الإحتلال الإسرائيلي يرفض فتح تحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة والسلطة تعدّ القرار جريمة جديدة

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنه لا مجال في الوقت الحالي لفتح تحقيق بشأن ظروف قتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، في حين دانت الخارجية الفلسطينية هذا الموقف وعدّته جريمة جديدة تُرتكب بحق الصحفية الراحلة.

وأضاف أدرعي أن قرارا نهائيا سوف يتخذ بعد انتهاء التحقيق العملياتي والنظر في كل المعلومات ذات الصلة.

وفي رد على مراسل الجزيرة في القدس بشأن ما نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بهذا الخصوص، أكد أدرعي أن القرار بعدم فتح التحقيق اتخذ وفق سياسة التحقيقات التي تم التصديق عليها بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية، والتي تنص على عدم فتح تحقيق جنائي فوري في عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.

من جانبها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية عدم قيام الشرطة العسكرية الإسرائيلية بالتحقيق في جريمة اغتيال صحفية الجزيرة.

واتهم البيان الصادر عن الوزارة الجيش الإسرائيلي بتجاهل عشرات الشهادات الحية والأدلة ونتائج التشريح وغيرها من القرائن التي تدين جيش الاحتلال.

وحمّلت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة، محذرة من مغبّة المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى إغلاق الملف، إذ عدّت ذلك جريمة جديدة تُرتكب بحق أبو عاقلة.

وأكدت الوزارة أن إسرائيل ستفشل هذه المرة في التهرب من تحمل المسؤولية والإفلات من العقاب، لا سيما أن القضية أصبحت تحظى باهتمام دولي، وإسرائيل ليست اللاعب الوحيد فيها، وإن كانت سابقا دفنت مئات من جرائمها من دون أي تحقيقات من جانبها.


شبهات جنائية

وكان المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل قال إن الجيش الإسرائيلي لا ينوي فتح تحقيق في ملابسات مقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة بدعوى عدم وجود شبهات جنائية، ولكي لا تنشب خلافات في المؤسسة العسكرية والمجتمع الإسرائيلي.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن النائب العسكري الإسرائيلي كان قد أصدر في أواخر الانتفاضة الفلسطينية الثانية تعليمات بشأن ضرورة فتح تحقيق في ظروف مقتل مدنيين فلسطينيين بنيران إسرائيلية إذا لم يكونوا مسلحين.

غير أن النائب الحالي يمتنع عن ذلك -كما يبدو- لتفادي أي انتقادات من جانب اليمين أو إثارة خلافات داخل الجيش، وفق ما جاء في صحيفة "هآرتس".

في سياق مواز، قال وزير الخارجية الهولندي فوبكه هويكسترا بعد لقائه نظيره الإسرائيلي يائير لبيد في القدس إن مقتل شيرين أبو عاقلة وهي تزاول مهنتها مقلق جدا، ودعا إلى تحقيق كامل وشامل وشفاف.

كما طلب وزير خارجية هولندا خلال لقائه نظيره الفلسطيني رياض المالكي برام الله من الإسرائيليين والفلسطينيين العمل معا للتدقيق في كل الملابسات المتعلقة باغتيال صحفية الجزيرة، مضيفا أن التحقيق المدقق هو الوحيد الذي سيكتب له النجاح.

وقال هويكسترا "أظهرت الوفاة المأساوية لصحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة الأسبوع الماضي أن الصحافة نفسها قد تقع ضحية العنف، وهذا أمر يدمي القلب وغير مقبول، ومن الطبيعي أن يقود إلى تولّد انفعالات وردود وأفعال قوية".

وتابع بالقول "وفي هذا الإطار، أود أن أطلب من الطرفين أن يدرسا بجد الظروف التي تسمح بنوع من التعاون وفق هدف مشترك هو تجلية الحقيقة والتدقيق في كل الزوايا".


الخصم والحكم

من جهته، أكد وزير الخارجية الفلسطيني أن من الصعب القبول بمشاركة إسرائيل في التحقيق بعد اغتيالها شيرين أبو عاقلة.

وقال المالكي "إنه لمن العسير إن لم يكن من المستحيل أن نقبل بإسرائيل طرفا في مسار التحقيق، لأننا نتهمها أصلا بأنها هي التي قتلت شيرين أبو عاقلة، ومن المحال أن تكون إسرائيل الخصم والحكم في جريمة ارتكبتها هي".

وطالب المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار والتوسع أوليفر فارهيليي بتحقيق مستقل وشامل في ملابسات مقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة.

ورأى فارهيليي أن من غير المقبول استهداف الصحفيين أثناء تأديتهم عملهم، مطالبا بوجوب "تأمين السلامة والحماية للصحفيين الذين يغطون حالات النزاع في جميع الأوقات".

كما تابع بالقول إن "الاتحاد الأوروبي متأثر بالأحداث التي وقعت خلال موكب الجنازة، وهو يدين هذا الاستخدام غير المتناسب للقوة وهذا السلوك غير اللائق".

وقد وصل وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى الولايات المتحدة حيث يلتقي عددا من المسؤولين، بينهم وزير الدفاع لويد أوستن.

وتتصدر ملابسات اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة وقمعُ قوات الشرطة الإٍسرائيلية لتشييع جنازتها في القدس المحتلة المباحثات التي يجريها غانتس في واشنطن.

وكانت الإذاعة الإٍسرائيلية أكدت أن المسؤولين الأميركيين يطالبون الحكومة الإسرائيلية بتوضيحات بشأن قضية صحفية الجزيرة.



المصدر : الجزيرة

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر