ميسى واستاد لوسيل.. من هزيمة صاعقة إلى حلم من الذهب

 
على ستاد لوسيل دخل منتخب الأرجنتين بقيادة الأسطورة ميسي مرشحاً فوق العادة للظفر بلقب كأس العالم 2022 في قطر، لكن منتخباً عربياً هو منتخب السعودية استطاع هزيمته في اللقاء الأول ... خسارة قد تكون الأكثر فائدة لمنتخب لم تعد جماهيره تطيق صبراً في انتظار الحلم.
 
عشاق الأرجنتين استلهموا الصبر من تجربة منتخب إسبانيا الذي خسر مباراته الأولى في مونديال 2010 وكانت ضد سويسرا ثم توج باللقب الغالي في جنوب إفريقيا، ولكن من بإمكانه ضمان تكرار التجارب بحذافيرها في كرة القدم؟. بالتأكيد لا أحد، لذا كان على الأرجنتين وعشاقها التفكير بكل مباراة على حدا، منفصلة عن الحلم البعيد.
 
بعد الخسارة من السعودية، بقي منتخب المدرب سكالوني في ستاد المباراة النهائية في لوسيل، وردوا القليل من اعتبارهم على العشب عينه بتخطي المكسيك، انتصارٌ أبقاهم في البطولة وجعلهم على بعد 3 نقاط من تخطي دور المجموعات.
 
ثم باتجاه منطقة رأس أبو عبود، زحف الآلاف من عشاق الأرجنتين، والهدف، استاد 974، وهناك أوفى اللاعبون بوعدهم وتجاوزوا ليفاندوفسكي وزملاءه وضربوا أولى المواعيد في الأدوار الإقصائية مع منتخب أستراليا.
 
ملعب جديد ومهمة جديدة، هذه المرة في الريان وعلى استاد أحمد بن علي أُنجزت مهمة حجز تذكرة ربع النهائي من جعبة الكنغارو الذي حاول بقفزة أخيرة أن يقاوم خسارته ولكنه صدم بتماسك خصمه، ليعود بعدها أحفاد مارادونا إلى ستاد لوسيل حيث انتظرتهم معركة كروية حقيقية أمام منتخب أشد قوة وأوسع سمعة من أستراليا هو منتخب هولندا.
 
بدعمٍ لا محدود من جماهيرهم التي نازهت الـ40 ألف وفي استاد بات يشبه الملعبين الأسطوريين "لا بومبونيرا" و"مونومونتال" في بوينوس أيرس في أجواء الصخب والجنون، منع المنتخب الأرجنتيني ريمونتادا هولندية كادت أن تبخر الحُلم.
 
اللاعب رقم 1 ليس ميسي
 
قد يعتقد البعض أن ميسي هو اللاعب رقم واحد في الأرجنتين وهذا صحيح فنياً على أرضية الملعب، ولكن من حيث التأثير المعنوي وباعتراف لاعبي المنتخب أنفسهم يقدم أنصار المنتخب الأرجنتين في كل مرة لوحات أسطورية من التشجيع المتواصل على المدرج وخارج الميدان، تغذي نفوس اللاعبين وتحفزهم نحو الأفضل دائماً، ولعل سوق واقف أحد أكثر الشهود على جنون الأرجنتينيين بمنتخب بلادهم.
 
وفي نهاية كل من المباريات التي فازوا بها، بقي لاعبو الأرجنتين على أرضية الملعب للاحتفال مع الجمهور، وغالباً ما كانوا يرددون أنهم كانوا يلعبون من أجل "45 مليون" أرجنتيني.
 
وقال حارس المرمى إميليانو مارتينيز، بطل ركلات الترجيح ضد هولندا في ربع النهائي، إن "ما أفعله، أنا أفعله من أجل 45 مليوناً. إنهم يمرون بفترة اقتصادية سيئة. منح الفرح للناس هو أفضل شيء يحدث لي في الوقت الحالي".
 
45 مليوناً هناك في البلاد وحوالي 40 ألفاً في قطر وملايين ممن يدعمون الأرجنتين حول العالم يتطلعون لخطوة أخرى نحو المجد.
 
 
فيوم غدٍ الثلاثاء العاشرة ليلاً بتوقيت مكة المكرمة، الرابعة مساء بتوقيت مسقط رأس ميسي، يتجدد الموعد بين جماهير الأرجنتين ولاعبيها في ستاد لوسيل، والمهمة... منع مودريتش ورفاقه من تكرار ما فعلوه مع البرازيل، وخطف بطاقة العبور إلى النهائي الحُلم، الذي لو قدّر لميسي ورفاقه خوضه سيكون أيضاً على لوسيل الملعب التحفة، والذي لا يفارق بالتأكيد أحلام الأرجنتينيين كل لحظة، سواء ممن زاروه وشجعوا فيه أو خبروا شيئاً من جماله من خلف الشاشات.
 
(بي إن سبورت)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر