب الحكومة اليمنية في المنفى في عام 2015.
 
وخلقت سنوات من القتال غير الحاسم كارثة إنسانية ودفعت أفقر دولة في العالم العربي إلى حافة المجاعة. بشكل عام، قتلت الحرب أكثر من 150 ألف شخص، من بينهم أكثر من 14500 مدني، وفقًا لمشروع بيانات موقع النزاع المسلح وبيانات الأحداث.

وانتهى وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر، وهو الأطول في الصراع اليمني، في أكتوبر/ تشرين الأول، لكن إيجاد سلام دائم يعد من بين أعلى أولويات الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط. حيث يزور المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان هذا الأسبوع في محاولة للبناء على الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والتي جلبت قدرًا من الهدوء إلى اليمن في الأشهر الأخيرة، وفقًا لوزارة الخارجية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر