هل هناك انقسام في الجماعة الحوثية؟


مصطفى ناجي

لفت انتباهي اشتعال تريند لنشطاء يمنيين بعنوان (اسكت يا محمد علي). كانت حملة غامضة ليس فيها الا استهداف مقصود لشخص محمد علي الحوثي، أحد وجوه سلطة الحوثي العائلية.
يتضح ان الحملة كانت ذات دوافع شخصية وموجهة.

يؤسفني ان النخب اليمنية الاعلامية والسياسية تتدافع في دفقات محمومة جوفاء وتستهلك طاقتها في غير مكانها ولصالح غيرها.

لا ارى هذه الحملات تخدم القضية اليمنية او استعادة الدول بقدر تلميع شخص محمد الحوثي توهما ان حملة كهذه ستهدم صورته داخل الجماعة او بين انصاره.

اتفق ان محمد الحوثي زعيم في عصابة اجرامية عنصرية، واعتراضي على هذه الحملات نابع من انها في فضاء افتراضي بينما مجتمع الداخل يعيش ظروفه الواقعية.

هل وجدتم صور ضحايا التدافع في صنعاء على تويتر او الفيس؟

الشعب الفقير بعيد عن ضجيج تويتر.

لذا الوصول اليه لا يكون عبر تويتر فقط.

ثانياً، اليمنيون أكثر على صفحات الفيس من تويتر.

ثالثاً، المجتمع اليمني يؤمن بالقوة انطلاقا: لا بارك الله بالضعف!

لذا تبدو الحملات صورة ضعف وعمل دعائي ركيك.
 
ارى ان حملات كهذه تعزز من مكانة المستهدف خصوصا إذا تضمنت قدحاً وسباً. القيمة العليا في الشرعية هي قانونيتها وتساميها الاخلاقي. فلا داعي للسقوط الى مستنقع السباب ونبش الاصول.
 

لكن من هو محمد الحوثي؟

على عكس ما توحي الحملة، محمد الحوثي هو الحاكم الفعلي لسلطة صنعاء لدرجة ان السفير السعودي زاره كما زار المشاط، بل التقى به مرتين وتأثيره لا ينبع من موقعه الاداري في سلطة عائلة الحوثي انما من شبكته الاجتماعية.
 
سبق وكتبت عن قدرته التواصلية التي تحرج الهيكل الاداري الوهمي للحوثة، بل ان له قبول اجتماعي يفوق عبد الملك عينه، هو أخطر افراد الجماعة والحاكم المستقبلي القادر على تخطي عبد الملك المعزول.
 
يبادر فيتبعه منافسوه، أقدر على معالجة المشاكل بطريقة بدائية تسبق عجز وبيروقراطية المكاتب، دولة داخل الدولة ومصدر قلق لرئيس الرئيس؛ الحامد.
 
وإذا كان هناك من يريد ان يستهدفه فليس النشطاء اليمنيين ومن ورائهم انما منافسوه داخل الجماعة. ازاحته او تكبيله خدمة مجانية لجناح آخر حوثي.
 
بالعودة للحديث عن الاجنحة في الجماعة الحوثية.  نعم هناك اجنحة لكن الامر لا يصل الى تصدع. وهنا اورد تصريحي لموقع العرب:

وشكك الباحث السياسي اليمني مصطفى الجبزي في حقيقة وجود خلافات داخل الجماعة الحوثية، وتأثيرها على مسار التسوية، قائلا "من المتوقع جدا أن تظهر خلافات في أي جماعة وهذه من طبيعة السلطة، لكن أدوات معالجتها وتقنين الصراع يمكناها من حسم الأمر كما هو الحال في القرار الجماعي ودمقرطة الكيانات".

"هذا غير متوفر في جماعة الحوثي، وأنا لا أؤمن بصراع أجنحة داخلها في هذه المرحلة لسببين، الأول أن الجماعة تحتكم إلى مرجع فرد يحاط بهالة من القداسة تسمح له بضبط إيقاع الاختلاف. والثاني أن مرحلة الحرب تعزز التضامن العضوي داخل الجماعة. أي أن الاختلافات الراهنة هي ليست لتقاسم الكعكة إنما حول كيفية تعظيم الكعكة وإثبات ولاء للفكرة المؤسسة".
 
واعتبر أن ما يجري "هو اختلاف تفان لا أكثر، وهذا لا يمنع من وجود أشخاص يرون في أنفسهم أهمية وأن الجماعة تدين لتضحياتهم أو أشخاص لديهم طموح شخصي وينشطون في إطار آلية المحاصصة القائمة".
 
"يمكن أن ينشأ خلاف يقود إلى تصدع عندما تحصل الجماعة على استقرار ويبدأ التنافس على الريع، لاسيما مع الجيل الثاني. وحاليا الريع أكثر من أفراد الجماعة وكلما ظهر مطالب منهم بحصة اقتطعوا له من المال العام أو المنهوب".
 

انتهى تصريحي واضيف اليه..

يمكن ان يحدث تصدع إذا قضي على عبد الملك الحوثي في هذه المرحلة، ستفقد الحركة رمانة ميزانها او بعد سبع الى عشر سنوات من الان حين تصل الجماعة بفضل استقرار هش كالحاصل الان الى تراكم ثروة ونمو اجنحة حقيقية.
 
حينها سيكون الجيل الاول في قيادات الحركة قد تخطى عمر 50 وانهالت عليه امراض جسدية وبدأ يفكر بتثبيت الاولاد. حينها لا يمكن التغطية على الصراع بين هواشم الريف (صعدة) وهواشم صنعاء (الطيرامانات).
 
سيطمئن الجناح الصعدي ويسحق بلا رحمة هواشم صنعاء ويكون ايضا قد روّض القبيلة لأنه لم يعد بحاجة لها للتحشيد والتعبئة.
 
ستكون الجماعة قد تخلصت من جيل رفاق حسين وبقي عبد الملك واترابه الذين لا يسمح عمرهم باقتطاع شرعيته. ستواجه الجماعة الحوثية السؤال الذي تتهرب منه الآن وتساعدها حالة الحرب:
 
ما هو شكل الحكم الذي يجب ان ترسيه كي تتربع أسرة الحوثي بلا منازع؟ من هو الممثل الشرعي لعائلة الحوثي؟
 
طريقة دك مركز محمد الحوثي هي تقديم رصد واقعي لشبكته داخل منظومة حكم العائلة الحوثية، تقييم ثروته المتعاظمة، متابعة خطواته لبناء صورته على حساب عبد الملك الحوثي وصراعاته مع رئيس الرئيس.
 
وقبل هذا تورطه في جرائم انتهاكات بحق اليمنيين وادارته لمعركة هي أكبر جريمة في تاريخ اليمن.
 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر