منسقة الشؤون الإنسانية في غزة: لا يوجد بديل عن خدمات وكالة "أونروا"

[ منسقة الشؤون الانسانية في غزة ]

أكدت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية للمساعدات وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ، في ردها على أسئلة "العربي الجديد" في نيويورك، أنه لا يوجد بديل عن الخدمات والدور الإنساني الذي تلعبه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في فلسطين.

وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقدته في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بعد خروجها من اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي قدمت فيه إحاطتها الأولى منذ توليها منصبها، في يناير/ كانون الثاني، بموجب قرار المجلس رقم 2720 (2023) الذي تبناه الشهر الماضي.

وكان القرار قد دعا لتوسيع عمليات المساعدات الإنسانية، على أن تتولى كاغ كمنسقة عيّنها الأمين العام للأمم المتحدة، إقامة آلية أممية "لتسريع شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة عبر دول ليست طرفاً في النزاع". 

يُذكر أن القرار حينها لم ينص على وقف إطلاق النار، بسبب استخدام الولايات المتحدة "الفيتو"، كما لم يدخل تعديلات جذرية على طريقة إدخال المساعدات التي ما زالت مرهونة بالموافقة الإسرائيلية.

وكانت عدة دول مانحة لـ"أونروا"، على رأسها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، قد أعلنت عن تجميدها المساعدات للمنظمة الأممية بسبب مزاعم إسرائيلية بأن 12 من العاملين في المنظمة شاركوا في عمليات "طوفان الأقصى".

وجاء قرار تلك الدول على الرغم من إعلان الأمم المتحدة بدءها التحقيق وإقالة عدد من المتهمين حتى قبل التوصل لنتائج التحقيق والمزاعم الإسرائيلية.

وفي حديثها عن دور المنظمة وتأثير قطع المساعدات على عملها، قالت كاغ إنّ "السؤال هنا ليس كيف سيؤثر (قطع المساعدات) عن الوكالة على عملي، بل يتعلق الأمر بالمخاطر المحتملة على القدرة التشغيلية لتلبية احتياجات السكان المدنيين في غزة، وتأثير ذلك على حياة الناس، هذا هو الشيء الوحيد الذي على المحك هنا".

وأشارت المتحدثة إلى اجتماع سيعقد مساء الثلاثاء في نيويورك، يقوده الأمين العام للأمم المتحدة مع 35 دولة مانحة، في محاولة لحث تلك التي جمدت مساعداتها على العدول عن قرارها.

وشددت المسوولة الأممية على الدور الحيوي والرئيسي الذي تلعبه أونروا في تقديم خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين قبل الحرب الأخيرة ومنذ تأسيسها، بما فيها الطبية والتعليم وغيرها. 

وأضافت أنه "ليس هناك بديل عن الدور الإنساني الذي تلعبه أونروا في غزة. نحتاج جميعاً إلى تكثيف الجهود، نظراً لمستوى الاحتياجات الهائل وحجم الأزمة وتعقيدها، ولكن لا يوجد بديل عن الدور الإنساني لأونروا".

وفي رد كاغ على عدد من الأسئلة الإضافية لـ"العربي الجديد" عما إذا كان سيطرأ أي اختلاف جذري على عمل الآلية وطريقة إدخال المساعدات، وخاصة أن العائق الرئيسي في إدخال الكمية والنوعية الكافية من المساعدات يتعلق بموافقات وتفتيش إسرائيلي حتى للقوافل التي تدخل عن طريق رفح، قالت كاغ إنّه "فيما يخص الآلية وتفاصيلها، نحاول القيام بذلك على مراحل، كما قلت لمجلس الأمن"، مضيفةً: "حالياً ونظراً لعدم وجود مجال، بسبب عدم وجود وقف لإطلاق النار ولاحتدام الصراع، فلا إمكانية لوجود مراقبين في جميع أنحاء غزة للعمل مع الوكالات الإنسانية للتأكد ومراقبة كيفية توزيع المساعدات وإلى من تصل، وهذا ضمن جهود دعم تفويض المنظمات الإنسانية".

وشرحت في هذا السياق أنها تنوي القيام بذلك على مراحل، قائلةً إن ما ستبدأ "القيام به هو إنشاء قاعدة بيانات، وهو أمر مهم جداً لمعرفة من يتبرع وبماذا"، موضحةً أن هذا النظام يشبه ما كان يُستخدم في اليمن لتوزيع المساعدات والتصاريح المسبقة.

وشددت على أن مكتبها يعمل على التمركز بسرعة في مدينة رفح، لكنها أوضحت أن ذلك يعتمد على المشاورات والمفاوضات وموافقة الدول الأعضاء المعنية على كيفية هيكلة دور الأمم المتحدة، مضيفةً: "ما زلنا في المراحل الأولى ولا أريد أن أدخل في تفاصيل أكثر لأنني أريد أن أترك مجالاً لإجراء المزيد من المشاورات".

وفي سياق متصل، شددت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، في تصريحات صحافية مقتضبة بعد خروجها من الاجتماع المغلق، على ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي الدعم لجهود كاغ، مؤكدةً على ضرورة زيادة وتسريع وصول المساعدات الإنسانية بما فيها الغذاء والدواء إلى غزة.

ولم تتطرق السفيرة الأميركية للتناقض بين تصريحاتها وبين موقف بلادها الرافض لوقف إطلاق النار. 

وتحدثت السفيرة الأميركية عن مواصلة بلادها لجهودها من أجل التوصل لاتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، دون التطرق إلى ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وعن تعليق بلادها المساعدات لوكالة "أونروا"، قالت المسؤولة إنّ بلادها تنظر بالادعاءات حول مشاركة موظفين من الوكالة بهجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

كما شددت على الدور الحيوي والرئيسي الذي تلعبه وكالة أونروا في تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية، وأكدت أنها ستحضر الاجتماع الذي سيعقد مع غوتيريس والدول المانحة لبحث طرق للمضي قدماً.

العربي الجديد

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر