محلل إسرائيلي: الحسم العسكري في غزة "صعب" والخطط تتعطل بسبب متغيرات غير متوقعة

قال المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، الأحد، إن الحسم العسكري للمواجهة في قطاع غزة "أمر صعب، رغم الضربة القوية التي تلقتها القدرات العسكرية (لحركة) حماس في شمال القطاع".
 
هارئيل، وهو محلل بصحيفة "هآرتس" العبرية، أوضح في مقال أنه "تم تكريس جهود مالية وتكنولوجية ولوجستية هائلة لقضية هدم الأنفاق، منذ بداية الحرب (في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، وكانت هناك تطورات إيجابية أخيرة تسببت في تفاؤل حذر في الجيش الإسرائيلي".
 
وأضاف أن "وزير الدفاع يوآف غالانت تحدث عن تحسن كبير في القدرة على تدمير الأنفاق من الجو أو الأرض".
 
لكن هارئيل قال إن هذه المسألة "مرتبطة بعدد كبار قادة حماس الذين يقتلون.. "حتى الآن لم يتأثر (زعيم حركة حماس في غزة يحيى) السنوار، والقادة المحيطون به بالحرب، وتشير التقديرات إلى أنهم فروا إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة، وهم في موقع محصن من التعرض للقصف".
 
وأردف: "كل هذه القضايا ترتبط باستمرار العمليات البرية (في القطاع منذ 27 أكتوبر الماضي)، حيث يخطط غالانت و(رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي) هليفي لتعميق وتوسيع العمليات في شمال قطاع غزة".
 
ولفت إلى أن "وزير الدفاع قال إن الأحياء الغربية لمدينة غزة تم احتلالها وتطهيرها، الجزء الأول من هذا البيان صحيح، والثاني مثير للجدل، حيث لا يزال بإمكان حماس قنص قواتنا".
 
هارئيل قال إن "الجيش لا يخفي نيته تنفيذ عمليات مماثلة تستمر عدة أشهر في مناطق أخرى من قطاع غزة في مرحلة لاحقة".
 
وأضاف "قد تكون هناك مرحلة يتم فيها تقليص حجم القوات داخل القطاع، حيث يتخذ الجيش مواقع على طول الحدود، أو داخل منطقة أمنية في القطاع ستكون بمثابة نقطة انطلاق لهجمات أكثر تركيزًا ضد ما تبقى من المواقع العسكرية لحماس، والهدف هو تفكيك قدرات حماس، العسكرية والتنظيمية".
 
وعن جنوب القطاع، قال هارئيل: "قد يكون الأمر أكثر تعقيدا في الجنوب، ويرجع ذلك أساسا إلى الكثافة السكانية المدنية في المنطقة، وقد تواجه الخطط العسكرية عقبة الكارثة الإنسانية المتزايدة التي تتكشف الآن في قطاع غزة".
 
وأكد أن "القادة الإسرائيليين لا يهتمون بما فيه الكفاية بهذه المشكلة، ولا يبادرون إلى اتخاذ خطوات يمكن أن تقلل إلى حد ما من الضرر، وربما تخفف من تضاؤل الشرعية الدولية للتحركات العسكرية الإسرائيلية المستقبلية".
 
وأضاف: "سوف تتزايد هذه الصعوبات مع تحرك القتال جنوباً، والذي يدور بحضور مليون مدني في منطقة كانت تضم في السابق نصف هذا العدد، وسيؤدي فصل الشتاء والأمطار ومشاكل الصرف الصحي، إلى زيادة هذه المخاطر بشكل كبير".
 
وبالنسبة للدور الأمريكي الداعم لإسرائيل، قال هارئيل إن "رفض الإدارة الأمريكية المطالبة بوقف إطلاق النار حتى بعد شهر ونصف من القتال، يعد إنجازا كبيرا لإسرائيل".
 
واستدرك: "لكن على صناع القرار في الجيش الإسرائيلي أن يأخذوا بعين الاعتبار أمرين: أولا أن خططهم يمكن أن تتعطل بسبب متغيرات غير متوقعة تتعلق بالاحتكاك مع المدنيين، وثانيا، حتى الدعم الأمريكي لن يستمر إلى الأبد".
 
والأحد، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "قامت الطائرات المقاتلة بتدمير أهداف عديدة لحماس في جباليا وبيت لاهيا (شمال القطاع)، و(حي) الزيتون (شرقي مدينة غزة)، كما هاجم أسطول سفن الصواريخ، أهدافا تابعة لحماس على طول قطاع غزة"
 
وأضاف: "تقوم قوات لواء المظليين بالتعاون مع قوات المدرعات والهندسة وسلاح الجو، بخوض القتال في حي الشيخ عجلين وحي الرمال (بمدينة غزة)".
 
والسبت، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، توسيع عمليته البرية إلى حي الزيتون شرقي مدينة غزة ومنطقة جباليا شمالي القطاع.
 
ولليوم 44 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 12 ألفا و300 شهيد فلسطيني، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
 
بينما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

المصدر: الأناضول

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر