إيكونوميست: في ظل حكومة تعج بالمتطرفين.. إسرائيل ستواجه اختبارا لعلاقاتها مع الدول العربية

قالت إيكونوميست (The Economist) إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستواجه اختبارا لعلاقاتها مع الدول العربية، في وقت يتوقع الفلسطينيون أن تعمل على تبديد ما تبقى من آمالهم بإقامة دولة مستقلة.
 
ووصفت هذه المجلة البريطانية -في تحليل إخباري- الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو بأنها الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، مضيفة أن الكثير من الإسرائيليين يخشون مما يعنيه ذلك لديمقراطيتهم.
 
ومع ذلك -تستدرك إيكونوميست- فإن مجلس الوزراء الإسرائيلي الجديد "الذي يغص بغلاة القوميين والمتطرفين اليمينيين" قد لا يعرقل تعميق وترسيخ العلاقات بين تل أبيب والعالم العربي.
 
ولطالما وُوجِهت مساعي إقامة تلك العلاقات لعقود من الزمان بسيل من الإدانات العربية، إذ اقتصرت علاقات إسرائيل الرسمية حتى عام 2020 على دولتين عربيتين فقط، هما مصر والأردن.
 
ثم جاءت "اتفاقيات أبراهام" التي شهدت "موافقة" إسرائيل على إقامة علاقات رسمية مع البحرين والمغرب والسودان والإمارات، حسب تعبير إيكونوميست.
 
ورأى العديد من الإسرائيليين وخاصة اليمينيين في ذلك إشارة إلى أن القضية الفلسطينية فقدت أهميتها.  وزعمت حكومات عربية -لا سيما الإماراتية على وجه الخصوص- بأن هذه العلاقة الجديدة ستمنحها نفوذا داخل إسرائيل، وهي إحدى السبل "للتخفيف من حدة أسوأ سياساتها".
 
وتوفر حكومة نتنياهو الجديدة -وفق تحليل المجلة- فرصة لإخضاع هذه الأفكار للاختبار.
 
وتضم التشكيلة الوزارية الجديدة شخصيات يمينية من أمثال وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا ذات مرة إلى الفصل بين اليهود والعرب في أجنحة الولادة خشية أن تُجبر زوجته على إنجاب مولودها بجوار "عدو".
 
أما بن غفير فهو يرأس حزبا "يروج للتفوق اليهودي" بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، كما تؤكد إيكونوميست.
 
ورغم أن بن غفير كان من بين الشخصيات البارزة التي قدمت لها الإمارات الدعوة لحضور الاحتفال بيومها الوطني بأحد فنادق تل أبيب في الأول من ديسمبر/كانون الأول، فإنها اضطرت للتنديد به في 3 يناير/كانون الثاني لاقتحامه المسجد الأقصى في القدس.
 
وكان بن غفير، ومجموعة من المستوطنين، قد اقتحموا صباح أمس الثلاثاء باحات المسجد الأقصى الشريف تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
 
وإذا كانت الشخصيات متطرفة، فكذلك ستكون السياسات، على حد تعبير المجلة التي تضيف أن نتنياهو هو أول زعيم إسرائيلي يعد شركاءه في التحالف بأنه سيعمل على ضم الضفة الغربية التي تُعد "قلب دولة فلسطينية مستقبلية".
 
ورغم أن قلة من الزعماء العرب حرصوا على تهنئة نتنياهو بتقلده منصبه، فإن الكثير من العرب لا يزالون -طبقا للتحليل الإخباري- يؤيدون القضية الفلسطينية، وليس أدل على ذلك من مظاهر التضامن التي تجلت خلال بطولة كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في دولة قطر.
 
وأظهر استطلاع رأي أجراه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى -وهو مؤسسة فكرية مؤيدة لإسرائيل بالعاصمة الأميركية- أن 25% فقط من الإماراتيين، و20% من البحرينيين يوافقون الآن على اتفاقيات أبراهام، بانخفاض من 47% و45% عام 2020.
 
وفي دلالة أخرى، زار نصف مليون إسرائيلي الإمارات خلال العامين الماضيين، مقابل 1600 إماراتي فقط سافروا إلى إسرائيل خلال نفس الفترة.
 
المصدر : إيكونوميست

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر