الأقطار العربية وصناعة اليأس!


اياد عتوين

دققت أثنان وعشرون باباً فلم تُفتح يبقى الشباب هم الشريحة الاكثر تأثيراً في أي محيط يتواجدون فيه، لذلك فأن ملامح ذلكم المحيط تتشكل كانعكاس واقعي لتك الافكار التي يتغذى عليها الشاب على مر أيام عمره وعليه يُقاس مدى النضوج الفكري و المعرفي للكثير من المجتمعات ومدى تأثرها بسلوكيات افرادها
 بالإضافة إلى تأثر أفراد المجتمع بتلك الافكار الخارجة عن الاطار العام. 
 
 
وعليه فأن غياب البُنية الفكرية الصحيحة و الاساس الصلب القويم في المجتمعات، يتمخض عنه نشأت جيل تغزوه الافكار والمعتقدات المخالفة لفطرة المجتمع وصفائه، فتتلبد سماء تلك المجتمعات بالكثير من الغيوم التي تُمطر احزاناً عندما يُنتظر منها ان تُسقينا الفرح.
 
 
جفت السُحب فكانت النتائج سلبية على الأنهار الجارية التي نضُبت مياهها فتصحرت الارض و ذَبُلت الزرع وعلية جاعت الأمة فماتت.
 
 
المعني عنها مُغاير تماماً لما توحي إليه ترتيب الكلمات فالناتج النهائي لجفاف السُحب المحملة بالفكر النقي خلق مجتمعات ليس لها من الحياة أدنى أساسياتها مقارنه بالمجتمعات الاخرى التي تُقاتل بالطرق الحضارية من أجل نثريات الدنيا و زينتها.
 
 
أصبح الشاب العربي يخوض البحر ليس للفتح او الدعوة بل فقط باحثاً عن حدود يتخطاها لاجئاً إليها و منه فإن حكايات البحار تصدرت قصص الارض و سطور الهروب تعالت كثيراً على عبارات الصمود.
 
 
من المتسبب بما حل بِنا كشباب ؟ إذ لا نكتشف الكنوز التي نحملها في دواخلنا الا عندما نغادر الأوطان، و لا تتحول ارواحنا المُتصحرة الى روابي خضرا مُزهره الا عندما نحصل على جواز دولة لا تنتمي إليها طفولتنا الجميلة. 
 
 
من سيقف بجانبي في وطني العربي الكبير ذات الاثنان و العشرون باباً كي افتح حدائق صدري، وكنوز افكاري فيها دون الرحيل بعيداً فوق أمواج البحار؟ لن يفعل ذلك احداً با الطبع، ففي الاقطار العربية لا يبحثون عن أمثالنا مطلقاً هم يبحثون عن من يحمل البندقية و يطلق الهاون بدقة.
 
 
أبواب فُتحت للاشرار فلا تدخل منها! حتى لا تُصيبك عدوى العرب المشؤمة، وإن كنت شاباً عربياً يبحث عن جذور الخير في أُمة محمد فابن مدينتك الفاضلة بعيداً عن أعينهم الحاسدة فأصحاب المشاريع الصغيرة غربية التمويل لن تسمح لك ب إقامة كُنة دجاج على ان تبني وطناً ذات سيادة ينقب عن أمجاد أجداده المدفونة بنفايات المستعربين من أحفاد العاربة الهالكة.
 
 
ليس في المليار و نصف المليار من رجل رشيد و إن وجد فيها من يعدل في جداول المياه زرعوا له الشوك في طريقة دون معرفة السبب، حيث أصبحت الادوار خفية و الوجوه مُجملة بمساحيق العبارات الكاذبة كالعروبة و رابطة اللغة و الدين لذلك فإن الوجوة الجميلة لا تُؤتمن إلا عندما تسير بجوارك تحت زخات المطر فقط هكذا بمقدورك التمييز بين الجمال الحقيقي و المزيف ف الدميمة تخاف من المطر دوماً لأنه يزيل عنها التحسين المُصطنع بمساحيق التجميل. 
 
 
أبواب العروبة من ذهب و كذلك أسوارها وما ان تلجُ تلك الأبواب حتى ترى حجم الجحيم الذي اصاب هذه الأوطان،  ترى البؤس قد دب في كل تفاصيلها تكاد الشوارع ان تبتلع روادها و الابنية تنهد على ساكنيها، أصبح الناس لا يعرفون سوء لغة ذات عبارات غليظة و كلمات قاسية و مواقف تبعث الحُزن في نفوس المؤملين فيها خيراً.
 
 
صناعة اليأس بجودة عالية لن تجده إلا في الاقطار العربية، وعليه هاجرت العقول الشابة نحو الغرب فتراء الشاب العربي من الشباب المميزين في شتى مجالات العلوم عندما تُمنح له الفرصة لإستخراج مكنونه المميز ف أستفادوا منه هُناك عندما جعلنا منه عاله هنا في الوطن العربي.
 
 
سأبقى على الأبواب الذهبيه للدول العربيه حتى تُباع من أجل تحسين وضع الشباب او تحفيزهم.

مشاركة الصفحة:

اقراء أيضاً

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر