الغباء الإمامي يعيد نفسه!


يحيى الثلايا

 تأليه في زاوية واستجداء لتفويض من طلبة المدارس في زاوية أخرى، وحرص مستميت على تقديمه كقرين أو وكيل للإله والنبي فضلا عن بقية البشر !.
 
لا أدري هل عبدالملك الحوثي جريئا لدرجة توجيه أتباعه بوصفه وإلباسه هذه الهالات والصنمية الزائفة، أم أنهم - ككل عبيد الطغاة- يبادرون نيابة عنه لتسويق هذه الأوهام لديه وتضخيمها حتى يقتنع بها ويصدقها ويعيش الدور خصوصا مع عزلته المطلقة عن الناس  وعدم قدرته على رؤية شيء في الواقع ؟!.
 
هذا الخطاب المستفز وصناعة الاصنام بهذه الطريقة البدائية صارت من الماضي السحيق ومن علامات القرون الوسطى.
 
إما أن الرجل غبي ومعتوه لدرجة قدرة أتباعه على إقناعه بامتلاكه مزايا فوق بشرية، أو أنه معزول وبينه واتباعه أسوار متينة تحول دون أن يصل إليه شيء من هذا الغثاء الذي يلوكه قادة ومراكز نفوذ في جماعته
 
أنت لست إله يا ولد بدر الدين.
ولا نبي.
ولا صاحب قدرات خارقة.
ولا حتى انسان سوي يستطيع العيش كبقية البشر.
أنت صاحب سلطة اكتسبتها بعوامل مادية خالصة.
 
وهؤلاء الذين ينفخون فيك الخواء إنما يستفزون عامة الناس ليجعلونك في الاذهان شيطان وتافه، فقواعد الفيزياء تقول : لكل فعل رد فعل.
 
كما أنهم أيضا يستمدون من هذا للعفن مشروعية نهبهم لحقوق الناس وإلحاق الاذى بهم، باسمك ونيابة عنك.
 
وحين تحل ساعة الحساب سيسقط القوم في منهوباتهم وجرائمهم ويتركونك للرياح.
 
هل سمعت ما قاله الشهيد الزبيري لأسلافك الامامين يحيى أحمد ؟ وقد كانا أشجع منك وأدهى وأعلم وذوي قدرة على التحرك والظهور بين الناس:
 
أيها الظالمُ الذي يَتَباهَى
أنّهُ ابْنٌ للوحيِ
 أوْ سِبْطُ طهَ
 
تشْهَدُ الناسَ يركعونَ حوالَيْكَ دُهُورًا
ويخفِضُونِ الجِباها
 
تَتَوخّى بأنْ تكونَ شَرِيْكَ اللهِ فِيْهِم
أوْ أنْ تكونَ اللهَ
 
لا تُبالي
سَمِعْتَ أنغامَ مُوسيقى
تُغنّيْكَ .. أوْ سمِعْتَ الآهَا
 
كُلُّها لَذَّةُ الأُلوهيّةِ النَّكراءِ
في سَمْتِها وفي مَعناها
.
وإذا جئتَ لِلمُصَلَّى
رَأَيناكَ -نِفاقًا- مُوَحِّدًا أَوَّاها
.
إن تَكُن أنتَ مُؤمِنًا بإلهٍ
فلماذا تكونُ أنتَ الإلهَ؟!
 
أنت في القرن الحادي والعشرين يا صاحبي، لاشيء مقدس ولا وحي ولا معجزات خارقة بإمكان فرد أن يزعمها لنفسه في عصر الثورة الالكترونية والفضاء المفتوح.
 
واذا كان لديك لبس فيما يقوله لك العبيد واللصوص، وما يفترض أنه صوت العقل، بإمكانك أن تجرب ولو لمرات محدودة الخروج من قبوك إلى عامة الناس كبشر طبيعي لتعرف حقيقتك، وحينها ستدرك هل يعبدك الناس، أم يجرعونك من ذات الكؤوس اليمانية التي تجرعها سيوفا ورصاصا أسلافك الأئمة الاطهار، من أولهم وحتى آخر نسخة فيهم !!
نعم .. من أولهم حتى الاخر.

(من صفحة الكاتب)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر