في اليوم الـ117 للعدوان على غزة، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني القصف على المناطق السكنية وتجمعات النازحين، في حين تتواتر التحذيرات الأممية من التداعيات الكارثية لوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بسبب الضغوط الإسرائيلية.
 
ولا تزال المعاناة الإنسانية للنازحين تتصدر الموقف في القطاع المحاصر، في ظل الأجواء الباردة المرافقة للمنخفض الجوي وغرق خيام اللجوء بمياه الأمطار، وعدم توفر العلاج اللازم لآلاف الجرحى، والحصار الذي تفرضه آلة الحرب البرية الإسرائيلية على العديد من الضحايا في مناطق القتال من دون قدرة طواقم الإنقاذ على الوصول إليهم، علاوة على انعدام الغذاء في مناطق شمال القطاع التي دخلت حالة مجاعة.
 
150 شهيداً في 16 مجزرة إسرائيلية خلال 24 ساعة
 
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 16 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، راح ضحيتها 150 شهيداً و313 إصابة، في وقت لا يزال فيه عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ويمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
 
ووفق الوزارة، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 26900 شهيد و65949 إصابة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
 
من جانبه، قال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في غزة الرائد محمود بصل، إن قوات الاحتلال ترتكب جرائم قتل متعمدة في حق أبناء القطاع، مؤكدا أن هنالك شهداء وجرحى غربي غزة لا تستطيع فرق الدفاع المدني الوصول إليهم، مشددا على أن جرائم الاحتلال ترتقي لجرائم الإبادة والقتل الوحشي.
 
غوتيريش: الأونروا هي العمود الفقري للجهود الإنسانية بغزة
 
وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأربعاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأنها "العمود الفقري لجميع الجهود الإنسانية في غزة"، وناشد جميع الدول "ضمان استمرارية عمل الأونروا المنقذ للحياة".
 
وقال غوتيريش إن إسرائيل منعت إدخال معظم المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة. وأضاف أنه يشعر بالرعب من الضربات العسكرية المتواصلة التي تؤدي لمقتل وإصابة مدنيين في غزة، مؤكدا أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر لا يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب في غزة.
 
بدورها قالت منظمة الصحة العالمية إن وقف تمويل الأونروا ستكون له عواقب كارثية على سكان غزة، مؤكدة أنها واجهت تحديات كبيرة في دعم النظام الصحي في غزة.
 
صحة غزة: الوضع كارثي في مستشفيات خان يونس

قال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة في بيان، إن "الأمور تزداد سوءا في مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل بخانيونس"، مضيفا: "الوضع الكارثي في مستشفيات خانيونس ينذر باستشهاد العديد من الجرحى والمرضى نتيجة الاستهداف وعدم توفر الإمكانيات الطبية ونفاد الطعام".
 
وحمل القدرة إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن حياة الطواقم الطبية والمرضى والنازحين في مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل"، مطالبا اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومؤسسات الأمم المتحدة بـ"حماية مستشفيات خانيونس وحماية المتواجدين فيها وتوفير الطعام والاحتياجات الطارئة لهم".

بدوره، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن آليات الاحتلال لا تزال تتمركز في المنطقة الشرقية الجنوبية من مستشفى الأمل ويعتلي القناصة أسطح المنازل المحيطة بها، بينما تسمع بين الحين والآخر أصوات انفجارات جراء استهداف قوات الاحتلال للمنطقة المحيطة بالمستشفى.
 
كما أكد أن قوات الاحتلال تحظر على جميع من يتواجد في داخل مقر الجمعية والمستشفى من الخروج إلى الشارع، حيث استهدفت منذ الصباح عدد من النازحين والعاملين في الجمعية.
 
وبين أن طواقم مستشفى الأمل تعاملت مع 13 حالة منها 7 شهداء، أحدهم موظف في الهلال الأحمر تم استهدافه على الباب الجنوبي للمستشفى، ولا يزال ملقى على الأرض أمام مقر الجمعية دون قدرة أي من طواقم الإسعاف من الوصول لإخلاء جثمانه.

منظمات إنسانية: تعليق دعم أونروا سيؤدي لكارثة في غزة
 
قالت اللجنة الدائمة المشتركة لعدد من المنظمات الإنسانية بقيادة الأمم المتحدة، إن تعليق بعض الدول دعمها المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" سيؤدي إلى كارثة على سكان قطاع غزة.
 
ووصف بيان صادر عن اللجنة، الأربعاء، مزاعم مشاركة بعض موظفي الأونروا في الهجمات ضد إسرائيل يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بأنها "مروعة".
 
وتطرق إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بخصوص "محاسبة" الموظفين المتورطين في أعمال إرهابية، مستدركة بالقول: "لكن لا ينبغي منع منظمة بأسرها من القيام بمهمتها في خدمة الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها".
 
وأشار البيان إلى أن الأحداث المؤسفة التي تصاعدت في غزة منذ 7 أكتوبر أدت إلى تشريد مئات الآلاف من الأشخاص ووضعهم على حافة المجاعة، مشددا على أن وكالة الإغاثة الإنسانية الأكبر في غزة الأونروا واصلت جهودها رغم نزوح أفرادها ومقتلهم.
 
وأضاف أن "قرار بعض الدول تعليق الدعم المالي للأونروا سيكون له عواقب وخيمة على سكان غزة، ولا توجد منظمة أخرى لديها القدرة على توفير حجم ونطاق المساعدة التي يحتاجها سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة بشكل عاجل، ونطالب بإعادة النظر في هذه القرارات".
 
وحذر البيان من أن تعليق الدعم المالي للأونروا أمر خطير وسيؤدي إلى انهيار النظام الإنساني في غزة، وسيكون لذلك عواقب بعيدة المدى على الصعيد الإنساني وحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي جميع أنحاء المنطقة.

 
استشهاد موظف أمن في مستشفى الأمل برصاص الاحتلال
 
أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد موظف أمن في مستشفى الأمل التابع للجمعية في خانيونس، جراء إطلاق الاحتلال النار عليه أثناء وقوفه قرب الباب الخلفي للمستشفى.
 
وأكد الهلال الأحمر في بيان تواصل القصف الإسرائيلي وإطلاق النار في محيط المستشفى، مشيراً إلى أن الطواقم الطبية والجرحى والمرضى وآلاف النازحين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، يعيشون في رعب وقلق دائمين.
 
وقال: "ينص القانون الدولي الإنساني على حماية المدنيين، والطواقم الطبية، والعاملين في مجال العمل الإنساني، والمستشفيات".
 
من جانب أخر، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن مصير الطفلة هند رجب وطاقم إسعاف الهلال الذي توجه أمس لإنقاذها في غزة ما زال مجهولاً، معرباً عن قلقه العميق على سلامتهم.
 
وكان ‏الهلال أعلن، الاثنين، فقدانه الاتصال بأحد طواقم الإسعاف التي هرعت إلى إنقاذ الطفلة هند رجب (6 سنوات) من مدينة غزة، والتي بقيت وحيدة داخل إحدى المركبات بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي عائلتها بطلقات نارية.

المصدر : يمن شباب نت+ وكالات